مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المنافسة بين ترامب وكلينتون معركة بين نيويوركيين

كلينتون تتحدث خلال حفل خيري حول التنظيم الاسري في واشنطن 10 يونيو 2016 afp_tickers

قد يكون الامر المؤكد الوحيد في المنافسة بين الديموقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب هو وصول نيويوركي الى سدة الرئاسة للمرة الاولى منذ الحرب العالمية الثانية.

ففي 20 كانون الثاني/يناير 2017، سيقسم احدهما اليمين ليصبح الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة: اما ابنة المدينة بالتبني التي مثلتها مرتين في مجلس الشيوخ او رجل الاعمال الثري في مانهاتن.

وللمرة الاولى منذ 72 عاما، يتواجه مرشحان من نيويورك في انتخابات عامة منذ فوز فرانكلين روزفلت على حاكم المدينة الجمهوري توماس ديوي في 1944.

وكلينتون وترامب شخصيتان مختلفتان جدا كانت تربط بينهما علاقات اجتماعية من قبل لكنهما عدوان سياسيان حاليا. لكنهما قادمان من مكان واحد في هذا البلد الذي يضم اربعة مناطق توقيت.

وقد يكون احد اسباب ذلك قوة الجذب التي تتمتع بها نيويورك.

وقالت شارين اوهالوران استاذة الاقتصاد السياسي والدولي والعلاقات العامة في جامعة كولومبيا ان “نيويورك تجذب الاشخاص الجريئين جدا الذين يتمتعون بكفاءة عالية واداء عال”.

واكد ويل ليو (30 عاما) الذي يعمل في قطاع المال “في بعض الاحيان يجب ان تتمتع بصفات لا يملكها سوى النيويوركي”. واضاف “اعرف ان من ينجح هنا ينجح في كل مكان آخر”.

– تأييد لكلينتون –

قد يكون السبب الآخر هو التنوع. فنيويورك اكبر مدينة في البلاد تحكى فيها اكثر من مئتي لغة و35 بالمئة من سكانها البالغ عددهم 8,55 ملايين نسمة، مولودون خارج الولايات المتحدة.

وتشكل كلينتون التي اطلقت حملتها التاريخية لتصبح اول امرأة تتولى قيادة القوات الاميركية من امام نصب فرانكلين روزفلت في نيويورك، نموذجا للنخبة الديموقراطية المثقفة في الولاية.

وانتخبت نيويورك كلينتون المولودة في ايلينوي ودرست المحاماة في آيفي ليغ، ممثلة لها في مجلس الشيوخ مرتين مما سمح لها بالخروج من ظل زوجها الذي اتاح لها ان تكون السيدة الاولى في البيت الابيض والسيدة الاولى في اركنسو قبل ذلك.

اما ترامب، فقد جاء من قطع العقارات العالمي في مانهاتن ويعد من المشاهير ومقدم احد برامج تلفزيون الواقع في الماضي. وقد احتلت قضايا طلاقه الصاخبة وآرائه عناوين الصحف الصفراء.

ويمكن اعتبار ترامب ليبراليا الى حد في القضايا الاجتماعية ومحافظا في المسائل الاقتصادية، كما قالت اوهالوران.

لكن بينما تتمتع كلينتون بتأييد ناخبين في نيويورك، لا يلقى ترامب هذا الدعم. فناطحات السحاب التي يملكها في مانهاتن تزين نيويورك لكنه خسر الانتخابات التمهيدية للجمهوريين في مانهاتن امام خصمه المعتدل جون كاسيك.

وبدلا من ذلك، يتحدث الى البيض من الطبقة العاملة من الجمهوريين الذين يشعرون باستياء كبير. وهو يتمتع بالتأييد في بعض الاحياء لكن نيويورك بشكل عام ديموقراطية منذ حوالى ثلاثين عاما.

– صدفة –

عدد الناخبين الديموقراطيين المسجلين في نيويورك اكبر بمرتين من عدد الجمهوريين لكنها تضم مناطق محافظة تمنع اي ديموقراطي متطرف من الفوز، وهذا ما ساعد كلينتون على صقل قدراتها الانتخابية.

وقالت اوهالوران لوكالة فرانس برس “لكسب موقع في السياسة في ولاية نيويورك يجب ان تكون قادرا على تجاوز الخطوط لتحقيق الفوز وهذا تمرين مهم لمرشح رئاسي محتمل”.

على الصعيد الوطني، تشكل نيويورك مصدرا مهما للتبرعات للحملات السياسية وهي مؤثرة جدا بصفتها مقرا لوسائل الاعلام الليبرالية.

وفي حال تقدم ترامب وحقق ما لم يكن احد يتصوره بفوزه في الانتخابات في الثامن من تشرين الثاني/يناير، فسيكون اول رئيس مولود في نيويورك منذ تولي تيودور روزفلت السلطة في 1901.

وكان تيودور روزفلت الذي يحمل احد احفاد ترامب اسمه الاول، ثريا ايضا وعرف بحبه للحياة. واذا انتخب ترامب فسيكون اكبر الرؤساء سنا عند انتخابه، بينما كان تيودور روزفلت حينذاك الاصغر سنا.

ورأى ستيفن هيس من معهد بروكينغز ان مدينة كلينتون وترامب ستختار احدهما “لكن هذا لا يعني اي شئ”. واضاف لفرانس برس ان الاهم هو ان كلينتون هي اول سيدة ترشح عن حزب كبير وترامب هو مرشح غير عادي لحزب، ولا يتمتع باية خلفية سياسية.

واضاف “انهما مرشحان غير عاديين وكونهما قادمين من نيويورك هو شبه صدفة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية