مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الرئيس الاميركي يشيد بمحمد علي الذي “قاتل من اجل الحق”

محمد علي عام 1976 خلال مؤتمر صحافي في باريس afp_tickers

اشاد الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت بالملاكم الاسطورة محمد علي كلاي الذي “قاتل من اجل الحق” ليس داخل الحلبة وحسب بل خارجها ايضا.

وتوفي محمد علي الجمعة عن 74 عاما بعدما خسر معركته الطويلة والاخيرة ضد داء باركينسون.

ورحل اسطورة الرياضة العالمية والشخصية المميزة في تاريخ القرن العشرين في احد مستشفيات فينيكس بولاية اريزونا.

واعتبر اوباما ان محمد علي “قاتل من اجلنا”، مضيفا: “معركته خارج الحلبة كلفته لقبه ومكانته. خلقت له الاعداء يسارا ويمينا، وجعلته منبوذا، وكادت ترسله الى السجن. لكن علي تمسك بموقفه ونصره ساعد في اعتيادنا على اميركا التي نعرفها اليوم”.

وستقام جنازة اشهر ملاكم في العالم في مسقط رأسه لويفيل في ولاية كنتاكي لكن الموعد لم يحدد حتى الان.

وادخل محمد علي الذي يعاني منذ ثمانينات القرن الماضي من داء باركينسون، الخميس الى مستشفى في فينيكس حيث يقيم مع زوجته الرابعة لوني، لمعالجته من مشكلات تنفسية.

وكان ادخل المستشفى مرتين في نهاية 2014 وبداية 2015 بسبب اصابته بالتهاب رئوي والتهاب في جهاز البول.

وفي رثاء نثري انيق، كتب الرئيس الاميركي عن اسطورة الملاكمة واحدى الشخصيات التي يعتبرها قدوة له، قائلا في بيان صادر عن البيت الابيض: “محمد علي كان الاعظم. نقطة على السطر… لكن ما جعل البطل بهذه العظمة – ما يفرقه حقا عن الاخرين – هو ان الجميع يقول عنه تقريبا الامر ذاته”.

وواصل: “مثل كل شخص اخر على هذا الكوكب، ميشال (زوجة اوباما) وانا حزينان على وفاته لكننا ايضا ممتنان لله لاننا كنا محظوظين بمعرفته وحتى وان كان لفترة وجيزة…”.

وكاسيوس كلاي هو حفيد عبد، وقد اصر على تعلم الملاكمة لينتقم من صبي سرق دراجته الهوائية عندما كان طفلا.

وبسرعة اخذ يحقق بفضل قوة قبضتيه، النصر تلو الآخر واصبح بطل دورة الالعاب الاولمبية في روما في 1960 ثم بطل العالم حسب تصنيف الجمعية العالمية للملاكمة في 1964 بفوزه على سوني ليستون بالضربة القاضية في الجولة السابعة. وقد غير اسمه الى محمد علي بعد اعتناقه الاسلام في 1964.

غداة ذلك قرر تغيير اسمه الى كاسيوس اكس تيمنا بزعيم “المسلمين السود” مالكولم اكس. وبعد شهر اعتنق الاسلام وغير اسمه الى محمد علي.

وبعد ان اصبح بطل العالم بلا منازع في الوزن الثقيل، صدم الرجل “الاعظم”، كما كان يصف نفسه، الولايات المتحدة في 1967 برفضه اداء الخدمة العسكرية والتوجه للقتال في حرب فيتنام. وقد صرح في 17 شباط/فبراير 1966 “ليست لدي مشكلة مع الفيتكونغ” الذين كانوا يقاتلون الاميركيين.

وسجن محمد علي وجرد من الالقاب التي حصل عليها ومنع من ممارسة الملاكمة لثلاث سنوات ونصف السنة بعدما اغضب غالبية الرأي العام الاميركي. لكن آخرين رأوا فيه احد اعمدة الثقافة المضادة وبطل قضية السود الذين كانوا يناضلون من اجل المساواة في الحقوق.

واشار اوباما الى انه يحتفظ في غرفته الخاصة بالقرب من المكتب البيضاوي بقفازي محمد علي، مباشرة تحت صورة الملاكم الاسطورة “البطل الشاب الذي كان لا يتجاوز الثانية والعشرين من عمره وهو يزأر كالاسد فوق سوني ليستون الساقط ارضا” في اشارة الى المباراة الشهيرة بين الملاكمين في 25 ايار/مايو 1965.

ونقل اوباما عن محمد علي احد خطاباته الشهيرة: “انا اميركا، انا الجزء الذي لن تتعرفوا اليه. لكن يجب ان تعتادوا علي. (انا الشخص) الاسود، الواثق بنفسه، المعتد بنفسه. اسمي، ليس من شأنكم. ديانتي، ليست من شأنكم. اهدافي، تعنيني انا وحسب. اعتادوا علي”.

وتابع الرئيس الاميركي: “علي الذي تعرفت عليه” لم يكن “ماهرا كشاعر خلف المذياع بالقدر الذي كان عليه كمقاتل في الحلبة، لكنه رجل قاتل من اجل الحق. رجل قاتل من اجلنا. وقف بجانب (مارتن لوثر) كينغ (والرئيس الجنوب افريقي الراحل نيلسون) مانديلا. دافع (عن الحق) عندما كان ذلك صعبا. رفع الصوت عندما فضل الاخرون التزام الصمت”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية