مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الملياردير الصيني غوو وينغي مصمم على “تغيير النظام” في بلاده

الملياردير الصيني غوو وينغي الذي طلب اللجوء السياسي الى الولايات المتحدة، في شقته بنيويورك في 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 afp_tickers

تحول الملياردير الصيني غوو وينغي الذي يعد من شقته الفخمة في نيويورك ببذل كل جهده لجعل النظام الصيني ديموقراطيا، خلال اشهر الى واحد من اشرس منتقدي بكين ويؤكد تصميمه اليوم اكثر من اي وقت مضى، على كشف عيوبها.

وبعد رحلات استمرت سنتين، استقر قطب العقارات في نيسان/ابريل الماضي في نيويورك في جناح في الطابق الثامن عشر من فندق يطل على حديقة سنترال بارك، وينتظر مع زوجته طلبا للجوء السياسي قدمه في ايلول/سبتمبر.

وقال غوو لوكالة فرانس برس “اريد ان احاول الوصول الى دولة قانون، الى الديموقراطية، الى الحرية، انه هدفي النهائي، تغيير النظام”، مؤكدا انه يريد تحقيق هذا الهدف “خلال ثلاث سنوات” اذا كان ذلك ممكنا،

ووقف غوو بلباسه الاسود وهو يحمل كلبه الصغير سنو على شرفة شقته ثم توجه الى مكتبه الذي علق فيه صورة له مع الدالاي لاما الزعيم الروحي لبوذيي التيبت.

ويتحدث هذا البوذي غوو الذي يقول انه يبلغ السابعة والاربعين رغم شكوك في تاريخ ولادته خلال الثورة الثقافية، باللغة الانكليزية عندما يتعلق الامر بالديموقراطية. وفي غير هذه القضية يتكلم بالصينية على ان يرافقه مترجم.

والاثرياء الصينيون الذين اختاروا معارضة النظام قليلون. لكن غوو وينغي الذي صودرت املاكه وسجن اثنان من اخوته وكثير من موظفيه السابقين منذ مغادرته الصين صيف 2014، انضج مشروعه منذ 28 عاما.

وقال انه بعد تظاهرات ساحة تيان انمين في 1989 “قتل اخي الاصغر امامي”. واضاف “انا نفسي اوقفت وتعرضت لتهديدات بالموت 22 شهرا”.

– لا احد يستطيع ان يوقفني –

وقرار “الكفاح ضد هذا النظام اللاانساني والمعادي للديموقراطية وغير الشرعي”، اتخذه عندما كان في السجن.

ويشكك البعض في مصداقية الرجل الثري الفخور بطائراته الخاصة، في اتهامات الفساد التي يوجهها الى رأس الدولة الصينية. لكنه ينفي كل الاتهامات التي وجهت اليه باختلاس اموال في الصين، مؤكدا ان دوافعه صادقة.

وقال “لماذا سافعل ذلك؟ املك يختا وعائلة رائعة وشققا في نيويورك ولندن (…) انني بوذي واريد ان اكون خيرا للآخرين. اريد تغيير هذا النظام الشرير”. وتابع ان “رجال الاعمال الصينيين الناجحين امامهم احد خيارين: اما مغادرة البلاد او الانتظار لتتم تصفيتهم”.

واختار هو الهجوم المضاد ليغرق منذ اشهر وسائل التواصل الاجتماعي باتهامات فساد يوجهها الى النخبة في الصين الشعبية.

واشار الى ان حسابه على موقع تويتر الذي يتابعه نحو 480 الف شخص، تعرض للتعطيل مرات عدة منذ انعقاد مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني في تشرين الاول/اكتوبر. ويستعد الآن لاطلاق “منصة اعلامية” يفترض ان تعرض مساوىء النظام الصيني بحلول نهاية كانون الاول/ديسمبر.

وقال “لا يمكن لاحد ان يوقفني، لدي مال كثير لتحقيق ذلك”. واشار الى انه تحدث عن مشروعه الى المستشار السابق للرئيس الاميركي دونالد ترامب، ستيف بانون الذي تحول موقعه الالكتروني “برايتبرت نيوز” الى مرجع لليمين المتطرف الاميركي.

واكد انه التقى “عشر مرات” ستيف بانون الذي يعتقد ان واشنطن وبكين تتواجهان حاليا في “حرب اقتصادية”.

ويرى الملياردير الصيني ان بانون هو “احد افضل الخبراء الذين اعرفهم في السياسة الدولية، احد الغربيين النادرين الذين يفهمون آسيا فعلا”.

– لا ترامب صينيا –

يرى غوو “نقاطا جيدة كثيرة” في ترامب، ويرتاد نادي الغولف الذي يملكه قطب العقارات الاميركي في مارا لاغو بولاية فلوريدا، لكنه ينتقد سياسته الصينية. وقال انه “يفرط في التركيز على الفوائد التي سيجنيها (…) ولا يكترث بالفوائد التي تعود على منافسه”.

وتابع ان المسؤولين الصينيين الذين يريدون توقيفه بمذكرة من الشرطة الدولية وارسلوا عملاء لهم لزيارته ليس لديهم سوى هدف واحد هو “اسكاتي” و”ان اتوقف عن كشف المسؤولين الفاسدين”.

لكن هذا لا يمنعه من الحديث عن ميزات “انسانية” لدى الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي يتحدر من منطقة قريبة من مسقط رأسه.

وقال انه يعرف محيطه و”اسراره الخاصة” مثل “كرهه للباذنجان” الذي اضطر لتناول كميات كبيرة منه خلال الثورة الثقافية.

ومع ان السلطة تفسد حتما على قوله، اكد غوو ان شي “رجل طيب”، معتبرا ان لديه “فرصة بنسبة 50 بالمئة” لنقل الصين الى نظام مشابه لنظام سنغافورة اي “دولة قانون مع حزب واحد نواياه حسنة حيال الغرب”.

بانتظار ذلك، يبقى الملياردير الصيني على اتصال مع والديه المسنين في بكين وممتلكاته في جميع انحاء العالم عن طريق عشرات الكاميرات التي يراقبها عبر لوحه الالكتروني.

وحتى اذا تمكن من تغيير الصين، يؤكد الرجل الذي يعتز بانه شيد فيها “اجمل المباني”، انه لا يطمح لان يصبح يوما ما “ترامب الصيني”.

وقال “احب الحرية والسفر والتمتع بالحياة”. واضاف “افضل الموت على العمل السياسي”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية