مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

النظام السوري وروسيا يكثفان الغارات على مناطق سيطرة الفصائل في حلب وادلب

سوخوي روسية في قاعدة حميميم بمحافظة اللاذقية شمال غرب سوريا، في 16 كانون الاول/ديسمبر 2015 afp_tickers

كثفت الطائرات السورية والروسية ضرباتها خلال الساعات ال24 الماضية على مناطق عدة في شمال وشمال غرب سوريا، متسببة بمقتل عشرات المدنيين، تزامنا مع خوض قوات النظام معارك عنيفة في جنوب غرب حلب لاستعادة مواقع تقدمت اليها الفصائل.

وعلى صعيد التصدي لمقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية، اعلنت “قوات سوريا الديموقراطية” التي تحظى بدعم واشنطن الاحد عزمها على طرد الجهاديين من مدينة الباب بعد استعادتها مدينة منبج (شمال).

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد بغارات مكثفة استهدفت بعد منتصف الليل مناطق في جنوب وجنوب غرب مدينة حلب، حيث تدور معارك عنيفة بين قوات النظام وفصائل معارضة وجهادية.

وشنت فصائل مقاتلة بينها جيش الفتح، الذي يضم جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) في 31 تموز/يوليو هجوما على جنوب غرب حلب، حيث تمكنت من التقدم في منطقة الراموسة والكليات العسكرية، ما مكنها من كسر حصار كانت قوات النظام قد فرضته على الاحياء الشرقية في حلب.

وتدور منذ اسبوعين معارك عنيفة في المنطقة حيث تحاول قوات النظام وحلفاؤها استعادة مواقع ونقاط خسرتها قبل اسبوع وادت الى قطع طريق امداد رئيسي لها الى الاحياء الغربية.

وبدأت الفصائل الاحد هجوما عنيفا على حي جمعية الزهراء على الاطراف الغربية لمدينة حلب والواقع تحت سيطرة قوات النظام.

واعلن فيلق الشام احد الفصائل المشاركة في الهجوم “بدء العمل العسكري بالتمهيد الناري الكثيف لتحرير جمعية ومدفعية الزهراء في حلب”.

وبحسب المرصد وناشطين معارضين، بدأ الهجوم بتفجير سيارة مفخخة في الحي، من دون توافر حصيلة عن خسائر بشرية.

واحصى المرصد مقتل 45 شخصا على الاقل منذ السبت في الاحياء الشرقية ومناطق تحت سيطرة الفصائل في الريف الغربي جراء قصف مدفعي وجوي لقوات النظام والطائرات الروسية. كما قتل تسعة اشخاص اخرين على الاقل جراء قذائف اطلقتها الفصائل المقاتلة السبت على الاحياء الغربية في مدينة حلب.

وكانت روسيا اعلنت الاربعاء فترات تهدئة انسانية يوميا من العاشرة صباحا حتى الاولى بعد الظهر بالتوقيت المحلي يتم خلالها وقف المعارك والقصف.

وبحسب المرصد، فان الغارات والمعارك لم تتوقف خلال فترات التهدئة لكن وتيرتها تراجعت.

– “خزان بشري” للمقاتلين-

وتتزامن المعارك والغارات في حلب وريفها مع غارات كثيفة تستهدف منذ اسبوعين مناطق عدة في محافظة ادلب المجاورة في شمال غرب سوريا.

ونفذت طائرات حربية وفق المرصد صباح الاحد غارات على مناطق عدة في المحافظة، ابرزها في مدينة إدلب واريحا وسراقب، وفق المرصد الذي احصى السبت مقتل 22 شخصا جراء اكثر من ستين غارة نفذتها طائرات سورية واخرى روسية.

وبحسب المرصد، قتل 122 مدنيا على الاقل جراء الغارات السورية والروسية على مناطق عدة في ادلب منذ منذ بدء هجوم الفصائل في جنوب غرب حلب نهاية الشهر الماضي.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “تكثيف القصف على محافظة ادلب تحديدا مرتبط بكون المحافظة تعد الخزان البشري لمقاتلي فصائل جيش الفتح” الذي تمكن الصيف الماضي من السيطرة بشكل كامل على محافظة ادلب.

واعلن جيش الفتح في السابع من الشهر الحالي، بعد اسبوع على بدء هجومه جنوب غرب حلب بدء مرحلة “تحرير حلب كاملة”.

وتشهد مدينة حلب ومحيطها منذ اسبوعين معارك يحشد فيها طرفا النزاع آلاف المقاتلين وهي الاكثر عنفا منذ العام 2012.

واوضح عبد الرحمن ان “قوات النظام وحلفاءها هم حاليا تحت ضغط في حلب نتيجة الهزيمة الكبيرة التي تعرضوا لها على ايدي مقاتلي جيش الفتح وفصائل اخرى في جنوب غرب المدينة”.

ومساء الاحد، شنت الفصائل المعارضة هجوما عنيفا على منطقة مصنع الاسمنت في الشيخ سعيد المحاذي للراموسة. وبات مصنع الاسمنت الواقع جنوب شرق الراموسة ثكنة عسكرية لقوات النظام.

وقال عبد الرحمن لفرانس برس “انهم يريدون طرد قوات النظام لتعزيز مواقعهم وتأمين طريق الامدادات التي فتحوها”.

-تدمير مستودعات-

من جهة اخرى، اعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان الاحد ان ست قاذفات روسية من طراز توبوليف نفذت غارات على جنوب شرق مدينة دير الزور وشرقها وشمال شرقها، دمرت خلالها مركزي قيادة وستة مستودعات اسلحة وآليات لتنظيم الدولة الاسلامية، كما قتلت “عددا كبيرا من المقاتلين”.

ويسيطر التنظيم الجهادي على كامل محافظة دير الزور الحدودية مع العراق باستثناء اجزاء من مدينة دير الزور ومطارها العسكري.

على جبهة اخرى، اجلى الهلال الاحمر السوري ليل السبت الاحد الفتاة غنى قويدر (10 سنوات) المصابة برصاص قنص في وركها من مدينة مضايا المحاصرة من قوات النظام الى مدينة دمشق للعلاج، بعد مناشدة ناشطين ومنظمات حقوقية النظام السوري السماح بنقلها للعلاج.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية