مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

القوات الموالية للحكومة الصومالية تستعيد معقلا آخر من حركة الشباب

دورية للقوات الصومالية في موقع تفجير انتحاري في مقديشو في 21 حزيران/يونيو 2015 afp_tickers

سيطر الجيش الصومالي وقوة الاتحاد الافريقي في الصومال على معقل لحركة الشباب الاسلامية في جنوب البلاد هو الثاني الذي يتم استرداده من المتمردين المرتبطين بتنظيم القاعدة خلال اقل من اسبوع.

وتأتي استعادة معقل المتمردين هذا في اطار عملية اطلقتها قوة الاتحاد الافريقي (اميصوم) الاسبوع الماضي بمشاركة قوات اثيوبية وكينية وتهدف الى طرد المقاتلين الشباب من المناطق الريفية في جنوب البلاد.

وقال شهود عيان ان العملية التي اطلق عليها اسم “ممر جبا” اسفرت حتى الآن عن سقوط عدد كبير من المدنيين الذين علقوا وسط المعارك.

وقال وزير الدفاع الصومالي عبد القادر شيخ علي ديني الجمعة للصحافيين ان “قواتنا سيطرت على دينسور ولاذ المتمردون بالفرار بعد خسارتهم (…) ويقوم الجنود الان بعملية لاحلال الامن في المدينة”.

وتاتي السيطرة على دينسور بعد استعادة قوات الاتحاد الافريقي الاربعاء بلدة بارديري في جنوب الصومال، احد اخر معاقل متمردي حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة في الصومال.

وهذه المواقع التي تبعد نحو 350 كلم غرب مقديشو تعد من آخر المعاقل التي يسيطر عليها الاسلاميون.

واكد شهود ان جنودا صوماليين مدعومين بوحدى من الكتيبة الاثيوبية في قوة الاتحاد الافريقي استعادوا دينسور. واوضحوا ان الشباب فروا حتى قبل وصول القوات الموالية للحكومة.

وقال احدهم محمد اديد ان “معظم السكان فروا ودينسور اشبه بمدينة مقفرة”، مؤكدا ان القوات الحكومية باتت تسيطر على المكان. واضاف “بقي القليل من الناس معظمهم من المسنين”.

وتحدث زعماء محليون في خمس قرى في منطقة باكول الجنوبية عن مقتل عشرات المدنيين منذ بدء عملية “ممر جبا”.

وقال احدهم عبد الله ايسغوي ان “عدد المدنيين الذين قتلوا واحصيناهم حتى الآن يتجاوز الخمسين لكن هناك عددا كبيرا من المفقودين”. واضاف “لم نشهد من قبل مجزرة كهذه”.

وتابع وجيه آخر يدعى عبد الله محمد “دفنت 21 ضحية بيدي بالقرب من بوردوهولي وارسلنا عناصر للمساعدة في دفن آخرين”.

وعبر حاكم باكول محمد عبدي عن “اسفه للخسائر المدنية” مؤكدا انه لا يملك اي معلومات عما جرى على الارض لان “شبكات الهاتف” مقطوعة.

ونفت قوة الاتحاد الافريقي التي اتهمت منذ الثلاثاء بقتل مدنيين في مواجهات في مرفأ ميركا، مقتل “عدد كبير” منهم.

ويؤكد الشباب السلاميون الذين يخوضون تمردا منذ 2007 تصميمهم على الحاق الهزيمة بالسلطات الصومالية الهشة التي تساندها البلدان الغربية ويدعمها عسكريا 22 الف جندي في قوة الاتحاد الافريقي.

وبالرغم من الهزائم العسكرية التي لحقت بهم وطردهم من معظم معاقلهم في وسط وجنوب الصومال لا يزال الشباب يسيطرون على مناطق ريفية واسعة ويكثفون عملياتهم ضد المؤسسات الصومالية وقوة الاتحاد الافريقي حتى في وسط مقديشو.

وقد تخلوا عن اساليب القتال التقليدي ليلجأوا الى حرب عصابات وعمليات انتحارية وخصوصا في مقديشو.

وضاعف الاسلاميون الشباب هجماتهم ايضا خارج الصومال وخصوصا في كينيا حيث شنوا هجومين ضخمين ضد مركز ويستغيت التجاري في نيروبي (67 قتيلا في ايلول/سبتمبر 2013) وجامعة غاريسا شمال شرق البلاد (148 قتيلا في نيسان/ابريل الماضي).

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية