مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الدول الغربية تضغط لبدء القاء المساعدات جوا للمناطق المحاصرة في سوريا

سيارة للهلال الاحمر السوري تخل داريا في الغوطة الشرقية لدمشق 1 يونيو 2016 afp_tickers

تضغط الدول الغربية على الامم المتحدة من اجل البدء بالقاء المساعدات جوا للمناطق المحاصرة في سوريا وخصوصا مدينة داريا قرب دمشق والتي دخلتها الاربعاء للمرة الاولى قافلة اغاثة الا انها كانت خالية من الغذاء.

وميدانيا، باتت قوات سوريا الديموقراطية على بعد عشرة كيلومترات من مدينة منبج في محافظة حلب بعد يومين على معركة اطلقتها لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من هذه المدينة، التي تعد احدى معاقله في شمال البلاد وتقع على خط الامداد الرئيسي له بين الرقة والخارج.

ويعقد مجلس الامن الدولي جلسة طارئة حول سوريا الجمعة للبحث في ما اذا كان من الضروري القاء مساعدات انسانية من الجو للمناطق المحاصرة بعدما كانت حددت المجموعة الدولية لدعم سوريا والامم المتحدة الاول من حزيران/يونيو كمهلة لبدء اعتماد هذا المسار في حال لم تتمكن قافلات المساعدات من الوصول برا.

وبالتزامن مع انتهاء مهلة الاول من حزيران/يونيو، دخلت الاربعاء اول قافلة مساعدات الى مدينة داريا جنوب دمشق، والتي تحاصرها قوات النظام منذ العام 2012، من دون ان تتضمن مواد غذائية، الامر الذي علقت عليه منظمة “سايف ذي شيلدرن” بالقول انه “صاعق وغير مقبول اطلاقا منع الشاحنات من ادخال الطعام”.

-الموت جوعا-

خلال سنوات الحصار الطويلة، خسرت داريا المدمرة بشكل شبه كامل تسعين في المئة من سكانها البالغ عددهم 80 الف نسمة فيما يواجه من تبقى منهم نقصا حادا في الموارد ويعانون من سوء التغذية. ولهذه المدينة اهمية استراتيجية بالنسبة لقوات النظام كونها ملاصقة لمطار المزة العسكري، حيث سجن المزة الشهير ومركز المخابرات الجوية.

واعتبر السفير البريطاني لدى الامم المتحدة ماثيو ريكفورت، الذي طلب عقد الجلسة الطارئة للامم المتحدة، ان ادخال المساعدات الى داريا خطوة “متأخرة جدا”، واكد “اعتقد ان علينا التمسك بما اقرته المجموعة الدولية لدعم سوريا الا وهو انه في ظل هذا السيناريو لا بد من القاء مساعدات انسانية من الجو”.

وطالب نظيره الفرنسي فرنوسا ديلاتر “بتنفيذ عمليات القاء مساعدات انسانية من الجو على كل المناطق المحتاجة اليها، وبالدرجة الاولى على داريا والمعضمية ومضايا، حيث يواجه السكان المدنيون، بمن فيهم الاطفال، خطر الموت جوعا”.

الا ان السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين كان له رأي مغاير، فاعتبر ان دخول المساعدات الى داريا وان لم تكن تتضمن مواد غذائية، يمثل خطوة ايجابية تستدعي في الوقت الراهن تجميد مشروع القاء المساعدات جوا.

وكانت موسكو الراعية لاتفاق وقف الاعمال القتالية الى جانب واشنطن، اعلنت عن هدنة في داريا لمدة 48 ساعة اعتبارا من الاول من حزيران/يونيو، ما يعني انه يفترض ان تنتهي منتصف ليل الخميس الجمعة.

ويسري في سوريا منذ 27 شباط/فبراير وقفا للاعمال القتالية بموجب اتفاق روسي اميركي، لكنه تعرض لانتهاكات متكررة في بعض المناطق وللانهيار في مدينة حلب في شمال البلاد. ولم يعلن اي من راعيي الهدنة انهيارها بشكل كامل في وقت عملا على اقرار اتفاقات تهدئة مؤقتة في مناطق عدة.

وطالبت الهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية، الامم المتحدة بالضغط على قوات النظام السوري وحلفائه للالتزام بهدنة خلال شهر رمضان على كامل الاراضي السورية باستثناء مناطق سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية.

-جبهات الجهاديين-

وميدانيا، تتركز الانظار على معركة تقودها قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة اميركية لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي.

وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية، وهي عبارة عن تحالف فصائل كردية وعربية، من التقدم “اذ باتت على بعد عشرة كيلومترات من منبج بعدما سيطرت على حوالى 20 قرية”، وفق مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن.

وقال عبد الرحمن ان “الاشتباكات عنيفة جدا وسط مقاومة عنيفة من تنظيم الدولة الاسلامية”.

ولمدينة منبج اهمية استراتيجية اذ تقع على الطريق الممتد من بين جرابلس شمالا الحدودية مع تركيا والتي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية والرقة جنوبا معقل التنظيم الجهادي الابرز في سوريا.

ويسعى التحالف الدولي منذ فترة طويلة لاستعادة جيب منبج لكن الهجوم على هذه المنطقة كان يصطدم بمعارضة تركيا حليفة واشنطن، اذ تخشى انقرة تمكين وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل المكون الاساسي لقوات سوريا الديموقراطية من كامل الحدود التركية السورية التي تسيطر اصلا على القسم الاكبر منها.

وقد اثبتت قوات سوريا الديموقراطية انها الاكثر فعالية في قتال تنظيم الدولة الاسلامية ونجحت في طرده من مناطق عدة في شمال وشمال شرق سوريا. وهذا الهجوم هو الثاني الذي تشنه ضد التنظيم المتطرف في غضون اسبوع، اذ انها اطلقت في 24 ايار/مايو عملية لطرده من شمال محافظة الرقة.

والى جانب الغطاء الجوي، تدعم قوات من المهمات الخاصة الاميركية المقاتلين الاكراد على الارض.

وابدت باريس الاربعاء “تفاؤلا نسبيا” بشأن سير العمليات العسكرية في كل من سوريا والعراق ضد تنظيم الدولة الاسلامية، ففي العراق ايضا تتقدم القوات العراقية باتجاه مدير الفلوجة احد ابرز معاقل الجهاديين غرب بغداد.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية