مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الشرطة المصرية تحبط هجوما انتحاريا استهدف معبد الكرنك في الاقصر

قوات الامن واهالي المنطقة في موقع هجوم انتحاري فاشل في معبد الكرنك في الاقصر (700 كلم جنوب القاهرة) الاربعاء 10 حزيران/يونيو 2015 afp_tickers

اعلنت الشرطة المصرية الاربعاء احباط هجوم انتحاري كان يستهدف معبد الكرنك الشهير في الاقصر (جنوب)، في ثاني هجوم يستهدف السياحة في مصر منذ الاطاحة بالرئيس الاسبق محمد مرسي في تموز/يوليو 2013.

واجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي اثر احباط الهجوم مع رئيس الوزراء ابراهيم محلب ووزير الداخلية مجدي عبد الغفار حيث “أشاد باداء قوات الامن، وتمكنهم من التعامل مع الحادث، دون سقوط ضحايا من المدنيين، سواء من المصريين أو السياح الأجانب”، بحسب ما افادت بوابة الاهرام.

واضاف المصدر ذاته “وجه الرئيس بضرورة تكثيف الوجود الامني في المناطق الحيوية، ومن بينها المناطق الاثرية، للحيلولة دون تمكن الجماعات الارهابية والمتطرفة من تكرار مثل هذه الحوادث الغاشمة”.

وظل السياح بشكل عام في مأمن من الهجمات المسلحة التي تستهدف قوات الامن وتصيب او تقتل مدنيين في كثير من الاحيان منذ 2013.

وتعد مدينة الاقصر احد اهم المواقع السياحية في العالم وتشكل متحفا يضم عشرات من المعابد والمقابر الفرعونية التي يزورها عشرات الاف السياح سنويا.

وكان ثلاثة رجال تقدموا في سيارة اجرة صباح الاربعاء الى مركز المراقبة عند مدخل مرآب سيارات معبد الكرنك احد اشهر آثار الحضارة الفرعونية.

واوضحت وزارة الثقافة في بيان ان شرطيا بالزي المدني شك في امرهم واجبرهم على التوقف.

وحين فتح عناصر الامن صندوق السيارة الخلفي راوا حقيبتين كبيرتين ارتابوا فيهما، بحسب مسؤول امني كبير في موقع الحادث. واضاف المصدر انه حين طلب عناصر الشرطة فتح الحقيبتين فر احد الرجال الثلاثة وفجر نفسه في حين فتح الراكب الثاني ومتواطئ ثالث الحقيبتين واخرجا منهما بندقيتين هجوميتين.

واطلق عناصر الامن فورا النار فاردوا احد المشبوهين الثلاثة واصابوا الثاني اصابة خطرة في الراس. واصيب شرطيان ومدنيان مصريان بجروح طفيفة.

وعلاوة على البندقيتين عثر الشرطيون في الحقيبتين على 19 خزانا جاهزا للاستخدام.

وعلق المسؤول الامني الكبير قائلا “لو تمكنوا من دخول المعبد لحصلت مجزرة كارثية”.

واعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان “حاول ثلاثة من العناصر الارهابية اجتياز النطاق الأمني لمعبد الكرنك بالأقصر مستخدمين الأسلحة النارية والمواد المتفجرة، حيث تصدت لهم على الفور قوات تأمين المعبد وتعاملت معهم وأحبطت محاولتهم”.

ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى اللحظة.

وقال مسؤول أخر في وزارة الداخلية ان ايا من السياح الموجودين في الموقع ، وعددهم يفوق 600، لم يصب باذى.

واوضح مسؤول كبير في وزارة الاثار لفرانس برس ان الشرطة ابقت السياح داخل المعبد اثناء العملية حرصا على سلامتهم.

واكدت مسؤولة في وزارة الصحة ان العملية اسفرت عن مقتل مهاجمين احدهما الانتحاري واصابة اخر الى جانب اصابة اربعة اشخاص اخرين بينهم اثنان من رجال الامن ومدنيان اثنان.

وافادت وكيلة وزارة الصحة المصرية في الاقصر ناهد محمد فرانس برس “حصيلة العملية هي قتيلان مجهولا الهوية من الارهابيين” موضحة ان احدهما “تحول لاشلاء عند موقع الهجوم والاخر قتل باربع طلقات بالراس فيما اصيب ثالث بطلق ناري في الراس” خلال عملية تبادل اطلاق النار.

واضافت “لدينا اربعة مصابين، اثنان من الامن واثنان من المدنيين بطلقات نارية وحالتهم مستقرة”.

ومنذ تموز/يوليو 2013 ، تشن السلطات حملة قمع شديدة ضد انصار مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة الآن اسفرت عن سقوط اكثر من 1400 قتيل، وفق منظمات حقوقية.

وتستهدف اغلب الهجمات المسلحة في القاهرة قوات الامن بالعبوات الناسفة او بالرصاص وتتبناها جماعة اجناد مصر، وهي بذلك في وضع اهدأ كثيرا من سيناء حيث تحارب السلطات جماعة انصار بيت المقدس التي اعلنت ولاءها لتنظيم الدولة الاسلامية وسمت نفسها “ولاية سيناء”.

وقتل اكثر من 500 من رجال الامن وعدد من المدنيين في هذه الهجمات حسب ما اعلنت الحكومة.

وفي هجوم نادر ضد السياح، تبنت هذه الجماعة هجوما انتحاريا في شباط/فبراير 2014 على حافلة سياحية في طابا على الحدود بين مصر واسرائيل ما اسفر عن مقتل ثلاثة سياح من كوريا الجنوبية وسائقهم المصري واصابة 13 اخرين.

والاربعاء الماضي، قتل مسلحون على دراجة بخارية شرطيين مصريين في محيط منطقة الاهرامات في القاهرة، في هجوم لم يتضح “اذا ما كان ارهابيا ام لا” بحسب الشرطة.

واعلنت وزارة الاثار المصرية حينها ان الهجوم وقع في الظهير الصحراوي لمنطقة آثار الهرم “بعيدا تماما عن المداخل الرئيسة لدخول زائري المنطقة الأثرية”.

وتراجع الاستثمار الاجنبي وعائدات السياحة احد اهم اعمدة الاقتصاد المصري بشكل كبير ومؤثر نتيجة للاضطرابات السياسية والامنية التي اعقبت اطاحة الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك في شباط/فبراير 2011. وتوفر السياحة قرابة 20% من عائدات مصر من العملات الاجنبية.

وفي شباط/فبراير الفائت، اعلن وزير السياحة المصري السابق هشام زعزوع ان 10 ملايين سائح زاروا مصر في العام 2014 ما در قرابة 7,5 مليارات دولار للبلاد، حسب ما نقلت عنه وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية في البلاد آنذاك.

لكن هذه المداخيل تعد اقل بكثير من 14 مليار دولار التي حققتها مصر بنهاية العام 2010 اي اشهر قبل اندلاع الثورة الشعبية التي اطاحت مبارك مطلع العام 2011.

وتعافت المدينة بصعوبة من هجوم كبير اودى بحياة 68 شخصا من بينهم 58 سائحا في 1997.

وكان هذا الهجوم الاكبر في سلسلة هجمات دامية ضد السياح في مصر خاصة في جنوب البلاد في عقد التسعينات الذي شهد مواجهات دامية مع المتطرفين الاسلاميين.

واستهدف مسلحون متشددون حينها كثيرا من الحافلات السياحية والمواقع الاثرية في عدد من مدن البلاد.

وتحاول مصر جذب السياح والاستثمار الاجنبي للخروج من وضعها الاقتصادي المتأزم ونظمت مؤتمرا اقتصاديا دوليا في اذار/مارس الماضي من اجل هذا الغرض.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية