مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المالكي يرفع شكوى ضد الرئيس وانتشار استثنائي لقوات الامن في بغداد

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي afp_tickers

انتشرت قوات الشرطة العراقية والجيش ووحدات من شرطة مكافحة الارهاب بشكل كثيف في المناطق الاستراتيجية في بغداد ليل الاحد الاثنين قبيل اعلان رئيس الحكومة نوري المالكي رفع شكوى ضد الرئيس العراقي بتهمة انتهاك الدستور.

وقال مسؤول كبير في الشرطة لوكالة فرانس برس “هناك تواجد قوي لقوات الامن والشرطة والجيش خصوصا حول +المنطقة الخضراء+”، الحي الخاضع لحماية امنية مشددة وحيث توجد المؤسسات الرئيسية في البلد.

واوضح المسؤول ان هذه الاجراءات الامنية “هي استثنائية وتشبه تلك التي نفرضها في حالة الطوارىء”.

ومن ناحيته، قال مسؤول في وزارة الداخلية “اغلق العديد من الشوارع وكذلك الجسور الرئيسية”. واضاف ان “هذا كله مرتبط بالوضع السياسي”.

واعلن المالكي في بيان مفاجىء بثه التلفزيون الرسمي عند منتصف الليل (21,00 تغ) “اليوم سوف اقدم شكوى امام المحكمة الاتحادية ضد الرئيس”.

وهو يتهمه بانتهاك الدستور مرتين خصوصا لعدم تكليفه رئيس وزراء معيّن مهمة تشكيل حكومة جديدة.

وعلى الفور اعلنت الولايات المتحدة عن دعمها للرئيس العراقي.

واعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف “ان الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل الرئيس فؤاد معصوم في دوره كضامن للدستور العراقي”.

واضاف “نؤكد مرة جديدة دعمنا لعملية اختيار رئيس وزراء يمكن ان يجسد تطلعات الشعب العراقي من خلال انشاء اجماع وطني وانتهاج اسلوب منفتح في الحكم”.

وحذرت “اننا نرفض اي مساع من اجل تحقيق نتائج بالاكراه او التلاعب بالعملية الدستورية او القضائية”.

وفاز ائتلاف نوري المالكي في الانتخابات التشريعية في 30 نيسان/ابريل ويسعى المالكي للحصول على ولاية ثالثة غير انه يواجه انتقادات حادة تاخذ عليه تسلطه وتهميشه الاقلية السنية.

وبالرغم من الرهانات، اجل مجلس النواب العراقي الاحد جلساته الى الثلاثاء في 19 اب/اغسطس لعدم توافق النواب على اسم رئيس الوزراء الجديد.

ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس خلال زيارة للعراق الاحد الى تشكيل حكومة وحدة وطنية وقال “يجب ان يشعر جميع العراقيين بانهم ممثلون وان يتمكنوا معا من خوض المعركة ضد الارهاب”.

ميدانيا، وبعدما تكبدت القوات الكردية في الايام الاخيرة عدة هزائم في وجه المقاتلين المتطرفين السنة وفي طليعتهم عناصر “الدولة الاسلامية”، تمكنت الاحد من تحقيق تقدّم في اليوم الثالث من الضربات الجوية التي تنفذها القوات الاميركية.

وقال هلكورت حكمت المتحدث باسم وزارة الدفاع في حكومة اقليم كردستان العراق، ان “قوات البشمركة تمكنت اليوم (الاحد) من تحرير قضاء مخمور وناحية كوير بعد عدة ايام من الاشتباكات مع تنظيم داعش”، مضيفا ان “الدعم الجوي الاميركي ساعد في تسهيل مهمة البشمركة في طرد تنظيم داعش من هذه المناطق”.

ويقع قضاء مخمور وناحية كوير اللذان احتلهما المقاتلون المتطرفون السنة قبل بضعة ايام، الى الجنوب الغربي والغرب من مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان التي اجلت منها واشنطن قسما من موظفي قنصليتها.

وبعد حوالى ثلاث سنوات على انسحابها من العراق، عاودت الولايات المتحدة الجمعة شن ضربات جوية على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية.

واعلن البنتاغون ان القوات الاميركية واصلت الاحد ضرباتها الجوية في شمال العراق و”وجهت بنجاح ضربات جوية متعددة بواسطة مقاتلات وطائرات من دون طيار للدفاع عن القوات الكردية قرب اربيل وعن المواطنين الاميركيين المتمركزين هناك”.

وسيطر المسلحون بقيادة تنظيم “الدولة الاسلامية” منذ نهاية تموز/يوليو الماضي على مناطق تمتد تدريجيا باتجاه اقليم كردستان حتى اصبحوا على بعد نحو اربعين كيلومترا عن مدينة اربيل عاصمة الاقليم.

واقتحم المسلحون خلال الايام الماضية مناطق تسكنها اقليات وسيطروا بصورة خاصة على قره قوش، اكبر مدينة مسيحية في العراق واقعة بين الموصل واربيل، وسنجار، معقل الايزيديّين، الاقلية الناطقة بالكردية وغير المسلمة، في غرب الموصل، ما ادى الى نزوح اكثر من مئتي الف شخص.

وبات العديد من الايزيديين عالقين في جبل سنجار وهم مهددون بالموت بسبب الجوع والعطش.

ازاء هذا الوضع قامت الولايات المتحدة باربع عمليات القاء مساعدات منذ مساء الخميس واعلن البنتاغون الاحد انه تم القاء “اكثر من 74 الف وجبة واكثر من 56780 ليتر من مياه الشرب” للمشردين. كما باشرت بريطانيا ايضا القاء مساعدات الاحد.

وندد الاتحاد الاوروبي ب”الجرائم ضد الانسانية” في المناطق التي يتقدم فيها الجهاديون، متحدثا عن “اضطهادات وانتهاكات لحقوق الانسان الاساسية”.

وفي الفاتيكان اعرب البابا فرنسيس الاحد عن “ذعره وذهوله” ازاء المعلومات التي تتحدث عن “اعمال عنف على انواعها” في العراق داعيا الى “حل سياسي فعال على المستوى الدولي” للازمة في هذا البلد.

وتتحرك القوات الكردية في العراق وسوريا وتركيا معا لكسر الحصار المفروض على جبال سنجار واغاثة المشردين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية