مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

العراق يبدأ عملية عسكرية ضد آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في البلاد

عناصر من القوات الحكومية العراقية يسيرون في شارع في الرمادي في غرب العراق بعد عملية خاطفة لتنظيم الدولة الاسلامية في المدينة في 27 ايلول/سبتمبر 2017 afp_tickers

بدأت القوات العراقية الخميس هجوما على آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في البلاد لدحره من مدينة القائم، المتاخمة للحدود مع سوريا حيث يتعرض الجهاديون لهجمات أخرى على أيدي النظام السوري وقوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن.

وفي الشمال، دارت معارك عنيفة بالمدفعية الثقيلة الخميس بين مقاتلين أكراد والقوات العراقية المتوجهة إلى معبر حدودي مع تركيا على طريق أنبوب نفطي ضخم في شمال العراق، بحسب ما أفاد مصور من وكالة فرانس برس.

وكان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وصف عملية القائم بـ”آخر معركة كبيرة” ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ويتوقع ان تنتهي بالتقاء على جانبي الحدود لتطويق تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة وادي الفرات الممتدة من دير الزور في شرق سوريا إلى القائم في غرب العراق.

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان فجر الخميس “أعلن على بركة الله ونصره انطلاق عملية تحرير القائم (…) وليس أمام الدواعش غير الموت أو الاستسلام”.

وأضاف رئيس الوزراء “ها هي جحافل البطولة والفداء تزحف للقضاء على آخر معقل للإرهاب في العراق لتحرير القائم وراوة والقرى والقصبات في غرب الأنبار”.

وغالبا ما يعلن العبادي بدء العمليات العسكرية في كلمة تلفزيونية مسجلة، إلا أنه أعطى إشارة الانطلاق هذه المرة ببيان صدر بينما يقوم بزيارة للعاصمة الإيرانية حيث التقى الرئيس الإيراني حسن روحاني والمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

وقال قائد عمليات الجزيرة في الجيش العراقي اللواء الركن قاسم المحمدي لوكالة فرانس برس إن “عملية تحرير مدينة القائم (350 كم غرب الرمادي) انطلقت من أربعة محاور”.

-إسناد من التحالف-

وأضاف أن الجيش والشرطة الاتحادية وقوات الحشد الشعبي والعشائري تشارك في العمليات “بإسناد كبير من طيران القوة الجوية العراقية والتحالف الدولي”.

وأفاد التحالف الدولي الذي رحب ببدء العملية في بيان إنه شن 15 غارة جوية على أهداف للجهاديين في منطقتي القائم والبوكمال ومحيطيهما في العراق وسوريا.

وبعد ساعات من انطلاق العمليات، أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية السيطرة على قرى عدة ومواقع إستراتيجية جنوب شرق القائم.

في العام 2014، شن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما واسعا استولى خلاله على ما يقارب ثلث مساحة البلاد.

ومذاك، تمكنت القوات الحكومية مدعومة بفصائل الحشد الشعبي من استعادة أكثر من 90 في المئة من تلك الأراضي.

ولم يعد تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر سوى على أقل من عشرة في المئة من الأراضي التي كانت خاضعة له.

وكانت القوات العراقية وفصائل الحشد الشعبي المساندة لها أعلنت منذ مدة أنها بدأت حشد قواتها إلى شرق مدينتي راوة والقائم وجنوبهما، تمهيدا للهجوم على المنطقة التي يشير خبراء إلى أنها ستكون الأصعب بسبب جغرافيتها القاسية.

وليل الثلاثاء الأربعاء، ألقت القوات الجوية العراقية مئات آلاف المناشير فوق المنطقتين أبلغت فيها السكان، وغالبيتهم من السنة، بقرب “تحرير” المنطقة، وداعية الجهاديين إلى “الاستسلام أو الموت”، على غرار ما فعلته قبيل معارك الموصل وتلعفر والحويجة.

ووفقا للمجلس النروجي للاجئين، وصل أكثر من عشرة آلاف شخص إلى مخيمات للنازحين قرب الرمادي الواقعة على بعد 350 كيلومترا من القائم، قادمين من مدينة القائم ومحيطها، وذلك منذ بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر.

-معارك ضد الأكراد شمالا-

وبدأ العراق هجومه في اتجاه آخر معاقل تنظيم الدولة الاسلامية، في وقت لا تزال قواته محتشدة في مناطق أخرى من البلاد في مواجهة الاكراد.

ودارت معارك عنيفة بالمدفعية الثقيلة الخميس بين مقاتلين أكراد والقوات العراقية المتوجهة إلى معبر فيشخابور الحدودي مع تركيا على طريق أنبوب نفطي ضخم في شمال العراق.

وأشار مصور من وكالة فرانس برس إلى أن المقاتلين الأكراد والبشمركة أطلقوا قذائف هاون واستخدموا صواريخ موجهة مضادة للدبابات، مبدين مقاومة قوية أمام تقدم القوات الاتحادية المسنودة من فصائل الحشد الشعبي.

وبحسب مصادر كردية، فإن قوات البشمركة دمرت “ثلاثة مدافع، وخمس مدرعات أميركية الصنع وآلية مدرعة أخرى” تابعة للجيش العراقي.

وانطلقت صباح الخميس الآليات المدرعة العراقية من منطقة زمار الغنية بالنفط الواقعة إلى شمال غرب الموصل، واستعادت القوات العراقية بعض القرى سالكة مسارات ترابية على طول الطريق المعبدة لسهل نينوى. كما وقعت مواجهات عنيفة في قرى أخرى.

وكانت القوات العراقية استولت في أيام على كامل محافظة كركوك الغنية بالنفط، فضلا عن مدن ومناطق في محافظة نينوى على طول الحدود مع تركيا.

وكانت السلطات الكردية أعلنت فجر الخميس أن القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي الموالية لها قصفت “عند الساعة السادسة صباحا (3,00 ت غ) مواقع البشمركة من جبهة زمار شمال غرب الموصل مستخدمة المدفعية الثقيلة”.

وتسعى بغداد إلى تأمين خط الأنابيب النفطي الواصل إلى ميناء جيهان التركي، بسيطرتها خصوصا على معبر فيشخابور الحدودي مع تركيا والواقع على تخوم محافظة دهوك الخاضعة لسيطرة السلطات الكردستانية.

وتصاعد التوتر بين بغداد وأربيل منذ شهر حين نظم الإقليم استفتاء على الاستقلال جاءت نتيجته “نعم” بغالبية ساحقة.

وقامت حكومة إقليم كردستان الأربعاء بمبادرة تجاه بغداد، عارضة تجميد نتائج الاستفتاء، بعد الخسارة التي تعرضت لها على الارض والضغوط السياسية الداخلية والدولية.

لكن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رفض الخميس هذا المقترح قائلا “نحن لا نقبل إلا بإلغاء الاستفتاء والالتزام بالدستور”.

من جهتها، اعتبرت تركيا الخميس أن اقتراح سلطات كردستان “ليس كافيا”، مؤكدة أن “ما يجب فعله هو إلغاء هذا الاستفتاء”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية