مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

النيابة الهولندية تؤكد ان الكرواتي البوسني سلوبودان برالياك توفي بالسيانيد

سلوبودان برالياك يشرب ما قال انه سم في المحكمة في لاهاي، الاربعاء 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 afp_tickers

أعلن مكتب الادعاء العام الهولندي مساء الجمعة ان سلوبودان برالياك القائد العسكري السابق لكروات البوسنة الذي انتحر بتجرعه مادة في قاعة المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، توفي بفشل في وظائف القلب نجم عن السيانيد.

وقالت النيابة في بيان بعد تشريح جثمان برالياك “النتائج الاولية لفحص السموم اظهرت وجود تركيز لمادة سيانيد البوتاسيوم في الدم”. واضاف ان “هذا ادى الى فشل في وظائف القلب يشتبه بانه سبب الوفاة”.

وفي الوقت نفسه، ستبدأ المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة تحقيقا داخليا الاسبوع المقبل لاستكمال تحقيق النيابة الهولندية، بعد الحادثة التي اثارت ذهولا.

وبينما كانت المحكمة الدولية تعلن حكمها الاخير الاربعاء، انتحر سلوبودان برالياك فجأة بتجرعه “سما” من قارورة صغيرة، كما قال محاميه.

وكان قد تلقى للتو تأكيدا للحكم عليه بالسجن عشرين عاما لادانته بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وقعت خلال حرب البوسنة (1992-1995).

وجرى تشريح الجثة في ريزفيك بالقرب من لاهاي، في معهد الطب الشرعي الهولندي الذي يعد احد اهم مختبرات الطب الشرعي في العالم. وقال مينسنت فينمان احد الناطقين باسم النيابة لوكالة فرانس برس ان خبيرين كرواتيين ارسلا الى المعهد “بطلب من المحكمة الدولية” من اجل “مراقبة” العملية.

وكان اختبار موقت كشف الخميس وجود “مادة كيميائية يمكن ان تؤدي الى الموت” في القارورة الصغيرة التي اخرجها بريلياك من جيبه قبل ان يشرب ما تحويه بجرعة واحدة.

– “تواطؤ”؟ –

بعد ثلاثة ايام من الحادث المأسوي، لم يعرف كيف حصل المتهم على هذه المادة وكيف مرت عبر كل الحواجز الامنية التي تفصل بين زنزانته وقاعة المحكمة.

وقالت الحقوقية الدولية التي عملت في المحكمة سيلين بارديه لفرانس برس “هناك ضرورة ملحة لفهم كيفية وصول هذا السم الى المحكمة”. واضافت “بالتأكيد هذا يثير شكوكا في وجود +تواطؤ+”.

ورأى غوران سلويتر المحامي الهولندي واستاذ القانون الدولي في جامعة امستردام ان سلوبودان برالياك حصل على القارورة اما في مركز حبسه عبر استبدال دواء وصف له، واما خلال نقله الى المحكمة او داخل قاعة المحكمة الجنائية الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة.

واضاف “في هذه الحالة، هذا يقلص الى حد كبير دائرة الاشخاص الذين قد يكونون قاموا بمساعدته. ونفكر عندئذ بالمحامين. ايا يكن الامر، لقد حصل بالتأكيد على المساعدة لتصبح هذه القارورة بحوزته داخل قاعة المحكمة”.

وقالت دايانا غوف الخبيرة في القانون والباحثة في معهد كلينغديل ان المساعدة “يمكن ان تأتي من عدد كبير من الاشخاص”. واضافت ان سجناء المحكمة الدولية “يمكنهم تلقي زيارات مسؤولين دينيين واطباء واصدقاء وافراد عائلاتهم”.

واضافت “من السهل جدا ادخال او اخراج اي مادة سرا من السجون بشكل عام، اذن هذه ليست مشكلة المحكمة”.

– “مساعدة على الانتحار” –

قالت المحامية نيكا بينتر من هيئة الدفاع عن الزعيم الكرواتي البوسني لوكالة الانباء الكرواتية (هينا) في الطائرة التي اعادتها من هولندا الى زغرب “لم افكر يوما انه يمكن ان يفعل شيئا كهذا لكنني اتفهمه لانه كان رجلا محترما لا يمكنه ان يعيش مع حكم يصفه بانه مجرم حرب وان يخرج مقيد اليدين من المحكمة”.

واوضحت انها لم تكن تعرف شيئا عن خطة موكلها وان برالياك لم يشر الى احتمال انتحاره خلال محادثاته قبيل اعلان الحكم.

لكن منذ البداية، توجه التحقيق الذي اعتبر استثنائيا وتجريه النيابة الهولندية الى “المساعدة على الانتحار ومخالفة” القواعد حول المواد الطبية.

اما المحكمة فتنوي نشر نتيجة تحقيقها الداخلي قبل انتهاء مهامها في 31 كانون الاول/ديسمبر. وسيسدل الستار بعد هذه القضية بعد نحو ربع قرن من محكمة خصصت لمحاكمة الذين ارتكبوا اسوأ الفظائع في اوروبا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.

واخيرا اعلنت بينتر ان جنازة عائلية ستنظم لبرالياك. وقالت لفرانس برس في زغرب انه اوصى في رسالة مختومة سلمت لعائلته قبل سنوات على ان تفتح بعد وفاته، بان تنظم له جنازة عائلية، مؤكدة ان “الرسالة لم تكن مرتبطة باي شكل بما حدث الاربعاء”.

وذكرت صحيفة “فيسيرني ليست” الكرواتية انه اراد ان يتم احراق جثمانه في مقبرة ميروغوج الكبرى في زغرب، لينثر رماده في البلاد بعد ذلك.

وقالت بينتر “اعتقد انه لم يكن يرغب في ان تتحول جنازته من تجمع جماهيري الى سيرك (…) لتجنب اي تجاوزات محتملة لغايات سياسية”، مؤكدة انه “اراد بكل بساطة ان يكون مع عائلته”.

واوضحت انها لا تعرف موعد نقل جثمانه من هولندا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية