مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

القوات العراقية تعلن السيطرة على جامع النوري في الموصل القديمة

عناصر من الشرطة الاتحادية العراقية في مدينة الموصل القديمة يوم 28 حزيران/يونيو 2017 afp_tickers

أعلنت القوات العراقية الخميس أنها استعادت جامع النوري الكبير في المدينة القديمة بغرب الموصل، الذي شهد الظهور العلني الوحيد لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، في خطوة اعتبرها رئيس الوزراء حيدر العبادي إعلانا “بانتهاء دويلة الباطل الداعشية”.

ويأتي إعلان استعادة الجامع الذي فجره تنظيم الدولة الإسلامية الأسبوع الماضي، بعد مرور ثلاثة أعوام على اليوم الذي أعلن فيه التنظيم إقامة “دولة الخلافة” في أجزاء من العراق وسوريا.

وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيان أن “قوات مكافحة الإرهاب باتت تسيطر على جامع النوري ومنارة الحدباء”.

وأكد قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي للتلفزيون الحكومي استعادة السيطرة على الجامع قائلا إن “الجامع أصبح خلف قطعاتنا”.

وفي هذا الإطار، رحب العبادي باستعادة السيطرة على المسجد، قائلا في بيان “إن “تفجير الدواعش لجامع النوري ومنارة الحدباء وإعادته اليوم إلى حضن الوطن، إعلان بانتهاء دويلة الباطل الداعشية”.

من جهة ثانية، أشار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة إلى أن نهاية التنظيم أصبحت وشيكة.

وقال المتحدث باسم التحالف الدولي في بغداد الكولونيل الأميركي راين ديلون في مؤتمر عبر الفيديو من بغداد إن الإعلان الرسمي عن استعادة الموصل “ستقوم به الحكومة العراقية. انا لا استطيع تحديد الموعد مكانها، إلا أنني أرى ذلك خلال أيام وليس أسابيع”.

وكان جامع النوري الكبير ومنارة الحدباء من أبرز معالم الموصل، وشكلتا رمزا في تاريخ حكم التنظيم المتطرف في العراق.

وأعلن تلفزيون العراقية الحكومي في خبر عاجل “سقوط دولة الخرافة”.

وشهد جامع النوري ظهور البغدادي خلال صلاة الجمعة في تموز/يوليو 2014، بعيد سيطرة التنظيم على ثاني أكبر مدن العراق، حيث دعا المسلمين إلى تقديم الطاعة.

وبعد ثلاث سنوات، ما زال مصير البغدادي ومكان تواجده مجهولين، فيما خسر تنظيمه نسبة كبيرة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في 2014.

وأقدم تنظيم الدولة الإسلامية في 21 حزيران/يونيو، امام تقدم القوات العراقية، على تفجير منارة الحدباء التاريخية وجامع النوري الكبير.

واعتبر مسؤولون عراقيون وفي التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أن عملية التفجير دلالة على الخسارة الوشيكة لتنظيم الدولة الإسلامية في الموصل، فيما وصفه العبادي بـ”إعلان الهزيمة”.

-تدمير التراث-

وكانت منارة الحدباء تعتبر رمزا للمدينة، إذ طبعت على العملة الورقية العراقية من فئة عشرة آلاف دينار، ويصفها البعض ببرج بيزا العراقي، نسبة إلى البرج الإيطالي المائل.

وظهرت أيضا في علامات تجارية محلية وإعلانات عدة، وأعطت اسمها لعدد لا يحصى من المطاعم والشركات والنوادي الرياضية.

ونسب تنظيم الدولة الإسلامية عبر وكالة “أعماق” الدعائية إلى غارة أميركية تدمير الموقعين التاريخيين، غير أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة اعتبر أن التنظيم هو من “دمر واحدا من أعظم كنوز الموصل والعراق”.

وأكدت روسيا الأسبوع الماضي أنها تسعى إلى التحقق من مقتل البغدادي في غارة لقواتها بسوريا الشهر الماضي.

كان مسجد النوري يعد من أكبر مساجد المدينة القديمة، وسمي تيمنا بنور الدين الزنكي الذي حكم الموصل وحلب لفترة، وأمر ببنائه في العام 1172.

بعد سيطرته على المدينة الشمالية في حزيران/يونيو 2014، هدد التنظيم المتطرف بتدمير منارة الحدباء، إلا أن السكان تمكنوا من إحباط ذلك بعدما شكلوا درعا بشرية حولها.

وجاءت عملية تدمير المسجد والمنارة بعد ثلاثة أيام من بدء القوات العراقية هجوما على المدينة القديمة بغرب الموصل، حيث آخر مواقع تنظيم الدولة الإسلامية.

ورغم أن المنطقة التي لا يزال يسيطر عليها التنظيم صغيرة جدا، غير أن أزقتها وشوارعها الضيقة بالإضافة إلى تواجد المدنيين فيها، جعلت العملية العسكرية محفوفة بالمخاطر.

وأبدى مقاتلو التنظيم المتطرف مقاومة شرسة في المدينة القديمة، باستخدام قذائف الهاون والمفخخات والقناصة، لإبطاء تقدم القوات العراقية.

وأخرجت القوات العراقية عشرات المدنيين من منطقة جامع النوري بآليات عسكرية.

وقالت أم كرم، التي كانت من بين النازحين، “لا نصدق أننا ما زلنا على قيد الحياة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية