مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المتمردون المسلمون في بورما يواجهون بالسواطير جيشا حديثا

جثث لأفراد من الروهينغا بعد انتشالها في 6 ايلول/سبتمبر من احد الانهر لدى توجهها الى بنغلادش. afp_tickers

بين الاعداد الغفيرة للروهينغا الذين يجتازون حدود بورما ويتوجهون الى بنغلادش، عدد كبير من الشبان الذين هرب بعضهم من صفوف المتمردين، معربين عن يأسهم من قتال جيش حديث بواسطة السواطير.

واكد أحد هؤلاء الفارين الذي طلب التعريف به باسم علاء الدين، ان “الاسلحة التي يمتلكها المتمردون ضئيلة جدا”، مشيرا الى الفارق الكبير على صعيد المعدات.

واضاف لاجىء آخر فار في السابعة والعشرين من عمره، وهو أب لأربعة اطفال، “لم نكن نمتلك سوى عصي وسواطير ومسدسين لحوالى مئة متطوع”.

الا ان المتمردين تمكنوا من تنسيق هجمات على عشرات المواقع الحدودية البورمية منذ 25 آب/اغسطس، مجهزين بسواطير بسيطة وسكاكين.

وذكر الجيش البورمي ان الحصيلة بلغت 400 قتيل منهم 370 “ارهابيا” من الروهينغا.

إلا ان علاء الدين يوضح انه امضى خمسة اشهر في “معسكر تدريب” ل “جيش اراكان الروهينغي للانقاذ” المعروف محليا باسم “حركة اليقين”.

وتقول هذه المجموعة انها حملت السلاح للدفاع عن الحقوق المنتهكة لأقلية الروهينغا المسلمة. فمنذ عشرات السنين، تتعرض هذه الأقلية التي يبلغ عديدها المليون شخص، للتمييز في بورما المؤلفة من اكثرية بوذية.

وقد تعلم علاء الدين زرع عبوات ناسفة يدوية الصنع واطلاق النار من اسلحة اوتوماتيكية، مستخدما الاسلحة القليلة المخزنة.

لكنه اضطر، عندما حان اوان الهجوم، الى التسلح بسكين بسيط، لأن هدف المتمردين هو الاستيلاء على اكبر عدد من المسدسات من مراكز الشرطة التي تتعرض للهجوم.

-“الدفاع عن الاسلام”-

واضاف علاء الدين، النحيف، المحمر العينين، ويرتدي قميص تي شيرت لوثه الوحل بعدما سار فترة طويلة من مخيمه للتدريب في شمال بورما، ان “القيادة طلبت منا ألا نخاف، واننا ندافع عن الاسلام”.

واوضح علاء الدين وهو يشير الى كوخ كانت تسكن فيه زوجته واولاده، وبلغه لتوه في كوكس بازار، “قلت لهم انني سأبحث عن الطعام في مخيم للاجئين” في بنغلادش المجاورة، “ولم أعد”.

إلا ان متمردي “جيش اراكان الروهينغي للانقاذ” الذي كان بالكاد معروفا قبل الموجة الاولى من الهجمات التي شنها في تشرين الاول/اكتوبر 2016، قد اصبحوا اكثر احترافا في الاشهر الاخيرة.

فقد باتوا خبراء في شبكات التواصل الاجتماعي، من خلال نشر اشرطة فيديو وبيانات نفي للاتهامات التي يوجهها الجيش البورمي، على حسابهم الرسمي على تويتر.

واستخدموا ايضا متفجرات يدوية الصنع لمنع ارسال تعزيزات بعد هجمات اواخر آب/اغسطس.

وقال انطوني دايفيس، الخبير على صعيد الجيوش وحركات التمرد في آسيا، ان “جيش اراكان الروهينغي للانقاذ قد حسن كثيرا قدرته على تنسيق العمليات”، مقارنة بالهجمات الكبيرة الاخيرة للمجموعة، في تشرين الاول/اكتوبر 2016.

واضاف “باتوا قادرين على حشد عدد اكبر من المقاتلين”.

إلا انه من الصعوبة بمكان تحديد عدد مقاتلي “جيش اراكان الروهينغي للإنقاذ” وقدرتهم على مواجهة الجيش البورمي القوي، الذي تخصص له ميزانية مهمة (4,5% من اجمالي الناتج المحلي، اي ما يفوق ثلاث مرات ما تخصصه تايلندا المجاورة للميزانية العسكرية التي تعد مع ذلك كبيرة) على المدى البعيد.

واشار تقرير حديث لمنظمة “مجموعة الازمات الدولية” غير الحكومية، استند الى مقابلات مع مقاتلين وقادة، الى ان اثرياء مهاجرين من الروهينغا في السعودية، يمولون الحركة.

فقد نسقوا، كما تقول “مجموعة الأزمات الدولية” الصعود القوي ل “جيش اراكان الروهينغي للانقاذ” منذ الاضطرابات التي استهدفت المسلمين في 2012 في بورما.

والشخصية المرموقة في “جيش اراكان الروهينغي للانقاذ” هو القائد عطاالله الذي يظهر في اشرطة الفيديو عند تبني عمليات عسكرية.

وتقول “مجموعة الأزمات الدولية” انه ينتمي الى إحدى عائلات الروهينغا المهاجرة الى السعودية.

واذا كان “جيش اراكان الروهينغي للإنقاذ” ينفي حتى الان اي صلة بالجهاديين الدوليين، فان زخاري ابوزا، الخبير في المجموعات المتمردة في جنوب شرق آسيا “يرجح جدا” نزوع هذه المجموعة الاسلامية نحو التطرف.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية