مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الناخبون يختارون رؤساء بلدياتهم في فنزويلا والمعارضة تقاطع

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يتحدث خلال مؤتمر صحافي لوسائل اعلام دولية في القصر الرئاسي في كراكاس في 17 تشرين الاول/اكتوبر 2017 afp_tickers

دعي نحو عشرين مليون فنزويلي الإدلاء بأصواتهم لانتخاب رؤساء بلدياتهم الاحد في اقتراع يبدو الرئيس نيكولاس مادورو شبه واثق بالفوز فيه في مواجهة معارضة مشرذمة، قبل ان يخوض الانتخابات الرئاسية للفوز بولاية ثانية العام المقبل.

وفي غياب مشاركة ابرز احزاب المعارضة، فان الانتخابات البلدية هي بمثابة الاقتراع المهم الاخير قبل الانتخابات الرئاسية في 2018.

وكتب مادورو على تويتر “نحن اليوم ازاء الواجب المقدس بالتعبير عن رأينا عبر التصويت”.

في هذا البلد الذي يعاني من ازمة اقتصادية خانقة، كانت نسبة المشاركة ضعيفة في العاصمة وفي مدن اخرى مثل سان كريستوبال على الحدود مع كولومبيا، بحسب ما أفاد مراسلون لوكالة فرانس برس.

الا ان وزير الاتصالات هورهي رودريغز الذي يتولى ايضا ادارة حملة الحزب الاشتراكي الموحد في فنزويلا “بالنسبة الى المشاركة نحن على الطريق السليم”.

أما وزير الدفاع فقال ان عملية التصويت “تتم بشكل طبيعي تماما”.

وبدأ التصويت عند الساعة 06,00 (10,00 ت غ) ومن المتوقع ان تصدر النتائج الاولية بين الساعة 22,00 ومنتصف الليل (بين 02,00 و04,00 ت غ الاثنين).

ودعي نحو 20 مليون فنزويلي الى التصويت لانتخاب 335 رئيس بلدية لمدة اربع سنوات، ويتنافس 1568 على المناصب.

– معارضة منقسمة-

بعد ثلاثة اشهر من التظاهرات التي طالبت باستقالته، وقتل خلالها 125 شخصا، في هذا البلد النفطي الذي يشهد ازمة اقتصادية حادة بسبب تراجع اسعار النفط، ما زال رئيس الدولة الاشتراكي ثابتا وحتى في موقع اقوى على ما يبدو.

وفي مواجهته، تبدو المعارضة الممثلة في “تحالف الطاولة الديموقراطية” الذي يضم نحو ثلاثين حزبا، باهتة.

وبعد سنتين على انتصارها التاريخي في الانتخابات التشريعية والذي اتاح لها الفوز للمرة الاولى منذ 1999 بالاكثرية في البرلمان، تبدو المعارضة ممزقة بين تيارين يدعو احدهما الى الحوار بينما يريد الآخر اتباع خط اكثر تشددا.

وقد قررت احزاب قادة المعارضة الثلاثة انريكي كابريليس وليوبولدو لوبيز وهنري رامون الوب عدم تقديم مرشحين لانتخابات الاحد، منددين ب”غياب الضمانات” وخوفا من ان يتكرر سيناريو انتخابات الحكام التي جرت في تشرين الاول/اكتوبر وحقق فيها المعسكر الرئاسي فوزا كبيرا على الرغم من الاتهامات العديدة بالتزوير.

ولاحظت ريسا غريس-تارغو، من مؤسسة اوراسيا، ان مقاطعة الاحزاب الرئيسية الثلاثة في “تحالف الطاولة الديموقراطية” “سيضعف على الارجح معنويات القاعدة الانتخابية للمعارضة”.

واضافت ان ذلك “سيؤمن نجاحا جيدا للحكومة، ويؤدي بالتأكيد بعد عرض القوة خلال الانتخابات المناطقية في تشرين الاول/اكتوبر، الى تعزيز ثقة الرئيس مادورو بحظوظه بالتحكم في نتيجة الانتخابات العام المقبل”.

وتشكل هذه الانتخابات المحلية اختبارا للرئيس الذي انتخب في 2013 والمصمم على الترشح لولاية رئاسية ثانية في 2018 على الرغم من تراجع شعبيته الى نحو عشرين بالمئة فقط.

– إحباط-

في المعسكر المنافس لمادورو، يبدو الاحباط واضحا حيال هيمنة التشافيزية (تيمنا باسم الراحل هوغو تشافيز، الذي كان رئيسا من 1999 الى 2013) على كل المؤسسات تقريبا.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال نرفر هرتا، مصمم الغرافيك (38 عاما) “لا اريد أن اذهب وادلي بصوتي، لاني لا اصدق شفافية المجلس الوطني الانتخابي”.

وتعبيرا عن الإستياء العميق المتفشي، قال سائق سيارة الاجرة فيكتور توريس في ماكاريبو (شمال شرق) “ذهبت لشراء الموز في أحد الأيام. فكان سعره 1900 بوليفار في الصباح، و3000 بعد الظهر. لا يمكننا ان نعيش على هذا المنوال. رجال السياسة يخيبون آملي”.

ومن اصل 335 مدينة في البلاد، يتولى حزب مادورو 242 والمعارضة 76 فقط. اما بقية البلديات فيترأسها مستقلون.

وزادت الهزيمة الفادحة التي مني بها تحالف “طاولة الوحدة الديموقراطية” في انتخابات المناطق، من انقساماته: فقد انسحب منه عدد كبير من القادة البارزين، امثال ماريا كورينا ماشادو وكابريليس.

وقالت ماشادو ان المشاركة في الانتخابات تعني الاعتراف بشرعية الجمعية التأسيسية الواسعة الصلاحيات حتى انها تتجاوز البرلمان، المؤسسة الوحيدة التي تتولاها المعارضة، والمؤلفة بالكامل من انصار مادورو.

ويتعين على حكام المناطق ورؤساء البلديات، بعد انتخابهم، ان يقسموا يمين الولاء امام هذه الهيئة التي يرفضها قسم كبير من المجموعة الدولية.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قالت ماشادو “هذه ليست انتخابات، بل عملية منح” مناصب للموالين، مشيرة الى ان المشاركة في الانتخابات “خيانة”.

وتوقع الخبير السياسي لويس سلامنكا في تصريح لوكالة فرانس برس “انتصارا شبه مؤكد للحكومة، يترافق مع امتناع كبير عن التصويت”.

لكن آخرين يرفضون التنازل. واكد يون غويكوشيا، المرشح لبلدية أحد احياء كراكاس “سيحاولون ان يسرقوا منا التصويت، لكننا لن نقدمه لهم هدية”.

لكن التيار التشافيزي يحتفظ بقاعدة انتخابية صلبة، هي ثمرة “بنية زبائنية” فعالة، كما يقول عدد كبير من المحللين.

ولدى تسلمه قسيمة الميلاد التي تقول الحكومة انها توزعها على اربعة ملايين شخص، أقر ويليام لوغو (65 عاما) “على رغم كل شيء، ساعدني الرئيس، ولا يمكنني ان اكون ناكرا للجميل”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية