مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الطائرة الماليزية: الغرب يهدد موسكو بالمزيد من العقوبات ويطلب التعاون في تحقيق دولي

جزء من حطام الطائرة قرب غرابوف afp_tickers

هددت فرنسا وبريطانيا والمانيا الاحد روسيا بـ”عقوبات” جديدة اذا لم يقنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا بالسماح ب”حرية الوصول الى كامل” منطقة تحطم الطائرة الماليزية التي كانت تقوم بالرحلة ام اتش 17.

كذلك اقترحت استراليا على شركائها في مجلس الامن الدولي ان يتبنوا قرارا يجبر الانفصاليين على السماح بحرية الوصول الآمن الى موقع تحطم الطائرة. ويطلب مشروع القرار الاسترالي، الذي حصلت فرانس برس على نسخة منه، من الدول والمعنيين في المنطقة التعاون في اجراء تحقيق دولي كامل ومستقل.

ومن الممكن ان يجري التصويت على مشروع القرار في جلسة الاثنين.

وتتهم واشنطن الانفصاليين باسقاط الطائرة بصاروخ مصدره روسيا.

وخلال مقابلة تلفزيونية مع شبكة سي ان ان قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري “من الواضح جدا ان الامر يتعلق بنظام تم نقله من روسيا الى ايدي الانفصاليين”، مشيرا الى ان نظام الصواريخ هو من طراز اس اي – 11.

وتحدث كيري عن ان واشنطن تمتلك “ادلة وضعية واستثنائية” تبين تورط الانفصاليين. وقال لمحطة ان بي سي انه “حصلنا على صور للاطلاق (الصاروخ)، ونعلم مساره”، مضيفا “نعرف من اين اطلق. ونعرف التوقيت”. وتابع “انه الوقت ذاته الذي اختفت فيه الطائرة من الردار. ونعلم ايضا، عبر تسجيل صوتي، ان الانفصاليين كانوا يتفاخرون باسقاطها”.

وبحسب وسائل اعلام اميركية فان روسيا استعادت منظومة الصواريخ من ايدي الانفصاليين بعد اسقاط الطائرة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لبوتين في مكالمة هاتفية ان اسقاط الطائرة “غير مقبول بتاتا”. وجاء في بيان للحكومة البريطانية ان كاميرون ابلغ بوتين ان المؤشرات تبين تورط الانفصاليين، واكد له ان “اذا كانت روسيا تريد تحميل آخرين المسؤولية فعليها ان تقدم ادلة ذات مصداقية ومقنعة”. وفي مكالمة هاتفية مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ادان الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو حالات “سرقة ونهب بطاقات اعتماد” تعود للركاب، الامر الذي وصفته ميركل بـ”غير المقبول”.

وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وكاميرون وميركل اتفقوا الاحد “على ان يطالبوا بوتين اليوم باقناع الانفصاليين الاوكرانيين بأن يسمحوا لعناصر الاغاثة والمحققين بحرية الوصول الى كامل منطقة كارثة الرحلة ام اتش-17 للقيام بمهماتهم”، وفق بيان للرئاسة الفرنسية.

واضاف البيان “اذا لم تتخذ روسيا على الفور التدابير الضرورية، سيستخلص الاتحاد الاوروبي العبر خلال مجلس الشؤون الخارجية الذي سينعقد الثلاثاء”.

واكدت رئاسة الحكومة البريطانية في بيان ان القادة الثلاثة اتفقوا على “ان يعيد الاتحاد الاوروبي النظر في تعاطيه مع روسيا وعلى ان يكون وزراء الخارجية مستعدين لفرض عقوبات جديدة على روسيا عندما يلتقون الثلاثاء” خلال مجلس الشؤون الخارجية في بروكسل.

وكانت الولايات المتحدة قد عبرت عن قلقها من غياب الامن في مكان تحطم الطائرة الماليزية.

ووصف كيري الوضع في مكان حادث سقوط الطائرة بـ”البشع” حيث قال ان الانفصاليين يعيقون التحقيق. واضاف ان “هناك تقارير عن مقاتلين انفصاليين سكارى يراكمون الجثث في الشاحنات وينقلون الجثث والادلة من الموقع”.

وكانت منظمة الامن والتعاون اعلنت الاحد ان مراقبيها ابلغوا ان 169 جثة انتشلت من موقع تحطم الطائرة الماليزية وضعت في عربة قطار مبردة في انتظار وصول الخبراء الدوليين. كما ذكر مراسل لفرانس برس انه لم يعد هناك اي جثة في الموقع الرئيسي للتحطم.

ومن جهته اكد القيادي الانفصالي في دونيتسك الكسندر بوروداي ان نقل الجثث كان ضروريا من اجل حمياتها من الحرارة والحيوانات المفترسة.

وقال ان “تم نقل 156 جثة الى توريز (مدينة قريبة من موقع الحادث) في عربات مبردة”، مضيفا “ستبقى الجثث في توريز بانتظار ان ياتي المحققون”، من دون ان يشير الى باقي الجثث.

وافاد مراسل لفرانس برس بعد ظهر الاحد ان قافلة نقل الجثث تشمل خمس عربات مبردة من دون نوافذ وموجودة في توريز.

وفي حين تحدثت منظمة الامن والتعاون في اوروبا عن 169 جثة تم نقلها، اشار مسؤول اوكراني الى “192 جثة وثمانية اشلاء”.

وكان احد قادة الانفصاليين الموالين لروسيا اعلن ان المتمردين سيضمنون امن المحققين الدوليين في موقع تحطم الطائرة اذا وافقت كييف على هدنة.

وفي لاهاي، قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، الذي فقد 193 من مواطنيه على متن الطائرة، ان على بوتين ان “يظهر للعالم وهولندا انه يفعل ما هو متوقع منه”.

من جهته، دان رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت “حالة الفوضى الكاملة” في مكان سقوط الطائرة التي كانت تقل 28 استراليا. وقال “انه من الصعب ان ترفع روسيا المسؤولية عنها في حادث حصل على اراض يسيطر عليها الروس وشنه اشخاص مدعومون من روسيا وبسلاح مقدم من روسيا”.

وخلال محادثات هاتفية مع القادة الغربيين السبت اتهم الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو الانفصاليين بـ”ازالة الادلة” وخصوصا الصندوقين الاسودين.

وقال ان “هذا لن ينقذهم، لدينا صور الاقمار الاصطناعية للمكان الذي اطلق منه الصاروخ، بالاضافة الى صور (…) تثبت ان السلاح المستخدم نقل من روسيا، فضلا عن اتصالات تم اعتراضها وادلة اخرى لا يمكن نفيها”.

ومن جهته اقر بوروداي بانه الانفصاليين عثروا على “معدات قد تكون عبارة عن الصندوقين الاسودين”، واكد انهم مستعدون لتسليمها الى المحققين الدوليين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية