مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المدنيون الأفغان يدفعون ثمنا باهظا للنزاع المستمر

صورة التقطت في 31 ايار/مايو 2017 لافغان يحملون جثة رجل قتل في هجوم بالقرب من مستشفى وزير اكبر خان في كابول. afp_tickers

بعد أربعين عاما على بدء النزاع الأفغاني، أعلنت الامم المتحدة الاثنين ان المدنيين ما زالوا يدفعون من أرواحهم ثمنا باهظا لا سيما بسبب الاعتداءات التي حولت كابول منذ بداية العام الى واحدة من أخطر مدن البلد.

وقالت بعثة الامم المتحدة للمساعدة في أفغانستان أنها أحصت في كابول وحدها عشرين بالمئة من 1662 قتيلا وال3581 جريحا سجلوا في الأشهر الستة الأولى من 2017 في هذا البلد.

وأضافت ان اربعين بالمئة من الضحايا المدنيين سقطوا في تفجيرات — اعتداءات والغام وعبوات ناسفة يدوية الصنع. وأسفرت هذه الهجمات التي نسبت الى المتمردين الإسلاميين في طالبان او تنظيم الدولة الاسلامية عن سقوط حوالى 600 قتيل و1493 جريحا من المدنيين.

وعبر الممثل الخاص للامم المتحدة لأفغانستان تاداميشي ياماموتو عن التأثير “المروع (…) لاستخدام المتفجرات يدوية الصنع، التي لا تميز بين الضحايا” داعيا إلى “وقف استخدامها على الفور”، وتحدث عن “المعاناة الهائلة” للأسر المتضررة.

أما الاعتداءات الارهابية والهجمات المركبة — بسيارة مفخخة تفتح الطريق لمجموعة مسلحة — والتي تستهدف بشكل عام قواعد قوات الأمن الأفغانية والغربية والمقار الإدارية، فهي تصيب كذلك عشوائيا كل من يتواجد بالقرب منها وتسببت بمقتل 259 مدنيا وجرح 892 آخرين، بزيادة نسبتها 15 بالمئة عن 2016.

واصيب أو قتل واحد من كل خمسة مدنيين في العاصمة كابول.

وهذه الحصيلة الكبيرة نجمت خصوصا عن الهجوم الانتحاري بشاحنة مفخخة الذي وقع في الحي الدبلوماسي في كابول في 31 ايار/مايو وأسفر عن سقوط 92 قتيلا حسب الامم المتحدة — على الاقل 150 حسب الرئيس الأفغاني أشرف غني –، و500 جريح.

وقالت بعثة الامم المتحدة انه “الحادث الذي أودى بأكبر عدد من القتلى منذ 2001”.

تتسبب هذه الهجمات في المدن بسقوط عدد كبير من الضحايا من النساء والأطفال. لكن بعثة الامم المتحدة تدين ايضا استخدام الألغام الأرضية والغارات الجوية للقوات الغربية والأفغانية على مواقع للمتمردين بسبب ارتفاع عدد القتلى من النساء (174، بزيادة 23 بالمئة) والاطفال (436، بزيادة تسعة بالمئة).

وشجبت منظمة “سيف ذي تشيلدرن” الحصيلة المروعة لا سيما وأن ثلث القتلى المدنيين من الصغار.

وقال مدير المنظمة في أفغانستان ديفيد سكينر في بيان إن “ما يثير قلقا كبيرا هو ارتفاع عدد الأطفال القتلى والجرحى جراء النزاع وهو ما يعكس تزايد المخاطر التي يواجهها أطفال أفغانستان”.

وفي مؤشر الى امتداد النزاع، سجلت بين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو زيادة في عدد الضحايا المدنيين في 15 من الولايات ال34 للبلاد مع تزايد في هجمات المتمردين بما في ذلك خلال أشهر الشتاء من كانون الثاني/يناير الى آذار/مارس، وفق بعثة الأمم المتحدة.

وأكثر هذه الولايات تضررا هي بالاضافة الى كابول، هلمند وقندهار وارزغان في الجنوب، وننغرهار (شرق) وهرات وفارياب (غرب) ولغمان (وسط) وقندوز وفرح (شمال).

وفي تقريرها، حملت مهمة الامم المتحدة مرة أخرى القوات المعادية للحكومة مسؤولية سقوط القسم الأكبر من هؤلاء القتلى والجرحى، مشيرة الى ان حصيلة ضحاياها ارتفعت بنسبة 12 بالمئة.

– 26 الفا و500 قتيل منذ 2009 –

بدأت بعثة الامم المتحدة احصاء الضحايا المدنيين للنزاع الأفغاني بصورة منهجية منذ 2009، من خلال وضع تقرير فصلي. وبعد تراجع في 2012 وتراكم في 2013، بدأت الحصيلة تسجل ارتفاعا ثابتا.

ومنذ كانون الثاني/يناير 2009، أسفر النزاع عن سقوط أكثر من 26 ألفا و500 قتيل ونحو 49 ألف جريح من المدنيين.

استفادت حركة طالبان التي تسيطر على 40 بالمئة من الأراضي الأفغانية، وتنظيم الدولة الاسلامية، المتمركز في الشرق منذ 2015 لكنه بات يتقدم في شمال البلاد، من انسحاب معظم القوات الاجنبية في نهاية 2014.

وما زال حلف شمال الاطلسي ينشر 13 الف جندي في هذا البلد مهمتهم تأهيل القوات الأفغانية وتقديم المشورة لها. لكن هذا لم يسمح بالسيطرة على جبهات القتال والعنف.

وينتظر ارسال قوات من الحلف والولايات المتحدة لكن موعد انتشارها غير معروف بينما بدأت حركة طالبان هجومها الربيعي السنوي.

ولا تعلن حركة طالبان خسائرها لكن التقديرات تشير الى أنها كبيرة جدا أيضا.

وتوقعت الهيئة المكلفة الاشراف على النفقات الاميركية في أفغانستان لحساب الكونغرس في أيار/مايو الماضي ان تكون “خسائر (الجيش الأفغاني) في المعركة ضد طالبان ومجموعات متمردة أخرى بمستوى مخيف”.

وتحدثت عن سقوط 807 قتلى بين كانون الثاني/يناير و24 شباط/فبراير 2017.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية