مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

القوات العراقية تحتجز مئات من عائلات تنظيم الدولة الإسلامية التي فرت من تلعفر

نازحة عراقية يتهم أفراد عائلتها بالقتال إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية في مخيم الجدعة بالقرب من القيارة جنوب الموصل في 19 تموز/يوليو 2017 afp_tickers

تحتجز السلطات العراقية أكثر من ألف امرأة وطفل من عائلات مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية آتين من 14 دولة، كانوا قد سلموا أنفسهم لقوات البشمركة الكردية العراقية خلال عمليات استعادة تلعفر، وفق ما قال مسؤول عسكري الثلاثاء.

وأوضح المسؤول في قيادة العمليات المشتركة العراقية لوكالة فرانس برس الثلاثاء أن “قوات البشمركة سلمتنا 1333 طفلا وامرأة من عائلات داعش الذين سلموا أنفسهم لهم في شمال منطقة العياضية”، الواقعة إلى شمال مدينة تلعفر غرب الموصل.

وأضاف “قمنا بوضعهم في معسكر للنازحين في أطراف مدينة الموصل وهم يخضعون حاليا للتدقيق الأمني”، مشيرا إلى أنهم ينتمون إلى “14 جنسية مختلفة”.

وعادة ما تقيم القوات العراقية مراكز احتجاز داخل مخيمات النازحين أو في محيطها للقيام بعمليات التدقيق الأمني منعا لتسلل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية ضمن العائلات الفارة من المعارك.

وخلال عمليات استعادة مدينة تلعفر في شمال العراق، انتشرت صور ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية يقفون في طابور وآخرين يفترشون الأرض محاطين بعناصر ترتدي زي قوات البشمركة.

ورغم رفض العديد من قادة البشمركة التعليق على الموضوع، نقل الموقع الرسمي للحزب الديموقراطي الكردستاني تصريحا للقيادي في البشمركة سمردار زيباري قال فيه إن “عدداً كبيرا من الإرهابيين يندسّون بين النازحين متخفين أملاً منهم في النجاة والهروب، لكن قوات البشمركة واستناداً إلى معلومات استخبارية دقيقة تكتشفهم وتلقي القبض عليهم”.

وأفاد شهود في المناطق المحيطة بأن العشرات من عناصر داعش فروا تجاه قوات البشمركة، وقاموا قبل ذلك بتهريب عائلاتهم إلى مدينة الموصل.

وإثر ذلك، أصدرت قيادة العمليات المشتركة بيانا أكدت فيه فتح تحقيق في تلك التقارير.

استعادت القوات العراقية، مدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، السيطرة على قضاء تلعفر نهاية آب/أغسطس، وأعلنت بسط كامل سيطرتها على محافظة نينوى في شمال البلاد، موجهة ضربة حاسمة جديدة لتنظيم الدولة الإسلامية.

ولم يقدم المسؤول تفاصيل حيال مصير هذه العائلات، أو إن سيتم تسليم هؤلاء الأشخاص إلى الدول التي جاءوا منها.

وهذه ليست المرة الأولى التي تحتجز فيها السلطات العراقية أفرادا من عائلات مقاتلي التنظيم المتطرف، وسبق أن قامت بنقل بعضهم إلى بغداد، خصوصا خلال العمليات العسكرية في الموصل.

وكانت الشيشان أعلنت بداية شهر أيلول/سبتمبر الحالي، أنها أجلت من العراق ثمانية أطفال وأربع نساء، من أصول روسية وكازاخية، تركوا في مناطق استعيدت من قبضة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وتقول السلطات العراقية إن العديد من المقاتلين الأجانب الذين قاتلوا في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في البلاد كانوا من روسيا، وخصوصا الشيشان، ومن جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية