مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المهاجرون يسلكون طريق اسبانيا مجددا رغم المخاطر

لاجىء مغربي يشرب الماء من رفيق له في مرفأ برباط في اسبانيا بعد انقاذهما في مضيق جبل طارق قبال سواحل اسبانيا في 7 تموز/يوليو 2017 afp_tickers

عاود آلاف المهاجرين الراغبين في بلوغ أوروبا سلوك طريق البحر في رحلة لا تخلو من المآسي باتجاه اسبانيا حيث ازداد عدد الواصلين مرتين منذ بداية السنة ولاسيما بسبب الوضع في ليبيا.

منذ الأربعاء وصلت ثمانية مراكب تنقل 380 شخصا تم انقاذهم قبالة الأندلس جنوب اسبانيا في بحر البوران في المتوسط بين المغرب واسبانيا.

وقال المتحدث باسم جمعية مكافحة العنصرية (SOS Racism) في اسبانيا ميكيل اراغواس “نحن قلقون لأننا نحصي أعدادا لم نشهد لها مثيلا منذ سنوات. وهذه منطقة خطرة توجد فيها تيارات بحرية قوية جدا”.

في مطلع الأسبوع انقلب قارب مطاطي يقل 52 مهاجرا بسبب الموج فلم ينج سوى ثلاثة منهم فيما غرق الباقون. وقالت المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة إنها “اسوأ مأساة في منطقة المتوسط الاسبانية منذ عشر سنوات”.

وبين كانون الثاني/يناير ونهاية حزيران/يونيو، أنقذ أكثر من 6400 شخص في البحر بين المغرب والجزائر واسبانيا، وفق منظمة الهجرة الدولية، في حين تم طيلة سنة 2016 انقاذ 8100 مهاجر.

يأتي القسم الأكبر من الرجال والنساء والأطفال الذين يعبرون البحر من غينيا وغامبيا وساحل العاج والكاميرون وبوركينا فاسو هربا من أوضاع سياسية واقتصادية سيئة ويسلكون طريقا مختلفا عن الطريق التي تمر عبر النيجر وليبيا ومنها إلى إيطاليا.

فالطرق تتغير من سنة إلى أخرى، من الشرق إلى الغرب: بعد إغلاق “طريق البلقان” في آذار/مارس 2016 مرورا بمقدونيا وصربيا والمجر ومن ثم النمسا، بات المهاجرون يعبرون عبر ليبيا وإيطاليا.

– سجون ليبية –

ولكن بعضهم يعرفون المخاطر والصعوبات التي يواجهونها مع تشديد القيود على طرق الهجرة، وفق هيلينا ماليون غارثون من جمعية مساعدة المهاجرين “كاميناندو فرونتيراس”.

وتكثر الروايات المفجعة التي يرويها المهاجرون الذين يصلون إلى ليبيا الغارقة في الفوضى منذ سقوط معمر القذافي في 2011.

ونقلت منظمة الهجرة الدولية عن مهاجرين روايات عن بيعهم في “أسواق للعبيد”. وتحدثت المفوضية السامية للاجئين عن ظروف حياتية “مروعة” في نحو أربعين مركز احتجاز للمهاجرين. وقالت منظمة العفو الدولية أنهم يتعرضون للاعتقال والتعذيب.

بعدها بات كثيرون يفضلون المرور عبر الجزائر أو المغرب لعبور المتوسط إلى اسبانيا.

وهكذا يسلكون طريقا أقصر وأقل كلفة.

وقال اندرس غارثيا لوركا، نائب محافظ المرية في جنوب اسبانيا “انخفضت الأسعار وهي بحوالي 900 يورو للشخص بدلا من 1500 و2000 يورو في 2016. ومقابل المبلغ نفسه يحظون بثلاث محاولات لبلوغ اسبانيا”.

في المقابل تراجعت الرقابة على حركة العبور من المغرب وفق ميكيل اراغواس حتى وأن كانت منظمة فرونتكس الأوروبية تؤكد أنها لم تلحظ “اي تغيير في المراقبة على الحدود” المغربية.

ويضاف إلى الأفارقة الذين يتجنبون ليبيا المغاربة القادمون من منطقة الريف في الشمال والتي تشهد حراكا شعبيا للمطالبة بتنمية المنطقة المهمشة وتشهد اعتقالات وصدامات مع قوات الأمن.

وتقول هيلينا مالينو، “جاء عدد كبير من المهاجرين القادمين من الريف في حزيران/يونيو، لم نحص هذا العدد الكبير من المغاربة منذ سنوات التسعينات”.

لكن عدد الواصلين لا يزال أدنى ممن يتدفقون على إيطاليا التي سجلت وصول 85 ألف شخص منذ بداية السنة.

وتقترب اسبانيا من اليونان حيث أحصت منظمة الهجرة الدولية وصول أكثر من 9 آلاف مهاجر من أصل أكثر من 100 ألف في الاجمال في المتوسط منذ بداية 2017.

ورغم غرق 2297 شخصا في البحر، لم تنجح هذه المخاطر في وقف المهاجرين.

وقالت رئيسة جمعية “أهلاً في الأندلس” (أندلوثيا اكوخي) ايلينا تاخويلو “لا بد أن ندرك بصورة عاجلة مدى خطورة الوضع. لا يمكنهم الاستمرار في اغلاق الأبواب”.

وقالت ماريا خيسوس فيغا المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين في اسبانيا إنه اذا لم يوفر الاتحاد الأوروبي “الحل، سيحقق المهربون وعصابات المافيا المزيد من المكاسب مستفيدين من يأس” المهاجرين.

ولم تعلق وزارة الداخلية الاسبانية لدى الاتصال بها.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية