مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الرئيس الايراني يدفع في اتجاه اتفاق حول برنامج بلاده النووي

صورة من موقع الرئاسة الايرانية على الانترنت للرئيس روحاني في بيرجند في 24 كانون الاول/ديسمبر 2014 afp_tickers

اجرى الرئيس الايراني حسن روحاني الخميس اتصالات هاتفية بالعديد من قادة الدول الغربية للدفع في اتجاه اتفاق حول برنامج بلاده النووي، فيما استؤنفت المفاوضات في لوزان سعيا الى تسوية قبل نهاية الشهر الجاري.

واتصل روحاني على التوالي بنظيريه الفرنسي فرنسوا هولاند والروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون واضعا كل ثقله للتوصل الى اتفاق قبل 31 اذار/مارس، المهلة التي حددها المفاوضون لبلوغ اتفاق مبدئي حول البرنامج النووي لطهران.

وكرر روحاني للمسؤولين الثلاثة مطلب طهران الدائم، “الالغاء التام للعقوبات” الدولية التي تخنق الاقتصاد الايراني وفق موقع الرئاسة.

وقال الرئيس الايراني كما نقل عنه الموقع ان “الالغاء التام للعقوبات هو العنصر الرئيسي في المفاوضات للمضي قدما نحو تسوية نهائية”.

كذلك، قال موقع الرئاسة الايرانية ان “رئيس الجمهورية وجه رسالة الى قادة الدول الاعضاء في مجموعة خمسة زائد واحد (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) حول المسالة النووية والتطورات الاخيرة في المفاوضات”.

وتاتي هذه المبادرات من جانب روحاني في وقت استؤنفت محادثات مكثفة الخميس في مدينة لوزان السويسرية حيث التقى مجددا وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الايراني محمد جواد ظريف.

واعلن الكرملين في بيان اثر المشاورات الهاتفية بين روحاني وبوتين ان موسكو وطهران تاملان بان “تتكلل (هذه المفاوضات) بالنجاح”.

من جانبها، كررت فرنسا مطالبتها ب”اتفاق دائم ومتين ويمكن التثبت منه يضمن عدم حصول ايران على السلاح النووي”، وذلك بحسب بيان للاليزيه اثر الاتصال بين روحاني وهولاند.

وينتظر ان يصل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس السبت الى لوزان للمشاركة في المحادثات، بحسب الخارجية الفرنسية.

ومنذ اكثر من عشرة اعوام، يتهم المجتمع الدولي ايران بالسعي الى امتلاك سلاح نووي، ويطالب بضمانات حازمة حول برنامجها النووي مقابل رفع تدريجي للعقوبات الدولية التي فرضت عليها وهي اميركية واوروبية واممية.

وبعد اكثر من عام على بدء مفاوضات ماراتونية واتفاق موقت تم تمديده مرتين، يفترض ان تبرم ايران والدول الست الكبرى (مجموعة 5+1 التي تضم الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والمانيا) اتفاقا سياسيا قبل نهاية الشهر الجاري حول الملف النووي الايراني الذي يسمم العلاقات الدولية.

لكن المفاوضات استؤنفت في اجواء اقليمية بالغة التوتر مع التدخل العسكري الذي بدأه منتصف ليل الاربعاء الخميس تحالف تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين الشيعة في اليمن الذين يحظون بدعم طهران.

وقد نددت ايران بشدة الخميس بهذا التدخل المدعوم من الولايات المتحدة والذي وصفه الرئيس الايراني بانه “عدوان عسكري”.

وحذر ظريف من لوزان متحدثا الى قناة العالم التلفزيونية الايرانية الناطقة بالعربية من ان هذه العملية “ستحدث مزيدا من التوتر في المنطقة ولن تجلب اي فائدة لاي بلد”.

لكن مسؤولا اميركيا كبيرا اعلن الخميس رافضا كشف هويته ان العملية في اليمن التي تحظى بدعم لوجستي من الولايات المتحدة “لن تؤثر” على المفاوضات النووية.

وقال هذا المسؤول “قلنا دائما بوضوح ان المفاوضات التي تخوضها مجموعة خمسة زائد واحد تتناول حصرا المسالة النووية”.

ومع معاودة التفاوض الخميس، ابدى الاميركيون والايرانيون تفاؤلا نسبيا.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ليل الاربعاء الخميس طالبا عدم كشف هويته “نعتقد فعلا اننا نستطيع ان نفعل ذلك بحلول 31 آذار/مارس. نرى طريقا لتحقيق ذلك”.

بدوره، صرح رئيس المنظمة الايرانية للطاقة النووية علي اكبر صالحي لفرانس برس “في الاجمال انا متفائل”، لكنه حذر من تحرك القوى المناهضة لاي اتفاق.

ويخضع كيري وظريف لضغوط كبيرة لانتزاع اتفاق او على الاقل تفاهم مبدئي يسمح لهما بمواجهة “الصقور” في واشنطن وطهران على السواء، مرورا باسرائيل ودول الخليج التي تعارض جميعها اي تسوية.

الا ان مسؤولا اوروبيا قلل من اهمية الضغوط وقال “لن تكون نهاية التاريخ هذا الاسبوع. لن يكون هناك اتفاق قبل نهاية الاسبوع لانه لن يتم التوصل اليه الا عندما توضع اللمسات الاخيرة على التفاصيل التقنية”.

واضاف “ما نرغب في الحصول عليه (بحلول نهاية آذار/مارس) هو تفاهم على النقاط الاساسية، المعايير الرئيسية” في صلب التفاوض وهي القدرة على تخصيب اليورانيوم التي سيسمح لايران بها ومفاعل اراك للمياه الثقيلة ورفع العقوبات.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية