مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المسؤولون الافغان في واشنطن عشية “موسم المعارك”

الرئيس الافغاني اشرف غني في كابول في 19 اذار/مارس 2015 afp_tickers

يتوجه الرئيس الافغاني اشرف غني ورئيس السلطة التنفيذية عبد الله عبد الله في نهاية الاسبوع الجاري الى واشنطن لمناقشة موضوع المصالحة مع حركة طالبان في افغانستان عشية “موسم المعارك”.

وفيما يستعد عدد كبير من الاقاليم الافغانية للموسم الاول للمعارك منذ 2002 من دون قوات حلف شمال الاطلسي، تتزايد الجهود الدبلوماسية لتأمين الظروف الضرورية لمفاوضات سلام مع حركة طالبان.

ويتوجه غني وعبد الله السبت من كابول الى واشنطن في زيارة رسمية تستمر اربعة ايام. وسيلقي غني كلمة امام مجلسي الكونغرس مجتمعين. وسيزور المسؤولان الافغانيان كامب ديفيد ثم نيويورك ايضا.

وبالاضافة الى زيارة واشنطن البالغة الاهمية، زار غني ايضا السعودية هذا الاسبوع. اما عبد الله فموجود في الهند من اجل التوصل الى “توافق اقليمي” حول موضوع المصالحة، كما قال مسؤولون افغان.

وفي هذا الاطار، سيسعى المسؤولان الافغانيان في واشنطن الى تجديد الدعم، كما اكد مصدر قريب من الحكومة.

واعتبر مصدر دبلوماسي غربي ان “احد العوامل التي تحفز الرئيس غني على التحرك الآن قد يكون حرصه على تحقيق اكبر قدر من التقدم قبل بدء موسم المعارك”.

كذلك تتضمن الزيارة جانبا اقتصاديا من خلال اجراء مناقشات حول التعاون والدعم المالي الاميركي.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال جويد فيصل المتحدث باسم عبد الله ان “الهدف الاول الذي يتعين تحقيقه هو اعادة تأهيل العلاقات مع واشنطن. والعلاقات مع واشنطن كانت قاسية ايام الحكومة السابقة”.

وانتقد في الوقت نفسه الرئيس السابق حميد كرزاي الذي كان يوجه انتقادات حادة الى السياسة الاميركية في افغانستان.

ومنذ وصوله الى الحكم في ايلول/سبتمبر، شدد غني على تحسين العلاقات مع باكستان المجاورة، الشريك الاساسي في عملية السلام، خلافا لسلفه الذي رفض القيام بتلك الخطوة.

وغالبا ما وجهت الى باكستان في السنوات الاخيرة تهمة الاستفادة من حركة طالبان من خلال استخدامها لمواجهة نفوذ منافسها الهندي في افغانستان. لكن اسلام اباد اكدت اخيرا ان اعداء كابول باتوا اعداءها.

وقال المصدر الدبلوماسي الغربي ان “الرئيس غني يحاول المباشرة بعملية سلام والبدء بمحادثات … لذلك يقر بأنه سيكون من المهم اقامة علاقة جديدة مع باكستان وتمتين الصلات مع الصين والسعودية والامارات”.

من جهة اخرى، يشكل الدور المتزايد للصين في عملية السلام، واحدا من المعطيات الجديدة ايضا. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال فيصل “نرحب بدعم الصين”، لكنه لم يؤكد اجراء اتصالات بين بكين وطالبان كما ذكرت الصحف.

وقال مسؤول باكستاني طلب التكتم على هويته ان اتصالات اجريت اخيرا في باكستان بين الحكومة الافغانية وطالبان الافغان. ووافق الطرفان على “تشكيل لجان ستلتقي لمناقشة الخطوات التي يتعين القيام بها”.

واذا كان الطرفان اجريا اتصالات، فانهما لم يجريا اي مفاوضات كما اكد وزير الخارجية الافغاني صلاح الدين رباني الاربعاء. وقال في البرلمان “نأمل في ان نبدأ المفاوضات في المستقبل، لكن المفاوضات لم تبدأ حتى اليوم”.

واكد ايضا ان الحكومة “لن تقوم بتسوية حول الانجازات التي تحققت في السنوات الثلاث عشرة الماضية”، وخصوصا على صعيد حقوق المرأة.

من جانبها، تواصل حركة طالبان عبر المتحدث الرسمي باسمها، طرح شروطها ومنها انسحاب الجنود الاجانب من الاراضي الافغانية مقدمة لأي تفاوض.

وبالاضافة الى محادثات السلام، سيطرح ايضا في واشنطن موضوع الجدول الزمني لانسحاب القوات الاميركية من افغانستان.

وبعيدا من الاعلام، يدعو عدد من المسؤولين الافغان الى بقاء قوات اميركية بعد 2016، الموعد المحدد للانسحاب الكامل للقوات الاميركية. وقد اعلنت واشنطن هذا الاسبوع انها ستبطىء وتيرة انسحابها من افغانستان هذه السنة.

وستتم ايضا مناقشة وجود تنظيم الدولة الاسلامية في افغانستان، الذي يشكل موضوع قلق للسلطات المحلية التي سبق ان واجهت تمرد طالبان.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية