مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الرئيس الالماني يتحرك لتجنب اجراء انتخابات مبكرة

المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في جلسة للبرلمان في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 في برلين afp_tickers

تسارعت الاتصالات في المانيا الثلاثاء في محاولة لايجاد تسوية بين الاحزاب السياسية تتيح للمستشارة انغيلا ميركل تشكيل حكومة جديدة، وبالتالي تجنب اجراء انتخابات تشريعية مبكرة.

وباشر الرئيس الالماني فرانك فالتر شتاينماير الذي اصبح يشرف على هذه الازمة بموجب الدستور، اتصالات مع الاحزاب التي يمكن ان تشارك في ائتلاف حكومي برئاسة ميركل التي لا تزال في السلطة منذ 12 سنة.

واكد الرئيس الالماني انه لن يجري اي اتصال مع اليمين المتطرف ولا مع اليسار الراديكالي، وهو الامر الذي ترفضه ميركل بشكل قاطع.

وبعد لقاء طويل الاثنين مع ميركل، استقبل شتاينماير الثلاثاء الرئيسين المشتركين لحزب الخضر سايمون بيتر وجيم اوزدمير، ثم عقد لقاء سريعا مع زعيم الحزب الليبرالي الديموقراطي كريستيان ليندنر الذي اغرق المانيا في هذه الازمة غير المسبوقة بقطعه المفاوضات لتشكيل حكومة مع المحافظين في الاتحاد الديموقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي.

ولم تتسرب اي معلومات عن نتيجة هذين اللقاءين.

وسيعقد شتاينماير الخميس لقاء منتظرا جدا مع مارتن شولتز رئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي ينتمي اليه الرئيس ويرفض حتى الآن التحالف مع المستشارة، بعدما مني بخسارة كبيرة في انتخابات ايلول/سبتمبر.

وهدف الرئيس هو التوصل الى تشكيل ائتلاف بقيادة ميركل وتجنب عودة الالمان الى صناديق الاقتراع بعدما انتخبوا نوابهم للتو.

وقد تستغرق هذه المهمة اسابيع وربما اكثر. وفي حال فشلت هذه المفاوضات، يبقى شتاينماير الشخصية الوحيدة التي يحق لها الدعوة الى انتخابات مبكرة بعد حل البرلمان.

– “لا أزمة دولة” –

وصرح شتاينماير الذي يلقى احتراما كبيرا لدى الالمان، الاثنين ان “مهمة” الاحزاب المنتخبة تشكيل حكومة ولا يمكنها “القاء هذه المهمة على عاتق” الناخبين فور بروز العقبة الاولى.

وفي افتتاح جلسة البرلمان الثلاثاء قال فولفغانغ شويبله رئيس مجلس النواب واحدى اهم الشخصيات السياسية الالمانية ان المانيا “تواجه مشكلة ولا توجد ازمة حكم”. واكد وزير المالية السابق البالغ من العمر 75 عاما ان “المهمة كبيرة لكن (المشكلة) قابلة للحل”.

وتترقب كل الدول الاوروبية بقلق تطورات الوضع في المانيا، لانه بغياب المانيا لا يمكن الدخول في اي اصلاح للاتحاد الاوروبي ولا في مفاوضات جدية حول البريكست مع بريطانيا.

واعلنت المفوضية الاوروبية الثلاثاء انها ستقدم كما كان مقررا من قبل، مشاريع الاصلاحات لمنطقة اليورو في السادس من كانون الاول/ديسمبر، على ان يبدأ النقاش حولها في الخامس عشر من الشهر نفسه في بروكسل خلال قمة اوروبية.

وقال المتحدث باسم المفوضية مارغاريتيس سكيناس في هذا الصدد “ان اوروبا لن تتوقف” بسبب الازمة الالمانية.

وتنطوي الدعوة الى انتخابات جديدة على مجازفة خصوصا وان المانيا شهدت زلزالا سياسيا في الانتخابات التشريعية التي جرت في 24 ايلول/سبتمبر مع دخول نواب من اليمين المتطرف الى مجلس النواب.

– ميركل مرشحة –

وتشير استطلاعات الرأي الى ان صعود حزب البديل من اجل المانيا الذي وعد “بطرد” ميركل يمكن ان يتعزز في حال اجراء انتخابات مبكرة. والاختراق الذي حققه هذا الحزب هو الذي يجعل تشكيل اغلبية صعبا.

واشار استطلاع للراي اجرته مؤسسة “اينسا” ان حزب البديل من اجل المانيا سينال 14% في حال اجريت انتخابات مبكرة مقابل 12،6% حصل عليها في ايلول/سبتمبر الماضي.

ومع ذلك كشف استطلاع للرأي اجراه معهد “فورسا” بعد فشل ميركل في تشكيل حكومة، ان عدد الالمان الذين يميلون الى اجراء انتخابات مبكرة يزداد وبات 45 بالمئة.

الا ان استطلاع اينسا كشف ان نتائج الانتخابات المبكرة قد لا تساعد على تشكيل اغلبية جديدة، اذ اعطى حزب ميركل 30% مقابل 33% في الرابع والعشرين من ايلول/سبتمبر.

كما يؤيد 27 بالمئة فقط تشكيل “تحالف كبير” بين المحافظين والحزب الاشتراكي الديموقراطي و24 بالمئة حكومة اقلية بقيادة ميركل.

وعلى الرغم من النتائج المخيبة للآمال في الانتخابات التشريعية والفشل في تشكيل ائتلاف حكومي الاحد وتهديد اليمين المتطرف، لا تنوي المستشارة الالمانية الانسحاب وتفكر حتى في الترشح اذا جرت انتخابات جديدة.

وترفض المستشارة قيادة حكومة اقلية كما يسمح لها الدستور. وقالت ان المانيا “تحتاج الى حكومة مستقرة ليست مضطرة للبحث عن اغلبية عند اتخاذ كل قرار”.

الا ان ميركل تواجه انتقادات حادة وفي بعض الاحيان من داخل معسكرها السياسي. فبعض معارضيها السياسيين يرون ان الصعوبات الحالية وصعود حزب البديل من اجل المانيا نجما عن قرارها استقبال اكثر من مليون طالب لجوء في 2015 و2016.

وبانتظار انتهاء الازمة، تبقى ميركل على رأس الحكومة لتصريف الاعمال.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية