مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الشرطة تحاول كشف النقاط الغامضة حول اطلاق النار في ميونيخ

انتشار للشرطة الالمانية عند مدخل المركز التجاري في ميونيخ في 23 تموز/يوليو 2016 afp_tickers

تحاول الشرطة الالمانية كشف آخر النقاط الغامضة حول دوافع مطلق النار في ميونيخ، وهو شاب معجب بالمجازر الجماعية، وتفيد معلومات صحافية انه تعرض لمضايقات في المدرسة.

وما زالت اسئلة عديدة بلا اجابات. فلماذا نفذ هجومه؟ وهل اختار ضحاياه عشوائيا ام ترصدهم؟ وكيف حصل على السلاح والذخيرة؟

وثبت ان المهاجم شاب الماني ايراني في الثامنة عشرة من العمر، يعاني من اضطرابات نفسية. وقد اعد لضربته واستدرج ضحاياه عبر موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي.

وقتل الالماني الايراني ديفيد علي سنبلي (18 عاما) في اطلاق النار تسعة اشخاص معظمهم من المراهقين وجرح 35 آخرين بينهم 11 اصاباتهم خطيرة، حسب حصيلة جديدة نشرتها الشرطة الاحد.

وتشمل حصيلة المصابين بجروح طفيفة الاشخاص الذين جرحوا بسقوطهم ارضا خلال فرارهم عند بدء اطلاق النار، وسط الهلع الذي خيم على هذه المدينة الواقعة في جنوب المانيا، ما ادى الى فرض اجراءات امنية مشددة غير مسبوقة فيها خوفا من عمل ارهابي.

وافادت الشرطة في حصيلتها الاخيرة ان بين القتلى تركيا واثنين من الالمان الاتراك والمانيين اثنين ومجريا وكوسوفيا ويونانيا وشخصا بلا جنسية.

وقالت السلطات ان المهاجم يدعى ديفيد علي سنبلي ومولود في ميونيخ لابوين قدما الى المانيا في نهاية تسعينات القرن الماضي كطالبي لجوء.

وفتح الشاب النار مساء الجمعة على مجموعة اشخاص عند مغادرتهم مطعم ماكدونالدز ثم في مركز تجاري. وبعد ذلك اقدم على الانتحار فيما كانت الشرطة تتحرك لتوقيفه.

– وجبات سريعة بسعر مخفض –

استدرج الشاب الضحايا بعدما “قرصن” حساب فتاة على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي لدعوتهم الى التوجه الى احد مطاعم ماكدونالدز. وذكرت وسائل الاعلام ان ديفيد علي سنبلي وضع رسالة على فيسبوك قال فيها “اقدم لكم ما تريدون لكن بسعر غير باهظ”.

وقال وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزيير انها “طريقة خبيثة”، موضحا ان الشاب كان ضحية مضايقات. وتحدثت بيلد عن فرضية ان يكون هاجم شبانا اجانب لانه لقي معاملة سيئة وخصوصا من قبل اتراك في مدرسته.

وقال احد رفاقه في الصف لشبكة التلفزيون البريطانية “آي تي في” انه كان يبقى وحيدا في اغلب الاحيان ولا يلقى تقديرا في المدرسة. واضاف طالبا عدم كشف هويته “رأيته امس، كان يبدو قلقا وغريبا ولم ينظر الي. عادة يلقي علي التحية”.

وذكرت “بيلد” انه ظهر في تسجيل فيديو “سببكم تعرضت لمضايقات لسبع سنوات”. وبعد دقائق وجه شتائم للاتراك. وكان يرتاد مدرسة للتأهيل المهني في ميونيخ.

ويفترض ان تحدد الشرطة كيف حصل على السلاح وهو مسدس من نوع غلوك-17 من عيار 9 ملم وصل اليه بطريقة غير مشروعة اذ ان رقمه التسلسلي متضرر. وقد عثر في حقيبة الظهر العائدة له على حوالى 300 رصاصة مما يعني ان حصيلة الضحايا كان يمكن ان تكون اكبر من ذلك.

وفتح جدل في المانيا حول ضرورة تشديد القانون المتعلق بالاسلحة النارية. وقال وزير الداخلية الالمانية توماس دي ميزيير لصحيفة بيلد الاحد “علينا ان ندرس بدقة ما اذا كان من الضروري اصدار قوانين واين”.

وكان الشاب يعيش مع والديه، ومهووسا بعمليات القتل الجماعية. وقد عثر المحققون في غرفته على وثائق حول النروجي اندرس بيرينغ بريفيك الذي قتل 77 شخصا معظمهم من الشباب في 2011.

وما يثير الشكوك هو ان سنبي قام بعمله هذا بعد خمس سنوات تماما على المجزرة التي وقعت في النروج.

من جهة اخرى، ذكرت صحيفة بيلد ان السلاح الذي استخدم في ميونيخ هو نفسه الذي كان بحوزة بريفيك وان كان نوعا منتشرا جدا من المسدسات.

– العاب الفيديو –

وكان الشاب من هواة العاب الفيديو العنيفة، وهو عامل قد يكون “لعب دورا في هذه القضية، على حد قول وزير الداخلية الذي انتقد بعنف “العدد غير المحتمل للالعاب التي تمجد العنف على الانترنت والمضرة بتطور الشباب”.

ما زالت المانيا تحت تأثير الصدمة بعد هذا الهجوم الذي سبقه قبل اربعة ايام فقط هجوم بساطور قام به في قطار في بافاريا طالب لجوء في السابعة عشرة من عمره وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية.

وهذا الهجوم هو الثالث ضد مدنيين في اوروبا في اقل من عشرة ايام بعد اعتداء نيس (جنوب فرنسا) في 14 تموز/يوليو الذي اسفر عن سقوط 84 قتيلا، والهجوم بساطور في فورتسبورغ.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية