مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

السعودية تطلق عملية “عاصفة الحزم” ضد الحوثيين الذين تدعمهم ايران

يمني بملابس عسكرية في موقع احدى الغارات في صنعاء afp_tickers

اطلقت السعودية منتصف ليل الاربعاء الخميس عملية واسعة النطاق ضد المتمردين الحوثيين في اليمن تحت مسمى “عاصفة الحزم” بمشاركة دول عربية واسلامية ما ادى الى الحاق اضرار كبيرة بالقدرات العسكرية للمسلحين الشيعة الذين تدعمهم ايران ويسيطرون على اجزاء واسعة من اليمن.

وقد حصلت العملية بسرعة على دعم دولي واسع لاسيما من الولايات المتحدة والجامعة العربية التي اكد امينها العام نبيل العربي من شرم الشيخ حيث تعقد القمة العربية السبت “التاييد التام” للعملية العسكرية التي قال انها “ضد اهداف محددة لجماعة الحوثيين الانقلابيين”.

وشنت طائرات التحالف الذي تقوده السعودية غارات جديدة الخميس في اليوم الثاني للعملية استهدفت وفق مصادر محلية وشهود كلا من قاعدة الطارق العسكرية قرب تعز، ثالث كبرى مدن البلاد والواقعة على الطريق بين صنعاء وعدن في جنوب البلاد، كما استهدفت منطقة الملاحيظ في محافظة صعده معقل جماعة الحوثي والحدودية مع السعودية، ومطار صعده المدني ومخازن تابعة لجماعة الحوثي.

واكدت مصر ان قوات من سلاح الجو وسلاح البحر المصريين تشارك في العملية العسكرية في اليمن لوقف تقدم المتمردين الحوثيين، وفق ما اعلنت الرئاسة المصرية الخميس.

كما أعلنت الرباط وضع قواتها الجوية المنتشرة في دولة الامارات تحت تصرف التحالف من اجل دعم الشرعية في اليمن.

وكانت السعودية اكدت ان “اكثر من عشر دول” تشارك في العملية للدفاع عن الرئيس عبدربه منصور هادي في مواجهة تقدم المتمردين الحوثيين الشيعة.

وصل هادي الخميس الى الرياض بعد الظهر، ومن المقرر ان يشارك في القمة العربية السبت في مصر، علما بان معلومات متضاربة سرت حول مكان وجوده في الايام الاخيرة مع الهجوم الذي شنه المتمردون الحوثيون على عدن.

واكدت دول مجلس التعاون الخليجي ما عدا سلطنة عمان في بيان مشترك انها قررت ان تلبي نداء الرئيس هادي بالتدخل لحماية الشرعية.

وتهدف هذه العملية بحسب الرياض الى “الدفاع عن الحكومة الشرعية ومنع حركة الحوثيين المتطرفة (المدعومة من ايران) من السيطرة على البلاد”.

وندد زعيم المتمردين الحوثيين عبد الملك الحوثي الخميس بالتدخل العسكري “غير المبرر” للتحالف الذي تقوده السعودية ضد قواته في اليمن، داعيا انصاره “للتصدي للغزو”.

وقال الحوثي في خطاب متلفز ان “هذا العدوان المجرم غير مبرر على الاطلاق”، مؤكدا ان “الشعب اليمني سيتحرك بكل عزة ولن يقبل بان يهان ويستباح”، وداعيا انصاره الى “تشكيل جبهة تتصدى للغزو”.

على الصعيد الداخلي، امر ولي ولي العهد ووزير الداخلية السعودي الامير محمد بن نايف قادة الامن الداخلي بتعزيز التدابير الامنية في المنشآت النفطية والحيوية وعلى الحدود.

وفي واشنطن، اعلن البيت الابيض ان الولايات المتحدة تنسق بشكل وثيق مع السعودية وحلفاء عرب اخرين في اطار العملية العسكرية.

وجاء في بيان لبرناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الامن القومي الاميركي ان “الرئيس (باراك) اوباما سمح بتقديم مساعدة لوجستية ومخابراتية في العمليات العسكرية التي تقودها دول مجلس التعاون الخليجي”.

وفي وقت لاحق، عقد وزير الخارجية الاميركي جون كيري مؤتمرا عبر الدائرة المغلقة مع نظرائه من دول الخليج حول الوضع في اليمن واشاد بالعملية العسكرية ضد الحوثيين بحسب مسؤول في الخارجية.

واشار المسؤول الى دعم واشنطن “بما في ذلك من خلال تامين المعلومات الاستخباراتية والمساعدة في اختيار الاهداف والدعم اللوجستي للضربات” ضد المتمردين.

اما طهران الداعمة للحوثيين فسارعت الى التنديد بالعملية العسكرية واعتبرت انها “خطوة خطيرة”.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية مرضية افخم ان العملية “تزيد من تعقيد الوضع واتساع الازمة وتقضي على فرص التوصل الى حل سلمي للخلافات الداخلية في اليمن”.

كما ادان حزب الله اللبناني المدعوم من ايران ما وصفه بـ “العدوان السعودي الاميركي” على اليمن مطالبا الرياض بوقف “الاعتداء الظالم”.

واكد الحزب انه “يدين بشدة العدوان السعودي الاميركي (…) كما يدين مشاركة بعض الدول العربية وغير العربية في هذا العدوان وتوفير الغطاء السياسي له”.

بدورها، حذرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي من “تداعيات اقليمية خطيرة”. وقالت فيديريكا موغيريني ان “الاحداث الاخيرة في اليمن ادت الى تفاقم الوضع الهش اصلا بشكل خطير في البلاد وقد تكون لها تداعيات اقليمية خطيرة”. واضافت “انني مقتنعة بان العمل العسكري ليس حلا”.

وذكرت السلطات السعودية ان مصر والمغرب والاردن والسودان وباكستان تطوعت للمشاركة في العملية العسكرية ضد الحوثيين. وتضاف هذه الدول الى دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والبحرين والامارات العربية المتحدة والكويت وقطر).

واكد بيان رسمي سعودي نشرته وكالة الانباء الرسمية ان العملية ادت الى “تدمير الدفاعات الجوية للمتمردين الحوثيين في قاعدة الدليمي العسكرية (ملاصقة لمطار صنعاء) وتدمير بطاريات صواريخ سام واربع طائرات مقاتلة”.

واضافت ان العملية التي اطلق عليها اسم “عاصفة الحزم” بدأت عند منتصف الليل (21,00 تغ الاربعاء) وان وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز قاد شخصيا اطلاقها من غرفة العمليات في المملكة.

ارسلت الامارات 30 طائرة مقاتلة الى السعودية للمشاركة في العملية التي خصصت لها المملكة مئة مقاتلة و150 الف عسكري حسب ما ذكرت محطة “العربية” التلفزيونية السعودية ومقرها دبي.

كما تشارك بحسب القناة مقاتلات من الاردن وقطر والبحرين والكويت.

وسلطنة عمان هي الدولة الوحيدة في مجلس التعاون الخليجي التي لم تشارك في العملية.

وعاش سكان صنعاء ليلة من الذعر على وقع الانفجارات المدوية للصواريخ المنهمرة من السماء والدفاعات الجوية الكثيفة من الارض، فيما هرب الالاف من منازلهم خوفا من القصف وهرعوا لشراء المؤن والوقود بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.

وعبرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الخميس في جنيف عن “القلق” حيال الخسائر في صفوف المدنيين في اليمن داعية جميع الاطراف الى احترام الحق الانساني والابتعاد عن المدنيين. واوضحت اللجنة ان ثمانية اشخاص قتلوا واصيب اكثر من 140 اخرين بجروح خلال تظاهرات عنيفة في تعز.

الى ذلك، اكدت مصادر عسكرية ان قوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح المتحالف مع الحوثيين هربت من مواقعها في صنعاء خوفا من تعرضها للقصف الجوي.

وفي الجنوب، اكد مصدر امني في مطار عدن ان مسلحي اللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي استعادت الخميس السيطرة على المطار، وذلك بعد انطلاق العملية العسكرية ضد الحوثيين.

وقال المصدر ان “الكتيبة الموالية ل(الرئيس السابق) علي عبدالله صالح التي سيطرت على مطار عدن انسحبت خوفا من القصف الجوي واستعادت اللجان الشعبية السيطرة على المطار”.

وسادت حالة من الفوضى والارباك في مدينة عدن بعد بدء العملية العسكرية السعودية، وسجلت اشتباكات في المدينة، بين مسلحين يعتقد انهم من انصار الحركة الحوثية ومجموعات مسلحة مناهضة لهم بحسب مصادر عسكرية.

وظهر العشرات من المسلحين في المدينة بعد ان هجرت وحدات من الجيش مواقعها واسلحتها الثقيلة بما في ذلك الدبابات بحسب مصادر عسكرية.

وقال مصدر عسكري ان “سكانا بدأوا بنهب المعدات العسكرية ونخشى ان يكونوا قد سيطروا على اسلحة ثقيلة.

وتأتي العملية العسكرية ضد الحوثيين بعد ان ضيق هؤلاء الخناق لدرجة كبيرة على مدينة عدن.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية