مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

القوات التركية تستأنف عمليات القصف الكثيفة في شمال سوريا

مقاتلون سوريون مدعومون من تركيا في مدينة اعزاز السورية على طريق مؤدية الى عفرين (شمال غرب سوريا) في 27 كانون الثاني/يناير 2018 afp_tickers

اكدت تركيا الاحد انها سيطرت على جبل “استراتيجي” في شمال غرب سوريا في اطار هجومها المستمر على وحدات حماية الشعب الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة، ما ادى الى توتر بين انقرة وواشنطن.

وقالت هيئة الاركان التركية في بيان في اليوم التاسع من عمليتها ضد المقاتلين الاكراد “تمت استعادة جبل برصايا قرابة الساعة 14,30 (11,30 ت غ)”.

وتشن تركيا منذ 20 كانون الثاني/يناير هجوما في هذه المنطقة على وحدات حماية الشعب الكردية التي تصفها انقرة ب”الارهابية” والمتحالفة مع التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية الذي تقوده واشنطن.

ورغم تصاعد التوتر بين تركيا والولايات المتحدة البلدين العضوين في حلف شمال الاطلسي، اكد الرئيس رجب طيب اردوغان تصميمه على مواصلة الهجوم وحتى توسيعه باتجاه الشرق الى منبج خصوصا حيث تنشر واشنطن عسكريين.

وقال الاحد في خطاب في كوروم في شمال تركيا ان “الارهابيين لن يتمكنوا من تجنب النهاية المؤلمة التي تنتظرهم سواء في عفرين او منبج”، مؤكد انه “سيتم تطهير الحدود” مع سوريا.

ميدانيا، ذكرت مراسلة لوكالة فرانس برس على الحدود ان عمليات القصف المدفعي والغارات الجوية التركية بدت الاحد اكثر قوة من الايام الماضية.

وتحاول القوات التركية منذ تسعة ايام السيطرة على جبل برصايا الواقع شمال شرق مدينة عفرين لكنها واجهت مقاومة شرسة واحوالا جوية سيئة اثرت سلبا في الضربات الجوية.

لكن الطيران والمدفعية قصفا الجبل صباحا مع تحسن الطقس قبل هجوم شنته الوحدات الخاصة التركية وفصائل سورية معارضة تدعمها انقرة.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات التركية “سيطرت على الجبل بعد ضربات جوية كثيفة في هذه المنطقة منذ الفجر وقد تمركز فيه عدد كبير من الجنود”.

والسيطرة على جبل برصايا الذي يشرف على منطقتي اعزاز السورية وكيليس التركية هي الانجاز الميداني الاهم منذ بدء هجوم انقرة الذي زاد التوتر بين تركيا والولايات المتحدة.

– الاكراد لن يشاركوا في سوتشي –

ويسمم الخلاف حول وحدات حماية الشعب الكردية العلاقات بين واشنطن وانقرة منذ اكثر من عام، اذ ان تركيا تأخذ على الولايات المتحدة دعمها هذه المجموعة التي تقول انقرة انها مرتبطة بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض حركة تمرد على السلطة المركزية في تركيا.

وتجاهلت انقرة الدعوات الاميركية الى “ضبط النفس” ووعدت بتوسيع هجومها في اتجاه الحدود العراقية تحت طائلة خوض مواجهة مباشرة مع مئات الجنود الاميركيين المنتشرين في منبج على بعد حوالى مئة كلم شرق عفرين.

ودعا وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو السبت واشنطن الى سحب قواتها المنتشرة في منبج.

وعبرت دول عدة بينها المانيا وفرنسا وكذلك الاتحاد الاوروبي عن قلقها ازاء التدخل التركي الذي يزيد الاوضاع في سوريا تعقيدا.

وردا على عملية انقرة، قالت الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية لفدرالية شمال سوريا فوزة اليوسف لوكالة فرانس برس الاحد أن الادارة الذاتية الكردية لن تشارك في مؤتمر سوتشي المزمع عقده بداية الاسبوع المقبل.

ودعا حزب الاتحاد الديموقراطي الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب الكردية السبت “الاسرة الدولية” و”القوى الوطنية السورية” الى ممارسة “ضغوط بكل الوسائل” لوقف الهجوم التركي العنيف.

ومنذ 20 كانون الثاني/يناير اسفرت العملية التركية عن مقتل سبعة جنود اتراك، بحسب ما افاد اردوغان الاحد.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 69 من المقاتلين السوريين المدعومين من انقرة و66 مقاتلا كرديا قتلوا في المواجهات ايضا.

وطاول النزاع المدنيين بقوة. فحسب المرصد السوري، قتل 44 مدنيا معظمهم في عمليات قصف تركية. وتنفي انقرة قصف اي مواقع لسكان مدنيين.

ونقل عدد كبير من الجرحى المدنيين الاحد الى المستشفى الرئيسي في مدينة عفرين بحسب مراسل يتعاون مع فرانس برس.

ونقل المرصد الاحد ان الغارات الجوية التركية خلفت اضرارا في معبد عين دارة الاثري الذي يعود الى نحو ثلاثة الاف عام.

وما سرع التدخل التركي في منطقة عفرين الذي كانت تتحدث عنه انقرة منذ عدة اشهر، هو اعلان التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين انشاء “قوة حدودية” تضم في صفوفها عناصر من وحدات حماية الشعب.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية