مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المواجهات تتواصل في ناغورني قره باغ رغم وقف اطلاق النار

صورة نشرتها وزارة الدفاع في اقليم اذربيجان تظهر على ما يبدو حطام مروحية اسقطتها القوات الارمينية في ناغورني قره باغ في 2 نيسان/ابريل 2016 afp_tickers

تبادل الطرفان الاذربيجاني والارمني الاحد الاتهامات بمواصلة اطلاق النار، رغم اعلان باكو الاحد وقفا مشروطا لاطلاق النار من جانب واحد اثر معارك عنيفة مع القوات الارمينية في منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها.

واعلنت وزارة الدفاع الاذربيجانية في بيان ان باكو “قررت واظهارا منها للنوايا الحسنة، وقف الاعمال القتالية من جانب واحد”، لكنها حذرت من انها “ستحرر كافة الاراضي المحتلة” اذا لم “توقف” القوات الارمينية “استفزازاتها”. واعلن وجيف درغهلي المتحدث باسم الوزارة مساء الاحد لوكالة فرانس برس ان “الارمن يواصلون قصف المواقع الاذربيجانية من دون توقف”.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الارمينية ارتسرون هوفهانيسيان لوكالة فرانس برس ان “المعارك بالدبابات والمدفعية تتواصل ما دامت اذربيجان تكذب عندما تعلن انها اوقفت اطلاق النار”، ووصف اعلان باكو عن وقف لاطلاق النار من جانب واحد ب”الفخ”. كما اعلن ان اذربيجان “تواصل قصف جيش قره باغ والقرى الارمينية في الوقت نفسه”.

واعلن مصور لوكالة فرانس برس في مدينة ترتر الواقعة في منطقة خاضعة لاذربيجان على بعد عشرة كيلومترات من خط الجبهة انه سمع دوي قذائف مدفعية بشكل متقطع من الجانبين ظهر الاحد.

وقال دافيد بابايان المتحدث باسم “الرئاسة” في منطقة ناغورني قره باغ ان “معارك عنيفة تواصلت في القطاعين الجنوب الشرقي والشمال الشرقي لخط الجبهة”.

واعلنت سلطات ناغورني قره باغ المدعومة من ارمينيا انها “مستعدة لمناقشة اقتراح هدنة” شرط استعادة المواقع التي خسرتها خلال الاشتباكات التي اندلعت الجمعة والسبت.

الا ان اذربيجان اعلنت انها تعمل على “تعزيز” هذه المواقع الاستراتيجية التي قالت انها “حررتها” الجمعة والسبت في المنطقة الانفصالية التي يعتبرها المجتمع الدولي جزءا من اذربيجان.

وقتل 18 جنديا من القوات الارمينية و12 من القوات الاذربيجانية الجمعة والسبت خلال اعنف اشتباكات بين الطرفين منذ وقف اطلاق النار عام 1994 بين يريفان وباكو.

واعلن الرئيس الارميني سيرج سركيسيان مساء السبت في تصريح تلفزيوني ان 35 جنديا على الاقل اصيبوا ايضا بجروح، كما اعلنت وزارة الداخلية الاذربيجانية في بيان ان مدنيين اذربيجانيين قتلا واصيب عشرة اخرون بجروح خلال تبادل القصف المدفعي.

وقال مصور فرانس برس ان ثلاثة منازل دمرت نتيجة القصف في ترتر التي اجلي منها النساء والاطفال، كما شاهد مجموعة من الاشخاص يحملون نعشا لف بالعلم الاذربيجاني.

وكانت منطقة ناغورني قره باغ خاضعة لسلطة اذربيجان خلال الحقبة السوفياتية، الا انها انتقلت اوائل تسعينات القرن الماضي وبعد تفكك الاتحاد السوفياتي الى سلطة القوات الانفصالية الارمينية المدعومة من يريفان اثر حرب اوقعت ثلاثين الف قتيل ودفعت مئات الاف الاشخاص الى النزوح غالبيتهم من الاذربيجانيين.

وباتت اغلبية سكان منطقة ناغورني قره باغ حاليا من الارمن.

ورغم التوصل الى وقف لاطلاق النار عام 1994 لم يوقع اي اتفاق سلام. وبعد فترة من الهدوء النسبي عرفت منطقة ناغورني قره باغ خلال الاشهر القليلة الماضية توترا متصاعدا، ما دفع يريفان الى القول في نهاية كانون الاول/ديسمبر “اننا عدنا الى الحرب”.

-روسيا وتركيا وراء الكواليس-

ودعت روسيا والدول الغربية السبت الدولتين الى الهدوء وضبط النفس. وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ب”وقف فوري لاطلاق النار” فيما دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري الطرفين الى العودة الى طاولة التفاوض.

وخلال زيارة لواشنطن طالب الرئيس الاذربيجاني الهام علييف الاربعاء الماضي امام كيري ارمينيا بسحب قواتها من منطقة ناغورني قره باغ “على الفور ومن دون شروط”.

واعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاحد دعم تركيا لاذربيجان “حتى النهاية” قائلا انه “يصلي لكي ينتصر اخواننا الاذربيجانيون”.

اما ارمينيا المدعومة من روسيا التي تملك قاعدتين عسكريتين في هذا البلد، فاكدت انها مستعدة لمواجهة اي هجوم عليها من اذربيجان.

وقال المحلل في مؤسسة كارنيغي توماس دي وال ان “خطر اندلاع معارك خطيرة لم يكن يوما اعلى مما هو اليوم” مضيفا ان “اي عملية عسكرية في هذه المنطقة يمكن ان تؤدي الى تدهور يخرج الوضع عن السيطرة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية