مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المعارضة في فنزويلا تدعو الى تظاهرات جديدة الخميس

الاف المتظاهرين المعارضين للرئيس نيكولاس مادورو، الاربعاء 19 نيسان/ابريل 2017 في كراكاس afp_tickers

دعت المعارضة الفنزويلية الى تظاهرات جديدة ضد الرئيس نيكولاس مادورو الخميس، غداة تجمعات كبيرة قتل خلالها ثلاثة اشخاص واعتقل نحو ثلاثين آخرين.

واستمرت الليلة الماضية الاضطرابات المتقطعة في بعض احياء كراكاس ومدن اخرى مع عمليات نهب لمخابز ومتاجر.

ونددت الحكومة الفنزويلية ب “تدخل” الولايات المتحدة بعد تصريحات وزير خارجيتها ريكس تيلرسون التي اعتبر فيها ان السلطات الفنزويلية “تنتهك دستور البلاد”.

وعبر تيلرسون ايضا عن “قلقه” ازاء الوضع في فنزويلا حيث قتل ثمانية اشخاص خلال ثلاثة اسابيع من الاحتجاجات.

وقال وزير الخارجية الفنزويلي ديلسي رودريغيز في تغريدة “العالم وفنزويلا قلقان جدا من القنابل الاخيرة التي القتها الولايات المتحدة على سوريا وافغانستان”.

وكان انريكي كابريليس احد زعماء المعارضة قال في مؤتمر صحافي لتحالف “طاولة الوحدة الديموقراطية” مساء الاربعاء “غدا في الموعد نفسه ندعو الشعب الفنزويلي باكمله الى التعبئة”.

وخلال ثلاثة اسابيع قتل ثمانية متظاهرين واوقف اكثر من 500 شخص، حسب المنظمة غير الحكومية “فورو بينال” في هذا البلد الذي يشهد ازمة سياسية واقتصادية خطيرة وتطالب المعارضة اليمينية التي تشكل اغلبية في برلمانها منذ نهاية 2015، بالرحيل المبكر للرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو.

ونزل مئات الآلاف من المعارضين الى شوارع كراكاس والعديد من المدن الاخرى الاربعاء.

-“لا طعام في البراد”-

توفي فتى في السابعة عشرة من العمر متأثرا بجروح في الرأس اصيب بها عندما اطلق مجهولون على دراجة نارية النار في تجمع للمعارضين في سان برناردينو بشمال غرب كراكاس، كما قال اماديو ليفا مدير المستشفى الذي نقل اليه الشاب.

وقال مصدر في النيابة العامة طلب عدم كشف هويته ان شابة في الثالثة والعشرين “اصيبت برصاصة في الرأس” في سان كريستوبال بغرب فنزويلا. واوضحت منظمة “بروفيا” غير الحكومية انها سقطت “في اطار التظاهرات”.

وذكر شهود ان منفذي هذه الهجمات هم في الحالتين من مجموعات المدنيين الذين سلحتهم الحكومة، كما تقول المعارضة.

ومساء الاربعاء، اعلن احد كبار المسؤولين في السلطة ان عسكريا ينتمي الى الحرس الوطني في فنزويلا قتل بايدي متظاهرين من المعارضة.

وقال ديوسدادو كابيلو ان المتظاهرين “+السلميين+ اغتالوا للتو احد عناصر الحرس الوطني في سان انطونيو دي لوس التوس”، متهما المعارضة بقتل الجندي في المنطقة المتاجمة للعاصمة كراكاس.

واكدت النيابة لوكالة فرانس برس مقتل العسكري. ولم يوضح كابيلو ملابسات مقتل الجندي لكنه اتهم زعيم المعارضة انريكي طابريليس وانصاره. وقال “عليهم ان يكونوا متأكدين من انه سيتم احقاق العدل”.

وخلال النهار وفي اجواء من التوتر الشديد اغلقت قوات من الشرطة والجيش مداخل العاصمة. وقد تصدت للمتظاهرين بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. ورد المتظاهرون برشق قوات الامن بالحجارة والزجاجات الحارقة.

وقالت المتظاهرة اينغريد شاكون (54 عاما) وهي تعمل سكرتيرة وكانت ترفع علم فنزويلا “يجب الخروج من هذه الديكتاتورية. تعبنا نريد انتخابات ونريد ان يرحل مادورو من السلطة لانه دمر البلاد”.

وقال جان توفار (32 عاما) وهو يحمل حجارة في يديه “ليس لدينا طعام في البراد. لدي طفل عمره عامان وانا عاطل عن العمل، كل هذا بسبب مادورو”.

في العاصمة وعلى بعد بضعة امتار فقد عن خصومهم، تظاهر مؤيدو الرئيس مادورو الذين احرق بعضهم العلم الاميركي.

واغلقت العديد من المحلات التجارية ابوابها ومحطات المترو في كراكاس.

وقالت محطتا ايل تيومبو (كولومبيا) وتودو نوتيساس )الارجنتين) انه تم قطع بثهما في فنزويلا اثناء تظاهرات الاربعاء.

– ضغط دولي –

تفاقم التوتر فجأة مساء الثلاثاء مع اعلان الرئيس مادورو تفعيل “خطة زامورا” من اجل “دحر الانقلاب وتصاعد اعمال العنف”.

وقد اعلن الاربعاء توقيف ثلاثين شخصا متهمين بالتسبب باعمال عنف خلال التظاهرات واكد انه بفضل خطته الدفاعية “يجري القضاء على الانقلاب الارهابي” الذي دبرته الولايات المتحدة على حد قوله.

من جهته، اتهم ممثل فنزويلا في منظمة الدول الاميركية التي تتخذ من واشنطن مقرا لها صموئيل مونكادا، واشنطن بتدبير “انقلاب” في بلده. وقال في اجتماع للمجلس الدائم للمنظمة ان “حكومة الولايات المتحدة هي التي تقود الانقلاب حاليا”.

لكن ممثل الولايات المتحدة الموقت كيفن ساليفان نفى هذه “الادعاءات التي لا اساس لها وغير العقلانية لممثل فنزويلا بشأن دعمنا لانقلاب في فنزويلا ولتظاهرات عنيفة”. وقال “ليس هناك اي شىء ابعد من ذلك عن الواقع”.

وبدأت موجة الاحتجاجات هذه في الاول من نيسان/ابريل بقرار للمحكمة العليا المعروفة بقربها من مادورو، تولي صلاحيات البرلمان مما أثار موجة احتجاج دبلوماسي دفعها الى التراجع عن قرارها بعد 48 ساعة.ورأت المعارضة انها محاولة انقلابية.

ويشكل أي استحقاق انتخابي تهديدا لمادورو الذي يتمنى 70% من الفنزويليين رحيله من السلطة، في ظل أزمة اقتصادية خانقة أفرغت المتاجر وضاعفت التضخم الذي سيصل إلى 720,5% في نهاية العام 2017 بحسب توقعات صندوق النقد الدولي.

لكن مادورو اكد الاربعاء انه يأمل في تنظيم انتخابات “قريبا” وذلك “ليكسب المعركة” نهائيا مع المعارضة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية