مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

السوريون يحتاجون الى المساعدات رغم الاتفاق على مناطق خفض التصعيد(الامم المتحدة)

طفل سوري يخرج من مبنى مدمر عقب غارة جوية على بلدة عربين التي يسيطر عليها المتمردون شرق العاصمة السورية في 22 تموز/يوليو. afp_tickers

قالت مسؤولة بارزة في الامم المتحدة الخميس انه بعد حوالى ثلاثة أشهر من الاتفاق بين روسيا وايران وتركيا على خفض التصعيد في سوريا، إلا أن مئات آلاف المدنيين لا زالوا يحتاجون الى المساعدات الملحة.

وبموجب الاتفاق بين تلك الدول تمت اقامة مناطق آمنة لخفض وتيرة القتال والسماح بتوصيل المساعدات إلى السوريين في البلد الذي دخلت فيه الحرب عامها السابع.

وقالت ارسولا مولر مساعدة الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية أمام مجلس الامن أنه لم يتم السماح لأي قافلة مساعدات بالوصول إلى المدنيين في 11 منطقة محاصرة.

ورغم انخفاض حدة القتال في محافظة درعا وغيرها من المناطق فإن “الحماية والوضع الإنساني لا زالا صعبين تماما بالنسبة للمدنيين في العديد من أنحاء البلاد”.

واستأنفت العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها المتمردون قرب دمشق وفي حي جوبر المجاور العاصمة وغيرها من المناطق، بحسب مولر.

واضافت أنه في ادلب فان الاقتتال بين الفصائل المسلحة أجبر عددا من منظمات المساعدة على تعليق عملياتها.

واتهمت مولر الحكومة السورية بمنع قوافل المساعدات من الدخول، إلا أنها قالت أن الجماعات المسلحة تعرقل كذلك دخول تلك القوافل خصوصا في ادلب ومحافظات سوريا الشرقية.

وأضافت ان ذلك “يعني انه رغم خفض العنف إلا أننا لم نتمكن من زيادة وصولنا بشكل كبير” للمحتاجين الى المساعدات.

واشارت إلى أنه خلال الشهرين الماضيين لم يحصل على المساعدات سوى ثلث السوريين الذين يعيشون في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول اليها، وعددهم مليون شخص.

وبعثت كل من بريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول التي تشارك في الفريق الدولي للمهام الانسانية في سوريا رسالة الى مجلس الامن تعرب فيها عن قلقها بشأن عدم زيادة عمليات توصيل المساعدات.

وقال سفير بريطانيا في المجلس ماثيو رايكروفت أنه خلال الأشهر الثلاث الأخيرة لم تتلق سوى منطقتين تحاصرهما القوات السورية، المساعدات.

وصرح للصحافيين “نحن لا نطلب ادخال المساعدات الإنسانية كمعروف، نحن نطلبه لأنه واجب قانوني وأخلاقي”.

وقال سفير سوريا لدى الامم المتحدة بشار الجعفري أن الجماعات الإسلامية المسلحة هي المسؤولة عن عدم وصول المساعدات، رافضا اتهامات الامم المتحدة بان الحكومة السورية لا تتعاون.

وصرح أمام المجلس ان “هذه التقارير تستخدم لتشويه صورة الحكومة السورية وممارسة ضغوط عليها وعلى حلفائها في القتال ضد الارهاب”.

وقال أن قوافل المساعدات “غالبا ما تذهب الى الجماعات الارهابية المسلحة بدلا من أن تصل الى الشعب السوري الذي يحتاجها”.

-محاصرون في الرقة-

يقدر أن بين 20 و50 ألف شخص عالقون في مدينة الرقة وسط معارك يخوضها تحالف كردي عربي تدعمه الولايات المتحدة لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من المدينة الواقعة شمال سوريا.

وقالت مولر “لا يمكنهم الخروج مطلقا” بسبب مخاطر بينها الالغام والذخيرة غير المنفجرة والقصف والقناصة والغارات الجوية.

وقتل واصيب عشرات المدنيين في الغارات الجوية والقصف في تموز/يوليو كما تشرد أكثر من 30 ألف شخص منذ الأول من الشهر الحالي، بحسب مولر.

وفر أكثر من 200 ألف سوري من القتال في الرقة منذ الأول من نيسان/ابريل، بحسب ارقام الامم المتحدة.

وأطلقت حملة تلقيح ضد مرض شلل الاطفال في الرقة هذا الأسبوع تستهدف 450 ألفا في محافظتي الرقة ودير الزور. وحتى الان تأكدت 27 إصابة بشلل الأطفال.

وقتل أكثر من 330 ألف شخص في الحرب المستمرة في سوريا منذ اندلاع النزاع في آذار/مارس 2011 بعد احتجاجات ضد الحكومة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية