مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

السعودية تعيد فتح دور السينما بعد عقود من الحظر

امسية سينمائية خاصة في الرياض في 20 تشرين الاول/اكتوبر 2017 afp_tickers

قررت السلطات السعودية الاثنين رفع الحظر المفروض على دور السينما واعادة فتحها امام الجمهور بعد عقود من الاغلاق، في خطوة اصلاحية جديدة تستكمل سلسلة بوادر الانفتاح الاجتماعي الاخيرة في المملكة.

واوضحت الحكومة انها ستبدأ منح التراخيص فورا، على ان تعرض أول الافلام في دار للسينما ابتداء من آذار/مارس المقبل، في قرار تاريخي قد يساعد على انماء قطاع صناعة الافلام في المملكة.

ويمثل قرار اعادة احياء قطاع السينما تحولا اجتماعيا كبيرا في السعودية التي تروج منذ أشهر لقطاع الترفيه وهو حجر الاساس في الخطة الاقتصادية الاجتماعية الاصلاحية التي طرحها ولي العهد الشاب الامير محمد بن سلمان في 2016، رغم معارضة المتشددين.

وقالت وزارة الثقافة السعودية على موقعها الالكتروني ان “مجلس إدارة الهيئة العامة للمرئي والمسموع (…) وافق في جلسته اليوم الاثنين على إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي بالمملكة”، موضحة انه “من المقرر البدء بمنح التراخيص (…) خلال مدة لا تتجاوز 90 يوماً”.

وأوضحت الوزارة في بيان ان “الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع ستبدأ في إعداد خطوات الإجراءات التنفيذية اللازمة لافتتاح دور السينما في المملكة بصفتها الجهة المنظمة للقطاع”.

وتابعت ان “محتوى العروض سيخضع للرقابة وفق معايير السياسة الإعلامية للمملكة”، مؤكدة ان هذه “العروض ستتوافق مع القيم والثوابت المرعية بما يتضمن تقديم محتوى مثر وهادف لا يتعارض مع الأحكام الشرعية ولا يخل بالاعتبارات الأخلاقية في المملكة”.

ومن المتوقع ان يعاد افتتاح 300 دار للسينما في المملكة تضم اكثر من الفي شاشة عرض بحلول العام 2030، وفقا للوزارة. كما انه من المتوقع ان يفصل بين النساء والرجال داخل دور العرض.

– “يوم جميل” –

في فترة الثمانينات، شن رجل دين متشددون في المملكة حملة ضد دور السينما، معتبرين انها تشكل “تهديدا” للهوية الثقافية والدينية للسعودية، ما ادى الى اغلاقها.

وكان مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ حمل بعنف في كانون الثاني/يناير الماضي على امكانية فتح دور للسينما، مؤكدا انها مصدر “ضرر وفساد”.

وجاءت هذه التصريحات ردا على إعلان هيئة الترفيه السعودية التابعة للحكومة عن مشروع لاصدار تراخيص للحفلات الغنائية، ودراسة إنشاء دور للسينما.

الا ان السلطات تبدو اكثر قدرة على التعامل مع المواقف الرافضة لبوادر الانفتاح الاجتماعي والتنويع الاقتصادي.

ففي نهاية ايلول/سبتمبر الماضي، اعلنت السعودي السماح للمرأة بقيادة السيارة ابتداء من حزيران/يونيو المقبل. والسعودية هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحظر على المرأة قيادة السيارة ضمن مجموعة اخرى من القيود الاجتماعية الصارمة.

وقررت أيضا اقامة حفلات غنائية لفنانين أجانب، وفتح ملاعب كرة القدم امام النساء بدءا من العام المقبل.

وقالت المخرجة هيفاء المنصور على حسابها في تويتر بعد قرار اعادة فتح دور السينما “انه يوم جميل في السعودية”.

– نمو اقتصادي –

رغم عدم وجود قاعات للسينما، تشهد السعودية نمو مطردا في قطاع الصناعة السينمائية.

ويقام منذ سنوات مهرجان للأفلام في مدينة الدمام في المنطقة الشرقية. كما نال فيلم “وجدة” للمخرجة لهيفاء المنصور استحسان النقاد حول العالم وحصل على جوائز عدة في مهرجانات عالمية سنة 2013.

وتأمل السعودية هذا العام ايضا الدخول في سباق للفوز بجائزة الاوسكار عن الفيلم الكوميدي “بركة يلتقي بركة”.

وقال المنتج السعودي ايمن طارق جمال على تويتر “الآن اصبح بامكان شبابنا وشاباتنا ان يبرزوا الى العالم قصصا تستحق المتابعة”.

واضاف “مبروك لجيل 2030″، في اشارة الى خطة “رؤية 2030” الاصلاحية التي طرحها ولي العهد (32 عاما).

وتأمل السعودية ان تؤدي خطواتها الاصلاحية هذه الى منافع اقتصادية في وقت تحاول المملكة التقليل من الارتهان التاريخي للنفط.

وقالت وزارة الثقافة السعودية انها “تأمل أن تسهم هذه الخطوة في تحفيز النمو والتنوّع الاقتصادي عبر تطوير اقتصاد القطاع الثقافي والإعلامي ككل وتوفير فرص وظيفية في مجالات جديدة للسعوديين وإمكانية تعليمهم وتدريبهم من أجل اكتساب مهارات جديدة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية