مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المجتمع المدني يفشل في خرق تكتل الاحزاب التقليدية في بيروت

رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري يقترع في بيروت 8 مايو 2015 afp_tickers

فشل المجتمع المدني في تحقيق اي خرق في الانتخابات البلدية في بيروت في مواجهة تكتل الاحزاب التقليدية الكبرى، وفق ما اظهرت النتائج الاولية غير الرسمية الاثنين.

ومن المنتظر ان تعلن وزارة الداخلية اللبنانية في وقت لاحق الاثنين النتائج الرسمية للمرحلة الاولى من الانتخابات البلدية التي جرت امس في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك – الهرمل في شرق البلاد.

في بيروت، استبقت لائحة “البيارتة” التي تضم ممثلين عن الاحزاب الكبرى والمدعومة بشكل رئيسي من تيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، احد أبرز قيادات قوى 14 آذار، النتائج الرسمية باعلان فوزها بكامل مقاعد المجلس البلدي في بيروت.

وجاء في بيان صادر الاثنين عن مكتب الحريري “اعلن رئيس لائحة +البيارتة+ للانتخابات البلدية جمال عيتاني عند الساعة الثانية فجرا من بيت الوسط (منزل سعد الحريري)، انه حسب النتائج الاولية للماكينة الانتخابية للائحة، حسمت المعركة كليا لصالحها”.

وخاضت لائحة “البيارتة” الانتخابات في مواجهة لائحة “بيروت مدينتي” التي انبثقت خصوصا من المجتمع المدني ولم تكن مدعومة من اي جهة سياسية. وهي تجربة اولى من نوعها في لبنان المعروف بسطوة الاحزاب والعائلات والطوائف على الحياة السياسية.

وضمت “البيارتة”، الى جانب ممثلين عن حزب القوات اللبنانية، حلف تيار المستقبل المسيحي، ممثلين عن التيار الوطني الحر، حليف حزب الله، والخصم الابرز لتيار المستقبل في السياسة.

وناهزت نسبة الاقبال على الاقتراع في بيروت العشرين في المئة، ما شكل خيبة امل لكثيرين بعد الرهان على امكانية خرق لائحة الاحزاب من “بيروت مدينتي” التي خاضت الانتخابات على اساس برنامج مستوحى من حركة الاحتجاج المدنية التي شهدتها بيروت الصيف الماضي على خلفية ازمة النفايات التي اغرقت شوارع العاصمة وضواحيها.

وندد مرشحو “بيروت مدينتي” في مؤتمر صحافي ليلا بانتهاكات وعمليات تزوير شابت تحديدا عملية فرز الاصوات بعد اقفال صناديق الاقتراع. وقال متحدث باسم اللائحة جاد شعبان انه رغم ذلك “لقد استطعنا تحريك الامور”.

في محافظتي البقاع وبعلبك – الهرمل (شرق) حيث يتمتع حزب الله بنفوذ واسع، ناهزت نسبة الاقتراع الخمسين في المئة، وفق وزارة الداخلية. وفازت اللوائح المدعومة من الحزب بالمجالس البلدية في العديد من البلدات على حساب تحالف العائلات والقيادات المحلية، وتحديدا في مدينة بعلبك، وفق النتائج الاولية غير الرسمية الصادرة عن الماكينة الانتخابية للحزب.

وفي مدينة زحلة ذات الغالبية المسيحية والتي شهدت معركة انتخابية بارزة، اظهرت النتائج الاولية فوز تحالف الاحزاب المسيحية الكبرى بكافة مقاعد المجلس البلدي على حساب لائحتين اخريين مدعومتين من زعامات عائلتين تقليديتين بارزتين في المدينة.

وتجري الانتخابات البلدية في لبنان كل ست سنوات، ويطغى عليها في المدن الكبيرة نفوذ الاحزاب وزعماء الطوائف. اما في البلدات والقرى الصغيرة، فيتداخل هذا النفوذ مع الصراعات العائلية.

وهي عملية الاقتراع الاولى التي تجري في لبنان منذ العام 2010، اذ لم تنظم انتخابات برلمانية منذ العام 2009 وتم التمديد مرتين للبرلمان الحالي نتيجة الانقسامات الحادة في البلاد، في وقت لم ينتخب البرلمان رئيسا جديدا للجمهورية على الرغم من مرور سنتين على شغور منصبه بسبب الازمة السياسية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية