مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

القوات العراقية تأمل في انتصار سريع في تلعفر

مقاتلون من قوات الحشد الشعبي يتقدمون في 23 آب/أغسطس 2017 في حي النور بشرق تلعفر، أحد آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، حيث تقوم القوات العراقية بعملية لاستعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية. afp_tickers

تتقدم قافلة مدرعات في تلعفر، احد آخر معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق، على وقع أناشيد دينية ترتفع من مكبرات للصوت، فتمتزج بأزيز رصاص القناصة ودوي المدفعية والضربات الجوية.

تواصل مدرعات الشرطة الاتحادية وقوات الحشد الشعبي تقدمها على الطريق الترابية المليئة بالحفر، متعرجة بين الأحجار والحواجز التي تركها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية.

وهدف المعارك في هذا اليوم هو طرد الجهاديين من حي الوحدة للاقتراب من وسط تلعفر، المدينة التي كانت تسكنها غالبية من التركمان، إحدى اكبر الاقليات الإثنية في العراق، قبل وصول جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية.

وينطلق الهجوم من حي الكفاح الشمالي عند المدخل الغربي لتلعفر، حيث تمركز عناصر الشرطة ومقاتلو الحشد الشعبي في مدرسة ابتدائية جدرانها مطلية باللون الوردي.

يؤكد قادة عسكريون على الجبهة أنهم يحققون تقدما سريعا في تلعفر، اسرع من الموصل، ثاني مدن العراق، حيث قاتلت القوات العراقية تسعة أشهر قبل ان تتمكن من انتزاع المدينة من قبضة جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية.

وأكد ابو احمد الحدي، معاون امر اللواء الثالث في الحشد الشعبي، لوكالة فرانس برس “سنحسم النصر خلال الايام المقبلة (…) ربما قبل العيد”، اي عيد الاضحى الذي يبدأ في العراق في الثاني من أيلول/سبتمبر.

وتابع معلقا على سير المعارك “التقدم سريع وهناك انسحابات من العدو”.

وتدور المعارك في الأحياء السكنية. وبعد منعطف، تطل الآليات على منزل احترق بالكامل، ومدرسة انهار سورها كليا.

يتقدم عناصر القوات العراقية بحذر في مدينة الأشباح هذه، خوفا من الافخاخ والمتفجرات التي تركها الجهاديون خلفهم في المنازل المهجورة.

– انفجارات متواصلة –

يقول حيدر (27 عاما)، احد افراد الشرطة الاتحادية، “عندما نكسر السواتر” كالشاحنات التي أوقفها الجهاديون في عرض الطريق والحواجز الرملية، “يقوم الدواعش بارسال سيارات مفخخة”.

ويضيف “الاشتباكات عنيفة” مشيرا إلى أن قناصة تنظيم الدولة الإسلامية يطلقون النار بغزارة.

ويطغى دوي الطلقات النارية والانفجارات المتواصل بدون توقف، على صوت الشاب الذي كان قبل أكثر من شهر ونيف يشارك في معارك الموصل.

ودفعت تلعفر، المدينة العريقة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين وكانت جزءا من الامبراطورية الأشورية، ثمنا باهظا للحرب، على غرار كل المدن والبلدات العراقية التي سيطر عليها الجهاديون.

وتضم البلدة قلعة من العهد العثماني تضررت في العام 2014 حين فجر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية بعضا من أسوارها.

وكان عدد سكان تلعفر يبلغ حتى ذلك التاريخ 200 ألف نسمة، معظمهم من التركمان الشيعة. أما اليوم، فباتت المدينة مهجورة وقد فر العديدون منها هربا من حكم الجهاديين.

أما الثلاثون ألف نسمة الذين ما زالوا عالقين فيها بحسب أرقام الأمم المتحدة، فهم مختبئون ولا يظهر اثر لهم.

لا يطل أي من السكان عند عبور الآليات العسكرية رافعة الأعلام العراقية ورايات قوات الحشد الشعبي التي تضم غالبية من الشيعة بين عناصرها، سواء كانوا مختبئين أو أن الجهاديين نقلوهم لاستخدامهم دروعا بشرية.

ويقول ابو أحمد الحدي “التحديات الاكبر هي السيارات المفخخة والانغماسيون” الذي يتنكرون ببدلات قوات الامن العراقية ويتسللون عبر خط الجبهة لإنزال اكبر قدر ممكن من الاضرار.

من جهته يقول النقيب سيف علام سلوم من فوج القناصين التابع للشرطة الاتحادية، “الهدف المقبل هو حي السايلو، وهو نقطة تجمع للدواعش”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية