مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الصين تحتج لدى دول غربية على انتقادها بشأن وفاة المعارض شياوبو

فتح سجل تعازي بوفاة المعارض الصيني ليو شياوبو في هونغ كونغ. afp_tickers

دانت الصين الجمعة الانتقادات الدولية لمنعها المعارض الصيني الحائز جائزة نوبل للسلام ليو شياوبو من مغادرة البلاد، فيما تواجه بكين ضغوطا للافراج عن زوجته بعد وفاته.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ ان الصين قدمت هذه الاحتجاجات “بسبب التصريحات غير المسؤولة” التي ادلت بها هذه الجهات عقب وفاة المعارض الذي كان قيد الاعتقال منذ أكثر من ثماني سنوات.

وأضاف ان “منح الجائزة لمثل هذا الشخص يتناقض مع أهدافها”.

وأشادت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بالمعارض الصيني ودعت حكومة الرئيس شي جينبينغ الى اطلاق سراح ارملته الشاعرة ليو شيا التي تقبع قيد الاقامة الجبرية منذ 2010، والسماح لها بمغادرة البلاد.

وأعربت المانيا عن اسفها لتجاهل بكين عرضها باستضافة ليو، الذي وصفه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بأنه “مناضل من أجل الحرية” بينما انتقدت بريطانيا بكين لمنعها ليو من مغادرة البلاد لتلقي العلاج.

وقال مفوض حقوق الإنسان في الامم المتحدة زيد رعد الحسين، ان ليو “كان مسجوناً لتمسكه بمعتقداته”.

وجاءت بعض ردود الفعل العالمية على وفاة ليو منخفضة نسبياً، ما يؤكد على وضع الصين كقوة اقتصادية ودبلوماسية عظمى على الساحة الدولية.

وأشاد الرئيس الاميركي دونالد ترامب وماكرون بالرئيس الصيني في مؤتمر صحافي مشترك في باريس، واكتفيا بالاعراب عن حزنهما على وفاة ليو في تصريحات لاحقة.

وفي مؤشر على تزايد ثقة الصين، قالت صحيفة “غلوبال تابيز” الحكومية في مقال افتتاحي باللغة الانكليزية ان “الغرب اضفى على ليو هالة لن تطول”.

– “الحداد في سلام” –

بعد يوم من وفاة ليو توجهت الانظار الى مصير ارملته.

وقال اطباء صينيون انها كانت بجانب سرير زوجها المريض عندما خسر معركته ضد سرطان الكبد الخميس عن عمر 61 عاماً بعد أكثر من شهر من نقله من السجن الى مستشفى في مدينة شينيانغ شمال شرق البلاد.

وقال كبير فريق الاطباء الذين اشرفوا على علاج ليو انه تمكن من وداع زوجته (56 عاما)، وفي لحظاته الاخيرة تمنى لها حياة جيدة.

إلا أن السلطات حظرت اتصالها بالعالم الخارجي، ولا يزال مكان تواجدها مجهولاً عقب وفاة زوجها الذي شارك في احتجاجات ساحة تيان انمين، وأثارت دعوته الى الاصلاحات الديموقراطية غضب الحكومة الصينية.

وأشار المتحدث باسم الخارجية ان الصين لن تصدر قرارا بخصوص ما اذا كانت ستسمح لارملة ليو بالسفر الى الخارج، مؤكدا أن الصين تتعامل دائما مع دخول أو خروج مواطنيها “طبقا للقانون”.

والخميس أشاد وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون بشياوبو الذي “كرس حياته لتطوير الانسانية”، مطالبا السلطات الصينية ب”الافراج عن ليو شيا من الاقامة الاجبارية والسماح لها بمغادرة الصين بحسب رغبتها”.

ودعا الاتحاد الاوروبي بكين الى السماح لأرملة وعائلة ليو بدفنه “في مكان يختارونه وبالطريقة التي يختارونها والسماح لهم بالحداد عليه في سلام”.

وقال المحامي الاميركي جاريد غينسر الذي تولى الدفاع عن ليو، أن جميع الاتصالات مع ليو شيا قطعت خلال الساعات ال48 الماضية.

وصرح لشبكة سي ان ان “انا قلق جداً بشأن ما يحدث لها الان”، مضيفا أنه سيكون من الصعب على الحكومة مواصلة تبرير احتجازها دون تهم.

واضاف “على العالم أن يبذل جهودا مشتركة لضمان السماح لها بأن تذهب إلى أي مكان تختاره ودفن زوجها في أي مكان تريده”.

وكان والدا ليو شيا توفيا العام الماضي، ولا يعرف عنها اهتماماتها بالسياسة، وقال اصدقاؤها أنها عانت من الاكتئاب.

اعتقل ليو في 2008 لدوره في كتابة “ميثاق 08” الذي ينادي بحماية حقوق الانسان واجراء اصلاحات في الصين.

وحكم عليه في 2009 بالسجن لمدة 11 عاما بتهمة “التخريب”، بعد الدعوة إلى إصلاحات ديموقراطية. وخلال احتفال تسلمه جائزة نوبل للسلام في أوسلو عام 2010، تمّ تمثيله بمقعد شاغر.

وليو شياوبو معروف ببذله جهودا في المفاوضات لتأمين خروج آمن من ساحة تيان انمين لآلاف الطلاب الذين كان يتظاهرون ليل 3-4 حزيران/يونيو 1989 حين قمع الجيش التظاهرات بعنف.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية