مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

القوات السورية تسيطر بشكل كامل على بلدة المليحة قرب دمشق

دبابة سورية في المليحة afp_tickers

استعادت القوات النظامية السورية اليوم الخميس السيطرة على بلدة المليحة جنوب شرق دمشق والتي تشكل مدخل الغوطة الشرقية للعاصمة، بعد اشهر من المعارك مع مقاتلي المعارضة، بحسب بيان للقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية.

واكدت القيادة في بيان بثه التلفزيون الرسمي السوري، “اعادة الامن والاستقرار الى مدينة المليحة والمزارع المحيطة بها في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، بعد سلسلة من العمليات النوعية الحاسمة قضت فيها على اعداد كبيرة من الارهابيين”.

واضاف البيان ان بهذه السيطرة “يكون الجيش العربي السوري قد ضيق الخناق على ما تبقى من بؤر ارهابية في الغوطة الشرقية وامن قاعدة ارتكاز وانطلاق للاجهاز عليها”.

واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس سيطرة “القوات النظامية مدعومة بحزب الله اللبناني بشكل كامل على بلدة المليحة”، مع استمرار المعارك في محيطها.

وقال ان “استعادة المليحة تسمح للنظام بحماية بعض مناطق دمشق من القذائف التي تستهدفها، ومصدرها مواقع لمقاتلي المعارضة”، مشيرا الى ان هذه البلدة هي “مدخل الغوطة الشرقية”.

وبث التلفزيون الرسمي السوري لقطات مباشرة من الشارع الرئيسي للبلدة، ظهرت فيها منازل مدمرة واخرى محترقة، اضافة الى ركام في الشارع.

وتقع البلدة على بعد عشرة كيلومترات جنوب شرق دمشق، وتحاول القوات النظامية وعناصر حزب الله منذ نيسان/ابريل الماضي السيطرة عليها.

وتعد البلدة مدخلا نحو الغوطة الشرقية لدمشق، ابرز معاقل مقاتلي المعارضة في محيط العاصمة، والمحاصرة منذ اكثر من عام وتتعرض بشكل يومي لقصف من القوات النظامية.

وتحاول القوات النظامية منذ نحو عام، مدعومة بحزب الله، استعادة معاقل المعارضين في ريف دمشق، ودفعهم بعيدا من دمشق، المدينة الشديدة التحصين والتي تعد نقطة ارتكاز نظام الرئيس بشار الاسد.

وبعد اكثر من ثلاثة اعوام على اندلاعه، بات النزاع السوري الذي اودى باكثر من 170 الف شخص، متشعب الجبهات، لا سيما مع تصاعد نفوذ تنظيم “الدولة الاسلامية” المتطرف الذي بات يسيطر على مناطق في شمال سوريا وشرقها، اضافة الى مناطق واسعة في شمال العراق وغربه.

وافاد المرصد اليوم ان عناصر من التنظيم قطعوا رؤوس تسعة مقاتلين معارضين على الاقل في ريف حلب (شمال)، اثر سيطرتهم امس على بلدات قريبة من الحدود السورية كانت تحت سيطرة مقاتلين معارضين.

وكان المرصد افاد امس عن سيطرة التنظيم الذي عرفت عنه ممارساته المتشددة وتنفيذه اعدامات ميدانية، على ثماني بلدات على الاقل بين حلب والحدود التركية، ابرزها اخترين حيث عثر على الجثث المقطعة الرؤوس.

وقال المرصد ان هذه المعارك ادت الى مقتل 40 مقاتلا معارضا على الاقل، و12 عنصرا من “الدولة الاسلامية”. كما اعتقل المسلحون الاسلاميون نحو 50 مقاتلا آخرين، بحسب المرصد.

وتدور منذ كانون الثاني/يناير معارك بين تشكيلات من مقاتلي المعارضة السورية، والتنظيم الذي اعلن نهاية حزيران/يونيو اقامة “الخلافة الاسلامية”، ما ادى الى مقتل قرابة ستة آلاف شخص على الاقل، بحسب المرصد.

كما شهدت الاسابيع الماضية مواجهات مباشرة غير مسبوقة بين قوات النظام والتنظيم الاسلامي المتطرف، هي الاولى من نوعها منذ ظهور التنظيم داخل سوريا ربيع العام 2013، بحسب المرصد السوري وناشطين.

واليوم، نفذ الطيران الحربي السوري سلسلة غارات في محافظة الرقة (شمال) التي يسيطر عليها التنظيم بشكل شبه كامل. وشملت الغارات مدينة الطبقة ومناطق قريبة منها، ومناطق قريبة من مطار الطبقة العسكري، آخر معاقل النظام في هذه المحافظة.

وفي سياق متصل، اشار المرصد ان الى ان اكثر من مئة عنصر وضابط من قوات النظام “وصلوا اليوم الى مطار الطبقة العسكري، وذلك بعد انسحابهم من الفرقة 17″، مشيرا الى انهم “كانوا متوارين في منازل مواطنين في قرى في ريف الرقة”.

وسيطر التنظيم الاسلامي المتطرف على هذه القاعدة المهمة للجيش السوري في 25 تموز/يوليو، في هجوم ادى الى مقتل مئة عنصر من قوات النظام بينهم ضباط، قضى العديد منهم اعداما، بحسب المرصد.

وادى النزاع السوري الى مقتل اكثر من 170 الف شخص منذ منتصف آذار/مارس 2011، بحسب المرصد.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية