مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

السجن لصحافيين تركيين اعادا نشر رسم للنبي محمد نقلا عن صحيفة شارلي ايبدو

تظاهرة لصحافيين اتراك تضامنا مع صحيفة "شارلي ايبدو" في اسطنبول في 11 كانون الثاني/يناير 2015 afp_tickers

حكم على صحافيين تركيين معارضين الخميس بالسجن لاعادة نشرهما في 2015 رسما يمثل النبي محمد نقلا عن شارلي ايبدو، وذلك تضامنا مع الصحيفة الفرنسية الساخرة التي تعرضت لهجوم جهادي، في فصل جديد من فصول المساس بحرية الصحافة في تركيا.

وقال محاميهما بولنت اوتكو ان “محكمة (اسطنبول) الجنائية اصدرت بحقهما عقوبة السجن لعامين” مؤكدا انه سيستأنف الحكم.

وذكر الاعلام المحلي ان اصحاب الشكوى وهم مواطنون عاديون شعروا ب”الاهانة” لنشر هذا الرسم وهتفوا “الله اكبر” في قاعة المحكمة لدى اعلان الحكم.

وكان حكمت تشيتينكايا وجيداء كاران ارفقا مقالهما في صحيفة “جمهورييت” المعارضة في 14 كانون الثاني/يناير 2015 بجزء من الصفحة الاولى لاسبوعية شارلي ايبدو الفرنسية بعد استهداف مقرها في باريس في اعتداء في 7 كانون الثاني/يناير من ذلك العام.

وحينها، كانت “جمهورييت” المعارضة الشرسة لنظام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاسلامي المحافظ، الصحيفة الوحيدة في العالم الاسلامي وواحدة من خمس صحف حول العالم، التي اعادت نشر بعض الرسوم التي نشرتها الصحيفة الفرنسية.

وجازف الصحافيان في بلد 99% من سكانه من المسلمين ويقوده منذ 2002 حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه اردوغان المتهم بالتسلط والتضييق على الصحافة.

وفي اليوم التالي فتح القضاء تحقيقا بحق الصحافيين.

وكان الرسم المعني يمثل النبي محمد دامعا، حاملا لافتة تقول “انا شارلي”، وهو الشعار الذي رفعه المتظاهرون في فرنسا والخارج لادانة الاعتداءات الجهادية التي اسفرت عن مقتل 17 شخصا في باريس بينهم اعضاء في رئاسة تحرير الصحيفة الساخرة.

– “استفزاز خطير” –

آنذاك، وصف رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو قرار “جمهورييت” بانه “استفزاز خطير”. ووجهت الى الصحافيين تهمتا “التحريض على الكراهية” و”الاساءة الى القيم الدينية”.

وقالت كاران عبر حسابها على تويتر بعد اعلان قرار القضاء “ليكن هذا الحكم هدية لفاشيينا الليبراليين” في اشارة الى السلطات الحاكمة.

وكتبت الصحيفة التي تعد من اقدم الصحف في تركيا وتدافع عن العلمانية على موقعها الالكتروني “ضربة موجعة ضد حرية التعبير والصحافة”.

وجمهورييت صحيفة عريقة في تركيا لكنها العدود اللدود لاردوغان. وتعرضت مقار الصحيفة لاعتداءات عدة وملاحقات قضائية في السنوات الاخيرة. واودع العديد من صحافييها السجن.

ويتهم رئيس تحرير صحيفة جمهورييت جان دوندار ومدير مكتب الصحيفة في أنقرة أردم غول، المعارضان الشرسان للحكومة التركية منذ وقت طويل، بالتجسس وكشف اسرار الدولة والسعي إلى قلب نظام الحكم ومساعدة منظمة ارهابية.

وقد امضيا ثلاثة اشهر في السجن لنشر مقال اسند بصور وشريط فيديو التقط على الحدود السورية في كانون الثاني/يناير 2014، يظهر اعتراض قوات الأمن التركية لشاحنات عائدة لجهاز الاستخبارات التركي تنقل أسلحة لمقاتلين اسلاميين في سوريا.

وتنفي السلطات التركية هذا الامر بشدة.

ويتعرض النظام التركي بانتظام لانتقادات لمساسه بحرية التعبير وتراجع مناخ عمل الصحافيين الى حد كبير مع تهديدهم بالملاحقات القضائية والسجن.

كما منعت تركيا في الاونة الاخيرة العديد من الصحافيين الاجانب من دخول البلاد او العمل فيها.

ومطلع نيسان/ابريل في ختام زيارة قام بها اردوغان لواشنطن دان نظيره الاميركي باراك اوباما “الطريق المقلق” الذي تسلكه تركيا في مجال حرية الصحافة.

ونهاية الاسبوع الماضي، اعتقلت الشرطة التركية الصحافية الهولندية التركية الاصل اوبرو عمر لساعات في مقرها غرب تركيا بعد اتهامها بتوجيه “اهانات” الى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في مقال وتغريدات.

وافرج عن الصحافية لكن القضاء امر بوضعها قيد الاقامة الجبرية في مدينة كوساداسي حيث تقيم.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية