مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المتمردون الاكراد في شمال العراق لا يخشون التهديدات التركية الايرانية

عراقي كردي يحمل علما كرديا في اربيل في شمال العراق في الخامس من ايلول/سبتمبر 2017 afp_tickers

إذا كانت الاستعدادات لاجراء استفتاء حول استقلال كردستان العراق أثارت غضب أنقرة وطهران، فإن المتمردين الاكراد المناهضين لتركيا وايران والمتواجدين في الاقليم الشمالي ينددون بالتهديدات بعملية مشتركة ايرانية تركية ضدهم، مؤكدين استعداهم لحمل السلاح للدفاع عن قضيتهم.

ويندد المتحدث باسم المكتب السياسي للحزب الديموقراطي الكردستاني الايراني اسو حسن زادة بالتهديدات التي تهدف، بحسب قوله، للضغط على الاكراد.

ويقول لوكالة فرانس برس في كويسنجق الواقعة على بعد ستين كيلومترا شرق اربيل، عاصمة كردستان العراق، إن ايران وتركيا يجمعهما شيء “مشترك، هو معارضتهما للاستفتاء”، مشيرا الى ان “اياً من الدولتين لا تساعد الاخرى بدون مقابل”، لان مصالح كل منهما إجمالا “لا تتفق مع الاخر.

وعلقت صور كبيرة لمؤسسي وقادة الحزب على جدران قاعدة للحزب الذي أسس عام 1945، وتعتبره طهران منظمة “إرهابية”.

في المكان، يواصل مقاتلون من عناصر الحزب، نساء ورجال من اعمار مختلفة، تدريبات على أسلحة خفيفة ومتوسطة، وهم يرتدون زيا عسكريا ويستعدون بحسب قولهم للتوجه الى الجبال المحاذية لايران.

– الاستفتاء وردود الفعل –

وأثار طلب حكومة إقليم كردستان الذي يتمتع باستقلال ذاتي في حزيران/يونيو الماضي إجراء استفتاء في 25 من أيلول/سبتمبر الحالي، استياء لدى الحكومة العراقية التي اعتبرت الامر منافيا للدستور.

خارج الحدود العراقية، أثارت الدعوة الى الاستفتاء معارضة متصاعدة من الولايات المتحدة الاميركية وعواصم اوروبية ودول الجوار، أبرزها تركيا وايران اللتان تخشيان ان تصيب عدوى المطالبة بالاستقلال الاقليتين الكرديتين في البلدين.

واعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في آب/اغسطس أن عملية مشتركة مع ايران ضد المقاتلين الاكراد “مطروحة على الدوام” ضد القواعد الخلفية للمتمردين الاكراد في العراق، فيما نفت ايران التخطيط مع تركيا لتنفيذ عملية مشتركة ضد المتمردين الاكراد في العراق.

لكن ايران أكدت حقها بالرد “بقوة” على أي جهة تستهدف الاراضي الايرانية، في إشارة الى مقاتلي الحزب الديموقراطي الكردستاني الايراني وحزب الحياة الحر الديمقراطي “بيجاك” الذي يمثل الفرع الايراني لحزب العمال الكردستاني التركي.

ويتوزع الاكراد بصورة رئيسية على دول تركيا والعراق وايران وسوريا.

– “لا نخاف الحرب” –

وترى القيادية في حزب الحياة الحرة الكردستاني الايراني زيلان فزين التي تشارك في عمليات عسكرية ينفذها حزبها قرب الحدود الايرانية، إنه من “المستحيل ان تعمل ايران وتركيا سوية”.

وتقول إن لأن لأنقرة وطهران سياستان مختلفتان حول الموضوع، إذ “تقوم إيران بشكل مستمر بعمليات سرية ولا تعلن ابدا عن نواياها، فيما تعلن تركيا عن حملاتها انتقاما”.

وتمثل الحرب ضد عناصر حزب العمال الكردستاني المتواجدين في شمال العراق وضد القوات الكردية في شمال سوريا، أولوية بالنسبة الى تركيا.

وتسعى ايران الى القضاء على مقاتلي حزب الحياة الحرة والحزب الديموقراطي الكردستاني الايراني.

لكن في الوقت نفسه، تنفذ كل من تركيا وايران عمليات بشكل منفصل ضد المقرات الخلفية للمتمردين الاكراد في العراق.

ويقول زادة إن “مقاتلينا لاحظوا قيام قوات ايرانية باجتياز الحدود العراقية”، مؤكدا أن هناك تواجدا “كثيفا للمدفعية الايرانية على مناطق حدودية” مع العراق.

وتحذر زيلان فيجين من وضع التهديدات التركية والايرانية موضع التنفيذ، قائلة “اذا قامت ايران وتركيا بحملة عسكرية مشتركة ضدنا، عندها سنستدرج المعركة الى داخل الاراضي الايرانية”.

وتتابع ان “ايران تحتلنا من زمان، ولكنها لم تستطع القضاء علينا بالحروب”، مضيفة “نحن لا نخاف الحرب”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية