مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الرئيس الأوكراني يحذر من رفع العقوبات المفروضة على روسيا

صورة وزعها المكتب الاعلامي للرئاسة الاوكرانية تظهر الرئيس فلاديمير زيلينسكي متحدثا امام منتدى في كييف في 13 ايلول/سبتمبر 2019. afp_tickers

حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة الغربيين من أي رفع للعقوبات المفروضة على روسيا لضمها شبه جزيرة القرم، بينما تعمل باريس على تحقيق تقارب مع موسكو.

وفي خطاب ألقاه في منتدى في كييف، قال زيلينسكي إن “العقوبات سلاح دبلوماسي قوي وفعال”.

وأضاف “لا أكف عن التكرار لشركائنا الغربيين الذين يساعدوننا لكنهم يفكرون في بعض الأحيان برفع العقوبات: أنتم تخسرون أموالا؟ لكن نحن نخسر بشرا”، ملمحا بذلك إلى آلاف الضحايا الذين سقطوا في الحرب التي اندلعت في 2014 في شرق أوكرانيا.

ورأى زيلينسكي في المنتدى الذي تنظمه مؤسسة فيكتور بينشوك، رجل الأعمال القريب من السلطة، أن العقوبات “ضريبة من أجل حفظ السلام”، مؤكدا أن “العقوبات يجب أن تبقى إلى أن يتم إعادة السلام”.

وقال إن “السبيل الوحيد” لانهاء الحرب هو “الدبلوماسية”.

من جهته اعتبر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان العقوبات المفروضة على روسيا “لا تأتي بشيء لأحد” و”لا تساعد على حل المشاكل” و”تخالف القانون الدولي”.

وتشهد العلاقات بين موسكو وكييف أزمة غير مسبوقة منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم في 2014 ثم اندلاع الحرب مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، التي أسفرت عن سقوط حوالى 13 ألف قتيل.

وتتهم كييف والغربيون موسكو بدعم الانفصاليين عسكريا عبر مدهم بالمقاتلين والسلاح، وهذا ما تنفيه روسيا على الرغم من مشاهدات عدد من وسائل الإعلام بينها وكالة فرانس برس.

ومدد الاتحاد الأوروبي الخميس لستة أشهر العقوبات المفروضة على مسؤولين روس وأوكرانيين لتورطهم في النزاع في أوكرانيا. وهذه العقوبات التي يتم تمديدها دوريا منذ خمس سنوات، ترافقها قيود اقتصادية على قطاعات النفط والدفاع والمصارف الروسية.

ردا على ذلك، فرضت موسكو حظرا على معظم المنتجات الغذائية الأوروبية ما وجه ضربة للصناعات الغذائية في دول عدة بينها فرنسا.

وحاول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الأسابيع الماضية الدفع في اتجاه مراجعة العلاقات مع روسيا مشيرا الى ان فرض عقوبات اضافية على روسيا لا يخدم مصالح فرنسا.

وقال ماكرون في اواخر آب/اغسطس في خطاب أمام السفراء الفرنسيين إن “القارة الأوروبية لن تكون مستقرة او آمنة اذا لم يتم تحسين وتوضيح العلاقات مع روسيا”.

– “استعادة القرم”-

في دليل على تهدئة بين كييف وموسكو، تبادلت الدولتان الاسبوع الماضي سجناء.

وأبرز السجناء الذين أفرجت عنهم موسكو هو المخرج السينمائي اوليغ سينستوف الذي دعا الجمعة الرئيس زيلينسكي الى بذل أقصى جهوده من أجل تأمين الافراج عن عشرات الاوكرانيين الاخرين.

واعتبر الكرملين أن تبادلا جديدا للسجناء “ممكن ومفيد” لكن تطبيقه سيتطلب “عملا شاقا وطويلا جدا على الارجح”.

ويرتقب أن يلتقي الرئيسان الأوكراني والروسي فلاديمير بوتين للمرة الاولى في ايلول/سبتمبر في باريس خلال قمة ستجمع أيضا فرنسا والمانيا.

وردا على أسئلة فرانس برس الجمعة قال زيلينسكي انه لمس استعدادا لدى بوتين لتحسين العلاقات نظرا “للوضع السياسي في العالم” وذلك على أساس اتصالاته الهاتفية السابقة معه.

وأضاف أيضا أنه سيسعى جاهدا من اجل استعادة القرم لكنه أقر بان “هذه المسألة ستكون الاكثر تعقيدا”.

وقال “سأكون صريحا، نحن نفكر في هذا الأمر، لدينا بضع أفكار” لكنه امتنع عن الادلاء بتفاصيل إضافية.

وأضاف زيلينسكي انه سيلتقي الرئيس الاميركي دونالد ترامب في واشنطن في وقت لاحق هذا الشهر.

وقد أكد الكرملين مرارا ان إعادة شبه جزيرة القرم غير واردة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية