مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

القوات العراقية تستعيد تلعفر وتبسط كامل سيطرتها على محافظة نينوى

مقاتلون من الحشد الشعبي يتقدمون نحو مدينة تلعفر في 20 آب/اغسطس. afp_tickers

استعادت القوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الخميس قضاء تلعفر وأعلنت بسط كامل سيطرتها على محافظة نينوى في شمال البلاد، موجهة ضربة حاسمة جديدة لتنظيم الدولة الإسلامية.

بعد هذه النكسة، لم يعد تنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى على أراض شاسعة في العراق عام 2014، يسيطر إلا على مدينة واحدة شمال بغداد وثلاث مناطق صحراوية غربية على الحدود مع سوريا.

بعد 12 يوما من المعارك، أعلن قائد القوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان “ها قد اكتملت الفرحة وتم النصر وأصبحت محافظة نينوى بكاملها بيد قواتنا البطلة”، مضيفا “أعلن لكم أن تلعفر الصامدة التحقت بالموصل المحررة وعادت إلى أرض الوطن”.

بدأت القوات العراقية بإسناد من فصائل الحشد الشعبي ومن التحالف الدولي، عملياتها العسكرية لاستعادة تلعفر في 20 آب/أغسطس، بعد نحو شهر من استعادة الموصل عقب تسعة أشهر من المعارك.

وتابع العبادي في بيانه أن تلعفر “تحررت (…) بسواعد المقاتلين العراقيين الأبطال من الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والرد السريع وأبناء تلعفر”.

وأضاف “نقول للدواعش المجرمين: أينما تكونوا فنحن قادمون للتحرير وليس أمامكم غير الموت والاستسلام (…) سنواصل بالعزيمة والهمة نفسها تحرير كل شبر من أرض العراق وصحاريه”.

ونقلت قيادة العمليات المشتركة العراقية عن قائد عمليات “قادمون يا تلعفر” الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله قوله “بهذا النصر الكبير تنتهي عمليات تحرير تلعفر وإكمال تحرير محافظة نينوى بالكامل”.

واستعادة تلعفر، التي تحظى بموقع محوري بين منطقة الموصل والحدود السورية، تشكل انتصارا جديدا في المعركة لانتزاع الأراضي التي سيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا منتصف العام 2014.

– “انتصار رائع” –

هنأ التحالف الدولي في بيان العبادي والقوات الأمنية العراقية على “انتصارهم الرائع في تلعفر” ومحافظة نينوى.

إلا أنه حذر من أن “العمل لا يزال محفوفا بالمخاطر من أجل إزالة العبوات الناسفة وملاحقة عناصر داعش المختبئين، والقضاء على بقايا معاقل داعش كي لا يهددوا أمن تلعفر مستقبلا”.

والأسبوع الماضي، أشار الجنرال البريطاني روبرت جونز، القائد في التحالف الدولي المناهض للجهاديين، إلى أن استعادة تلعفر “تضع نهاية لحقيقة التواجد العسكري لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق”.

وتلعفر موغلة في القدم إذ يعود تاريخها إلى آلاف السنين وكانت جزءا من الدولة الآشورية. وتضم البلدة قلعة من العهد العثماني تضررت في العام 2014 حين دك تنظيم الدولة الإسلامية بعض أسوارها.

بلغ عدد سكان تلعفر قبل دخول تنظيم الدولة الاسلامية اليها عام 2014 نحو 200 الف نسمة غالبيتهم من الشيعة التركمان.

وبمعزل عن تلعفر لا يزال تنظيم الدولة الاسلامية يسيطر على موقعين مهمين في العراق هما الهدفان المقبلان للقوات العراقية.

فهناك اولا قضاء الحويجة الواقع على بعد حوالى 300 كيلومتر شمال بغداد في محافظة كركوك المتنازع عليها بين بغداد واقليم كردستان، وثانيا بلدات القائم وعنه وراوة الواقعة على مقربة من الحدود العراقية السورية.

وعلى الجانب الآخر من الحدود، حيث تدور حرب أهلية، يتواجد المسلحون المتطرفون في محافظتي دير الزور، والرقة التي تعد أبرز معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وشن التنظيم هجوما واسعا في حزيران/يونيو 2014 مكنه من السيطرة على نحو ثلث مساحة العراق.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية