مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المانيا والاتحاد الاوروبي يردان بقوة على اردوغان في الخلاف حول قضية الارمن

اردوغان خلال القمة الانسانية في اسطنبول 24 مايو 2016 afp_tickers

رد عدد من السياسيين الالمان بقوة الخميس على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي اتهم نوابا المان من اصل تركي بدعم الارهاب واقترح تحليل دمهم بعد تصويتهم على الاعتراف بابادة الارمن.

وكان اردوغان رد بغضب بعد ان ايد 11 نائبا المانيا من اصل تركي الاسبوع الماضي قرارا للبرلمان الالماني يعترف بابادة الارمن.

واثارت تلك القضية غضب اردوغان في وقت تتوتر فيه العلاقات بين البلدين بسبب خلافات حول حرية الاعلام، فيما يعول الاتحاد الاوروبي على تركيا لوقف تدفق المهاجرين الى دول الاتحاد.

كما تقدمت مجموعة من المحامين الاتراك بشكوى تطلب توجيه التهم للنواب الالمان من اصل تركي ب”اهانة الهوية والدولة التركية”، بحسب صحيفة حرييت.

وكتب رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز الى اردوغان معربا عن “قلقه البالغ” بشان “الهجمات اللفظية والاتهامات للنواب الالمان المنتخبين في مجلس النواب (البوندستاغ)”.

ودان شولتز وهو الماني “باقسى العبارات” تصريحات اردوغان التي تربط النواب ب”الارهابيين” في اشارة الى حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.

وقال في رسالته ان قدرة النواب والصحافيين على العمل “دون خوف من القمع هو جزء من الاساس غير القابل للنقاش لكل ديموقراطية”.

وحذر شولتز من انه اذا انتهك قادة الدول هذه الحقوق “فيمكن ان يضر ذلك بالعلاقات الدولية على المدى الطويل”.

– “تهديدات كريهة” –

قال نوربرت لامرت رئيس مجلس النواب الالماني ان تصريحات القادة الاتراك ادت الى موجة من “التهديدات والاهانات الكريهة” التي ارسلت بالبريد الالكتروني الى النواب ال11.

وصرح “لم اكن اتصور ان رئيسا منتخبا ديموقراطيا في القرن الحادي والعشرين يربط انتقاداته لاعضاء منتخبين ديموقراطيا في البوندستاغ الالماني بشكوك حول اصولهم التركية ووصف دمهم بالملوث”.

وقال “اي شخص يضغط على نواب معينين بتهديدات يجب ان يعلم انه يهاجم البرلمان باكمله”.

وحذر لامرت “سنرد على ذلك بكل الخيارات المتاحة لنا بموجب القانون”.

واضاف “اعترض رسميا على شكوك (اردوغان) في ان نواب هذا البرلمان يعبرون عن آراء ارهابيين”.

وفي وقت متاخر من الاربعاء انتقد اردوغان “اصحاب الدم الملوث” وقال انه يعني الاشخاص “الذين ارتكبوا خطأ بحق شعبهم” مشيرا الى “اعضاء في البرلمان الالماني يتهمون بلدهم بالابادة”.

ورأى اردوغان في نهاية الاسبوع انه يجب اخضاع هؤلاء الى فحوصات دم “لمعرفة اي نوع من الاتراك هم”.

والثلاثاء استدعت وزارة الخارجية الالمانية القائم بالاعمال التركي حيث تم ابلاغه بان “التصريحات الاخيرة غير المفهومة عن نواب المان لا تتوافق مع العلاقات الوثيقة تقليديا بين المانيا وتركيا”.

وصرح احد النواب الالمان من اصل تركي وهو جيم اوزديمير لصحيفة “اغوس” الارمنية الاسبوعية انه رغم استهدافه والنواب الاخرين ب”تهديدات بالقتل والاهانات” الا انهم على الاقل “لم يسجنوا” ولم “يتم رفع الحصانة عنهم لمجرد تعبيرهم عن ارائهم بعكس ما يحدث لزملائنا في تركيا”.

واثارت قضية الأرمن خلافا بين تركيا وعدد من الدول التي وصفت مجازر قتل الارمن على يد القوات العثمانية خلال الحرب العالمية الاولى بانها “ابادة”.

ويؤكد الارمن ان 1,5 مليون ارمني قتلوا بشكل منظم قبيل انهيار السلطنة العثمانية فيما اقر عدد من المؤرخين في اكثر من عشرين دولة بينها فرنسا وايطاليا وروسيا بوقوع ابادة.

وتقول تركيا ان هؤلاء القتلى سقطوا خلال حرب اهلية تزامنت مع مجاعة وادت الى مقتل ما بين 300 الف و500 الف ارمني فضلا عن عدد مماثل من الاتراك حين كانت القوات العثمانية وروسيا تتنازعان السيطرة على الاناضول.

وياتي الخلاف فيما تسعى تركيا والاتحاد الاوروبي الى التعاون على تنفيذ اتفاق لاحتواء ازمة اللاجئين التي تعد الاسوا التي تشهدها اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

ووعدت تركيا بوقف تدفق المهاجرين الى اليونان، وقبول اعادة اللاجئين غير القانونيين من ذلك البلد مقابل مساعدات مالية ومزايا بينها السماح للاتراك بدخول دول فضائ شنغن دون تاشيرات لكن هذا البند يثير خلافات.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية