مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الكرملين يرفض الاتهامات في حادثة طعن الصحافية

بوريس غريتس الذي قام بطعن الصحافية في اذاعة "صدى موسكو" تاتيانا فيلغنهوير في 24 تشرين الاول/اكتوبر 2017 afp_tickers

رفض الكرملين الثلاثاء اي انتقاد له في حادثة تعرض صحافية في اذاعة ليبرالية للطعن على يد “مجنون” وسط اتهامات بأن الدولة تثير اجواء الكراهية ضد معارضيها.

وتعرضت مقدمة البرامج تاتيانا فيلغنغاور (32 عاما) لهجوم بسكين الاثنين في مكاتب اذاعة “صدى موسكو” على يد رجل قال ان لديه “اتصال تخاطري” معها.

وكتبت من مستشفى معهد سكليفوسوفسكي، مستشفى الطوارئ الرئيسي في موسكو، حيث ترقد، انها ستكون بخير وشكرت مؤيديها.

وكتبت بخط اليد “التنفس من خلال انبوب أمر لا بأس به”. ونشرت الرسالة على تويتر.

خضعت فلغنغاور للجراحة الاثنين وأظهرت مؤشرات تحسن الثلاثاء، ووصف الاطباء حالتها بالخطيرة لكن مستقرة.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين للصحافيين الثلاثاء “إن افعال مجنون هي افعال مجنون”.

وأضاف ان “محاولة ربط هذا الحدث بامر آخر ليست منطقية او سليمة من وجهة نظرنا”، معربا عن التعاطف مع الصحافية والمحطة الاذاعية.

والمشتبه به واسمه بوريس غرينس يبلغ من العمر 48 عاما ويعاني من اضطرابات عقلية، دخل مكاتب الاذاعة في وسط موسكو وهاجم الصحافية بسكين بعد ان قام برش رذاذ على عيني حارس الامن.

ونقلت وسائل اعلام روسية عن أحد اقارب المشتبه به، ان غريتس يعاني على ما يبدو من وهم الاضطهاد.

ويأتي الهجوم بعد سلسلة من هجمات استهدفت شخصيات بارزة، أهمها بوريس نمتسوف أحد قادة المعارضة الذي اغتيل بالرصاص على جسر قرب الكرملين في 2015.

– أجواء كراهية –

يحمل العديد من المعلقين السلطات مسؤولية الهجوم، ويقولون انها خلقت الاجواء التي سمحت بوقوع مثل هذا الهجوم.

وقال المحرر في “صدى موسكو” اليكسي فينيديكتوف “الجنون لا يظهر (من العدم)” مشيرا الى ما وصفه “بأجواء الكراهية (و)التحريض” ضد الصحافيين.

وقال كيريل مارتينوف المحرر السياسي في صحيفة نوفايا غازيتا المعارضة ان الدعاية التي يبثها النظام أجازت بشكل فعال حملة مطاردة ضد المعارضين.

وقال “ان الدعوات للقضاء على المعارضين السياسيين اصبحت هي المعيار”.

ظهرت فلغنغاور في وثائقي تشهير عرضته قناة “روسيا 24” الاخبارية، ذكر هذا الشهر ان اذاعة “صدى موسكو” تتعاون بشكل وثيق مع منظمات اجنبية غير حكومية لتقويض روسيا.

وقال بيسكوف “تاتيانا كان لديها رؤيتها الخاصة للعالم، آراؤها الخاصة بها. أحدهم لا يوافقها الرأي وينتقدها بالمقابل ايضا. في هذه الحالة نتعامل مع وجهتي النظر الاثنتين باحترام”.

وبثت قناة اخرى هذه الشهر مسلسلا يتعلق بعملاء سريين أميركيين، تتعرض فيه صحافية معارضة للنحر.

وكتبت المعلقة الجريئة يوليا لاتينينا “الاضطراب العقلي التي يعاني منه غريتس، يلتقي مع نهج الحزب”.

وقالت “السؤال الاهم اليوم هو: هل كان غريتس مجرد مريض نفسي، او مريضا نفسيا تم استغلاله”.

غادرت لاتينينا وهي ايضا مقدمة برامج في “صدى موسكو” روسيا هذا العام بعد اعتداءات على سيارتها ومنزلها.

كما تعرض السياسي المعارض اليكسي نافالني لهجوم هذا العام كاد ان يتسبب بفقدانه البصر في احدى عينيه.

– فقد عقله –

قضت محكمة روسية الثلاثاء باعتقال غريتس حتى 23 كانون الاول/ديسمبر، بحسب ما ذكره المتحدث باسم المحكمة اليكسي شيرنيكوف لوكالة فرانس برس.

وقالت لجنة التحقيق انه وجهت لغريتس تهمة محاولة القتل وسيخضع ايضا لفحص نفسي.

وقال أحد اقارب المشتبه به لصحيفة موسكوفسكي كومسوموليتس الواسعة الانتشار ان غريتس الذي يحمل الجنسيتين الاسرائيلية والروسية، وصل الى روسيا قبل اكثر من شهر واشتكى من أن الصحافية في “صدى موسكو” تطارده.

وقال الرجل ان غريتس بدا عصبيا قبل ثلاثة ايام من الهجوم، مضيفا انه فوجئ بإذيته الصحافية.

وقال الرجل الذي لم تحدد هويته للصحيفة “بحياته لم يقاتل، دائما ما كان يبتعد عن المشاكل” مضيفا “هناك تفسير واحد: ان يكون بوريس قد فقد عقله”.

نشرت الشرطة الاثنين تسجيلا مصورا يقول فيه المشتبه به انه يعرف الصحافية من خلال “الاتصال التخاطري” منذ سنوات، وانها تحرشت به جنسيا خلال الاسبوع الماضي.

ونقلت اذاعة “صدى موسكو” عن اطباء ان الحبال الصوتية لفلغنغاور لم تتضرر وان التوقعات “جيدة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية