مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المعارضة الفنزويلية تتظاهر مجددا وسط مخاوف من عودة المواجهات

انصار المعارضة الفنزويلية يشتبكون مع شرطة مكافحة الشغب في كراكاس، في 26 نيسان/ابريل 2017 afp_tickers

أقامت قوات الامن الفنزويلية الاربعاء حواجز على مداخل العاصمة كراكاس قبل تظاهرة جديدة للمعارضة التي تواصل حشدها من اجل اجراء انتخابات مبكرة رغم اعمال العنف التي خلفت نحو ثلاثين قتيلا في قرابة شهر.

ومنذ الساعات الاولى من النهار سدت قوات من الشرطة والجيش مجهزة بمعدات مكافحة الشغب، مداخل العاصمة في حين اغلقت كافة محطات المترو ما تسبب في ازدحامات مرورية في المدينة.

وتحاول المعارضة استغلال موجة الاحتجاجات التي ستطوي الشهر في الاول من ايار/مايو، للوصول الى قلب العاصمة والى التظاهر امام مكتب الهيئة المكلفة الدفاع عن حقوق الانسان في فنزويلا.

وقال المرشح السابق الذي هزم في الانتخابات الرئاسية انريكي كابريلس واحد زعماء المعارضة “سنقاوم ولن نستسلم” متهما الحكومة بممارسة “قمع وحشي” ضد المتظاهرين.

في المقابل دعت الحكومة “الشباب الثوري” الى تنظيم مسيرة باتجاه القصر الرئاسي “للدفاع عن السلم”، بحسب ما افاد الحزب الاشتراكي الحاكم.

وقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مساء الثلاثاء “سنهزم العنف والانقلاب”.

انتهت محاولات سابقة للوصول إلى وسط العاصمة بصدامات بين شرطة مكافحة الشغب ومتظاهرين مسلحين بالحجارة.

وشهدت غالبية التظاهرات اعمال عنف ونهب وصدامات بين المتظاهرين وقوات الامن. وتقول المعارضة انه اضافة الى ذلك هناك عنف تمارسه عناصر مدنية مسلحة موالية للسلطات.

وقتل 26 شخصا حتى الآن في أعمال العنف التي تخللت الاحتجاجات، وفقا للنائب العام لويزا اورتيغا غير ان مادورو قال في خطاب ألقاه مساء الثلاثاء، أن عدد القتلى وصل إلى 29. واضاف انه اصيب 437 شخصا بجروح في هذه المواجهات في حين تم توقيف 1289 آخرين.

وبين الموقوفين 14 صحافيا، وفقا لما أعلنته نقابتهم الثلاثاء، والتي وصفت العدد بأنه “مقلق”. وأضافت أن أكثر من مئة صحافي تعرضوا لاعتداءات أثناء تغطيتهم التظاهرات متهمة الحرس الوطني بـ”مضايقة وضرب وترهيب” الاعلاميين.

-ضغط دولي-

تعمقت الأزمة في أواخر آذار/مارس اثر قرار المحكمة العليا تولي صلاحيات البرلمان الذي يعد الذراع الوحيدة للسلطة الذي لا يسيطر عليه مادورو وحلفائه.

وبعد 48 ساعة تراجعت المحكمة جزئيا عن قرارها بعد تعرضها لانتقادات دولية واتهامات من المعارضة بتنفيذ “انقلاب” على البرلمان.

ويشهد هذا البلد الغني بالنفط الذي تأثرت عائداته بسبب تراجع سعر الخام، نقصا في المواد الغذائية والادوية.

ودعا الرئيس الفنزويلي المعارضة الى استئناف الحوار المجمد منذ كانون الاول/ديسمبر 2016 ودعا البابا فرنسيس الى “مواكبة” هذه المباحثات. وكانت وساطة برعاية البابا فشلت العام الماضي.

وقال كابريلس “الحوار الوحيد الذي يريده الفنزويليون هو اجراء انتخابات حرة وديموقراطية والتصويت”.

ويبقى الضغط الدولي قويا ووصفت منظمة الدول الاميركية رئيس فنزويلا بانه “دكتاتور” وستجتمع الاربعاء بواشنطن لبحث امكانية عقد قمة مصغرة لوزراء خارجية المنطقة حول الوضع في فنزويلا.

وهددت وزيرة خارجية فنزويلا ديلسي رودريغيز مساء الثلاثاء بخروج بلدها من عضوية المنظمة في حال عقد هذا الاجتماع.

وتدعو 11 دولة اميركية لاتينية وواشنطن الى تنظيم انتخابات مبكرة.

وقال المحلل كارلوس راوول هيرمانديز لفرانس برس “هناك ضغط قوي جدا من المجتمع الدولي من اجل مفاوضات سياسية للمعارضة مع الحكومة. لكنه لا يمكنها ان تفرض شروطها. لا اعتقد انه من الممكن التوصل الى انتخابات عامة” مبكرة.

وخلفت موجة تظاهرات في 2014 بحسب ارقام رسمية 43 قتيلا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية