مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

النازحون المسلمون من حيهم في بانغي مصممون على التصويت آملين في حياة هادئة

ناخبون يسجلون للانتخابات في الحي الذي يسكنه المسلمون في بانغي 25 ديسمبر 2015 afp_tickers

“انه واجبنا سنذهب الى الانتخابات”، هذا ما يقوله محمد وحسين وكامارا وبشير واخرون باتوا بلا مأوى وبلا عمل في الملعب المغطى بالغبار في مدرسة كودوكو بالجيب المسلم في بانغي، مؤكدين تصميمهم على التصويت الاربعاء.

فقد وجد هؤلاء وهم سائقون وعمال ميكانيك او كهرباء او ايضا تجار، ملجأ في المسجد الكبير القريب من الحي المسلم بي كا-5 منذ تجدد اعمال العنف الطائفية في ايلول/سبتمبر وتشرين الاول/اكتوبر.

فمنازلهم الواقعة عند اطراف الاحياء المسيحية تعرضت للحرق والنهب مثل منازل المسيحيين في دوامة اعمال ثأرية ادت ايضا الى مقتل 61 شخصا واصابة اكثر من ثلاثمئة اخرين بجروح.

جاءوا السبت الى مركز الاقتراع المقام في مدرسة كودوكو لتسلم بطاقاتهم الانتخابية للتصويت في الانتخابات الرئاسية والتشريعية المرتقبة في 30 كانون الاول/ديسمبر. وكان يفترض ان تجرى هذه الانتخابات الاحد لكن تقرر ارجاؤها في نهاية المطاف بسبب التأخير في التحضيرات أكان في العاصمة او في المناطق البعيدة.

ويبدو هذا التأجيل ضروريا نظرا الى طوابير الناخبين الذين ينتظرون للحصول على بطاقاتهم الانتخابية المكدسة في كوم صغيرة وراء الحواجز حيث يقوم اربعة مندوبين انتخابيين بتوزيعها.

– “المصالحة ضرورية” –

لكن لماذا هؤلاء الشبان الفقراء والعاطلون عن العمل القابعون في حيهم يبدون هذا التصميم الكبير على التصويت؟ قال حسين سالي عامل الكهرباء “ساختار كرئيس رجلا نزيها مستقيما لا يسرق. من اجل الهدوء والامن في البلاد ومن اجل الا نسمع بعد الان ضجيج السلاح”.

والجميع يسهبون في الكلام في هذا المنحى ويأملون الا يكون هناك بعد الان اعمال عنف بين المسيحيين والمسلمين معتبرين ان “المصالحة ضرورية”.

واحد المرجحين الثلاثة للفوز في الانتخابات الرئاسية كريم ميكاسوا مسلم لكن “ذلك لا يعني اننا سنصوت جميعنا له”، هذا ما قاله كامارا بوبا مضيفا “نحتفظ بخيارنا سرا في قلبنا”.

وقد اتى المرشحون الاخرون للقيام بحملة في حي بي كا-5، المرجحان انيست جورج دولوغيلي ومارتن زيغيليه وايضا المرشحون الصغار من لائحة تضم 30 مرشحا معظمهم من المسيحيين.

وقال محمد مصطفى ان “المسيحيين بامكانهم المجيء الى هنا لكن نحن لا يمكننا الذهاب اليهم. فانهم يقطعون رؤوسنا ويقطعوننا اربا”.

وهو سائق فقد رخصة القيادة في اعمال العنف الاخيرة ولا يجرؤ على الذهاب لطلب اخرى جديدة “لانه يجب الوصول الى وسط المدينة وهناك الكثير من الاعداء”.

– “رئيس يحب بلاده” –

دس بشير حسين خنجرا مهيبا في حزامه لكنه رغم ذلك لا يغامر في “عبور الحدود”. ويقول حالما “نريد رئيسا يحب بلاده، يعمل من اجل المصالحة وخفض البطالة ورفع اجمالي الناتج الداخلي” للبلاد التي تعد من افقر بلدان العالم.

ولتفادي التجاوزات العنيفة التي حصلت اثناء استفتاء 13 كانون الاول/ديسمبر التي قام بها متطرفون من حركة التمرد السابقة سيليكا في هذا الحي، عززت بعثة الامم المتحدة بشكل واضح وجودها وبات يلاحظ حضور شرطيين بورونديين في داخل مدرسة كودوكو. كما ينتشر جنود مسلمون من قوات افريقيا الوسطى في الحي لشل حركة المتطرفين.

وعند المنفذ الشرقي لحي بي كا-5 تنتظر دراجات نارية للاجرة زبائنها عند حاجز للدخول الى الدائرة الخامسة التي يسكنها مسيحيون وتجوب فيها ميليشيات انتي بالاكا.

وفي مدرسة بنز-5 تنتظر مجموعات من الناخبين في الملعب الكبير التي تحول الى ملعب لكرة القدم عند ابواب الصف التي يقف وراءها مندوبون انتخابيون ليسلمونهم بطاقات التصويت ببطء.

والاقبال نفسه يلاحظ في حي لاكوانغا المختلط الذي عرف خلافا للاحياء الاخرى كيف يحتفظ بهدوء نسبي بين الطائفتين.

“لكن غالبا ما تطبع بطاقتان او ثلاث للشخص نفسه، وهذا امر مزعج”، كما تقول المشرفة على مركز التصويت مادلين يابيير.

ويبدو انه لن يكون كل شيء جاهزا وكاملا للانتخابات الرئاسية والتشريعية الاربعاء، بدون الحديث عن عمليات فرز ونقل البطاقات الى ومن المناطق النائية.

الا ان مواطني افريقيا الوسطى المنهكين جراء ثلاث سنوات من اعمال العنف التي لا تنتهي يتوافدون باعداد كبيرة لتسلم بطاقاتهم الانتخابية ما يدل على انه سيكون اول “تصويت” يبدو “اجماعيا” هذه المرة “من اجل السلام واسكات ضجيج السلاح”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية