مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الملك سلمان في مصر تاكيدا للدعم السعودي للسيسي

صورة نشرتها الرئاسة المصرية للرئيس عبد الفتاح السيسي مستقبلا الملك سلمان بن عبد العزيز امام حرس الشرف في القاهرة في 7 نيسان/ابريل 2016 afp_tickers

وصل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بعد ظهر الخميس الى القاهرة في زيارة تؤكد الدعم الكبير للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتشهد توقيع عدد من اتفاقيات الاستثمار التي يحتاجها الاقتصاد المصري المتداعي.

والزيارة التي تستغرق خمسة ايام هي الاولى التي يقوم بها العاهل السعودي الى مصر منذ توليه السلطة مطلع العام الماضي.

والسعودية اكبر داعم للرئيس السيسي قائد الجيش السابق الذي قاد عملية الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو 2013، خصوصا انها قدمت مساعدات اقتصادية كبيرة لمصر منذ ذلك الوقت.

وضخت الرياض مليارات الدولارات في صورة استثمارات ومساعدات لتحفيز الاقتصاد، ومن المنتظر ان يوقع الزعيمان المزيد من الاتفاقيات الجمعة بقيمة 1،7 مليار دولار.

واظهر البث المباشر للتلفزيون المصري استقبال السيسي لسلمان في مطار القاهرة.

وتوجه الزعيمان الى قصر الاتحادية الرئاسي حيث اقيمت مراسم استقبال رسمية اطلقت فيها المدفعية 21 طلقة ترحيبا اعقبها جلسة مباحثات ثنائية بين الزعيمين.

وافادت الرئاسة المصرية في بيان عقب اللقاء ان الزعيمين اكدا “حرصهما على أن تُشكل هذه الزيارة نقلة نوعية في العلاقات” بين البلدين”.

وقال مسؤول مصري طلب عدم ذكر اسمه ان 24 اتفاقية ومذكرة تفاهم سيتم توقيعها خلال هذه الزيارة بينها 14 سيشهد توقيعها السيسي والعاهل السعودي وقيمتها 1،7 مليار دولار منها 1,5 مليار دولار لتمويل مشروعات في سيناء.

ويعتبر هذا استثمار نادر حاليا في شبه الجزيرة التي يضرب شمالها هجمات دامية يشنها الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية.

ويعاني الاقتصادي المصري بشدة بسبب تراجع عائدات السياحة وانحسار الاستثمار الاجنبي منذ اطاحة الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك في شباط/فبراير 2011.

-مواقف مشرفة للملك-

وفي بيان عشية وصوله، قالت الرئاسة المصرية ان القاهرة “لن تنسي لجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز مواقفه المقدرة والمشرفة إزاء مصر وشعبها”.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف في البيان ان الزيارة “تشهد ترحيبا كبيرا من جانب مصر قيادة وحكومة وشعبا”.

واولى الاعلام المصري الحكومي والخاص اهمية كبيرة للزيارة، ورحب التليفزيون الرسمي بالعاهل السعودي في “بلده الثاني”.

وافاد الاعلام المحلي ان الملك سلمان سيزور مقر البرلمان الاحد المقبل حيث من المتوقع ان يلقي خطابا.

واضاف البيان ان “توقيت الزيارة يتزامن مع تعرض المنطقة لتحديات كبيرة في ضوء ما يمر به عدد من الدول العربية من اضطرابات وما تواجهه من ازمات، ما يؤكد أهمية مواصلة التعاون والتنسيق المكثف” بين مصر والسعودية حول “الملفات الاقليمية”.

وكانت السعودية تعهدت في كانون الاول/ديسمبر الفائت بزيادة استثماراتها في مصر الى اكثر من ثمانية مليارات دولار، فضلا عن المساهمة بتوفير حاجتها من النفط لخمس سنوات.

وفي آذار/مارس 2015، اعلنت السعودية والكويت والامارات تقديم اربعة مليارات دولار كمساعدات لمصر خلال مؤتمر لدعم الاقتصاد المصري.

سياسيا، صنفت الرياض جماعة الاخوان المسلمين “جماعة ارهابية” بعد اشهر قليلة من اعلان مماثل للقاهرة بحق الجماعة التي تشن الحكومة المصرية ضدها حملة قمع واسعة.

– تحالف سياسي وعسكري-

وتاتي الزيارة بعد اشهر من تقارير اعلامية عن توتر العلاقات بين الرياض والقاهرة التي احجمت عن المشاركة بقوات برية في الحرب التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين الذين تدعمهم ايران.

واعلنت مصر انها ستدعم السعودية بقوات برية اذا كان ذلك ضروريا، لكن ذلك لم يحدث حتى اللحظة ربما لخشيتها من التورط اكثر في اليمن الذي يحمل ذكريات سيئة للجيش المصري، حسب ما يرى مراقبون.

الا ان العلاقات الوثيقة بين السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تدعم بلاده عسكريا الرئيس بشار الاسد ضد المعارضة المدعومة من السعودية، اثارت حساسيات بين البلدين، بحسب التقارير.

وتقول استاذة العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في القاهرة نهى بكر لوكالة فرانس برس ان زيارة العاهل السعودي للقاهرة “تعد تاكيدا لاستمرار الدعم السعودي في صورته السياسية والاقتصادية ووجود توافق رغم وجود بعض الخلافات”.

واضافت بكر “هناك خلافات بسيطة فيما يتعلق برؤى السياسة الخارجية في ملف سوريا وملف حرب اليمن التي شارك فيها الجيش المصري بشكل محدود خلافا لرغبة الرياض”.

وتشارك مصر في التحالف العربي الذي تقوده الرياض ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح منذ تأسيسه في اذار/مارس 2015 بقوات جوية وبحرية.

وتتبنى القاهرة والرياض مواقف متقاربة عموما من الملفات والنزاعات الاقليمية.

وايدت مصر في اذار/مارس الماضي قرارا اصدرته الجامعة العربية بتصنيف حزب الله اللبناني تنظيما “ارهابيا” بعد قرار مماثل اتخذه مجلس التعاون الخليجي.

وعشية وصول العاهل السعودي للقاهرة، اوقفت الشركة المصرية للاقمار الاصطناعية “نايل سات” الاربعاء بث قناة “المنار” التابعة لحزب الله اللبناني، بحجة بثها برامج “تثير النعرات الطائفية”.

ويأتي ذلك في وقت تشهد العلاقات اللبنانية السعودية فتورا متناميا بسبب غضب الرياض من نفوذ حزب الله المدعوم من ايران.

وتحمل السعودية حزب الله مسؤولية “مصادرة” القرار اللبناني وامتناع لبنان عن دعم الموقف السعودي في محافل عربية واسلامية ضد ايران.

وسحبت السعودية مؤخرا هبة عسكرية للبنان ردا على هذه المواقف.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية