مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الفصائل المقاتلة تهدد مركزا حيويا لقيادة عمليات النظام في وسط سوريا

سوريون يسيرون بين الركام في حلب (شمال) في الخامس من تموز/يوليو afp_tickers

تمكنت مجموعة من الفصائل الاسلامية والمقاتلة من التقدم الاربعاء باتجاه مركز حيوي لقيادة عمليات قوات النظام والمسلحين الموالين لها في وسط سوريا، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “باتت فصائل اسلامية ومقاتلة في صفوفها مقاتلون من آسيا الوسطى وشيشانيون بالاضافة الى مقاتلي جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا)، على بعد اقل من كيلومترين عن مركز قيادة حيوي لعمليات قوات النظام والمسلحين الموالين لها في قرية جورين” في محافظة حماة بوسط البلاد.

وافاد المرصد عن “سيطرة مقاتلي الفصائل على بلدة البحصة التي تبعد اقل من كيلومترين عن جورين” بعد ظهر الاربعاء قبل تجدد المعارك ليلا داخل البلدة.

وارتفعت حصيلة القتلى وفق المرصد، في الاشتباكات التي تشهدها منطقة سهل الغاب وبينها البحصة، الى 29 قتيلا في صفوف قوات النظام والمسلحين المحليين الموالين لها وقوات الدفاع الوطني، مقابل مقتل 35 عنصرا من الفصائل المقاتلة غالبيتهم من جبهة النصرة وبينهم مقاتلون اجانب.

وافاد المرصد في حصيلة اولية عن مقتل 17 عنصرا في صفوف المسلحين الموالين لقوات النظام مقابل 19 قتيلا في صفوف الفصائل خلال اشتباكات عنيفة بين الطرفين في بلدة البحصة. كما قتل خمسة مدنيين نتيجة قصف مدفعي مصدره مواقع الفصائل.

وتقع جورين على تلة مرتفعة في محافظة حماة تشرف على منطقة سهل الغاب حيث تدور معارك منذ ايام بين قوات النظام والفصائل الاسلامية والمقاتلة. وتتخذ قوات النظام مدعومة بمقاتلين ايرانيين ومن حزب الله اللبناني من القرية مركزا لقيادة العمليات العسكرية في سهل الغاب.

وقال مصدر عسكري ميداني لوكالة فرانس برس “اذا سقطت جورين تسقط منطقة سهل الغاب كلها وتصبح محافظة اللاذقية مهددة”، وهي معقل الطائفة العلوية في سوريا.

واوضح ان “الاستنفار قائم في كل القرى (العلوية) المجاورة وكل من يحمل السلاح في بلدات عين الكروم وسلهب ومحردة ونهر البارد وشطحة توجه نحو جورين”، مضيفا ان “هدف المسلحين الوصول إلى الساحل من جهة الشرق”.

وتمكنت الفصائل المقاتلة بعد سلسلة هجمات نفذتها وهجمات مضادة من قوات النظام في سهل الغاب من السيطرة على مواقع عدة في هذه المنطقة الاستراتيجية الواقعة في شمال غرب سوريا والملاصقة لمحافظة اللاذقية حيث مسقط رأس الرئيس السوري بشار الاسد وعائلته.

ووفق عبد الرحمن، “يقاتل الى جانب قوات النظام مئة عنصر من حزب الله اللبناني بالاضافة الى القوات الموالية لها ومقاتلين شيعة افغان وايرانيين”.

وفي حال تمكنت الفصائل المقاتلة من السيطرة على جورين، يصبح بإمكانها وفق عبد الرحمن، التقدم باتجاه جبال محافظة اللاذقية واستهداف سلسلة من القرى التي ينتمي اغلب سكانها الى الطائفة العلوية التي يتحدر منها الاسد.

واضاف عبد الرحمن “ستكون معركة وجودية بالنسبة الى العلويين”، مشيرا الى معلومات عن “توجيه نداءات الى الشبان العلويين لحمل السلاح والدفاع عن محيط قرية جورين”.

ومنيت قوات النظام منذ نهاية شهر آذار/مارس بسلسلة خسائر ميدانية في شمال شرق البلاد، لا سيما بعد سيطرة الفصائل المقاتلة بشكل شبه كامل على محافظة ادلب. وتمكن مقاتلو هذه الفصائل منذ نهاية تموز/يوليو من التقدم من ادلب باتجاه الجنوب واطلاق معركة للسيطرة على سهل الغاب.

وتشهد سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011 نزاعا داميا تسبب بمقتل اكثر من 230 الف شخص.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية