مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الهجوم في شمال سوريا يهدد تحسن العلاقات بين برلين وانقرة

وزير الخارجية الالماني سيغممار غابريال يتحدث في مؤتمر صحافي في برلين في 17 كانون الثاني/يناير 2018 afp_tickers

شددت المانيا لهجتها الخميس ضد تركيا عقب تدخلها في سوريا، ما من شانه ان يهدد الجهود الاخيرة لتحسين العلاقة المتوترة نوعا ما بين البلدين الشريكين في حلف شمال الاطلسي.

وقال وزير الخارجية الالماني سيغمار غابرييل انه طلب من الاطلسي مناقشة التدخل التركي المثير للجدل في شمال سوريا ضد مقاتلين اكرادا تدعمهم الولايات المتحدة.

وفي معرض تأكيده قلق برلين، أعلن وزير الخارجية انه طلب من الامين العام للأطلسي ينس ستولتنبرغ “مناقشة الوضع في سوريا وشمال هذا البلد”.

ومن مؤشرات الاستياء الاخرى، قرار المانيا ان تؤجل حتى اشعار آخر تحديث دبابات من طراز “ليوبارد” تابعة للجيش التركي، ومعدات عسكرية المانية كما طلبت أنقرة.

ويسود قلق شديد المانيا حيث تعيش جاليات تركية وكردية كبيرة. وتخشى السلطات انتقال تداعيات النزاع الى اراضيها بعد العملية العسكرية في شمال سوريا.

وبدأت المشاحنات بين افراد من الجاليتين وكذلك اعمال تخريب طاولت المساجد التركية.

-“مصالح امنية”-

واكد غابرييل ان “المصالح الامنية” التركية في المنطقة الحدودية السورية يجب ان تؤخذ في الاعتبار، في حين تخشى انقرة من بداية قيام دولة كردية على حدودها.

واضاف انه من اجل التوصل الى حل، “يجب ان تنتهي” المواجهة العسكرية مشيرا الى انه “سبق ان ذكرت ذلك عدة مرات للحكومة التركية”.

وتشن تركيا، بمساعدة فصائل سورية معارضة موالية لها، هجوما على منطقة عفرين الحدودية منذ السبت لطرد وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها انقرة “ارهابية” لكن واشنطن تدعمها في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وتواجه الحكومة الالمانية منذ أيام انتقادات بعد ان نشرت أنقرة دباباتها من طراز “ليوبارد” في مواجهة الاكراد.

وقال غابرييل “بالنسبة للحكومة الالمانية، من الواضح انه ليس في وسعنا تسليم اسلحة في مناطق التوتر كما اننا لن نفعل ذلك ايضا”.

ومن المتوقع ان يثير القرار عدم ارتياح تركيا لانها تنتظر الضوء الأخضر من برلين للاتفاق مع شركة “راينمتال” للاسلحة لتحسين حماية دبابات ليوبارد.

وكانت برلين سلمت تركيا 354 من هذه الدبابات بين عامي 2006 و2011. ولا يحظر العقد الموقع عام 2005، اي استخدام يتعارض مع القانون الدولي.

-علاقات صعبة-

في الاسابيع الاخيرة، بذل وزير الخارجية الالماني جهودا كبيرة لتقليص الهوة مع أنقرة بعد عام ونصف عام من العلاقات الصعبة منذ الانقلاب الفاشل في تموز/يوليو 2016 في تركيا.

وقد التقى مطلع كانون الثاني/يناير في مقر اقامته نظيره التركي مولود تشاوش اوغلو. وابدى الرجلان في هذه المناسبة مؤشرات تقارب واعربا عن استعدادهما لتحسين العلاقات التي ساءت كثيرا.

وصرح غابرييل حينها انه ونظيره التركي “قررا بذل كل ما في وسعهما للتغلب على الصعوبات في العلاقات الألمانية التركية”.

والخلافات كثيرة بين البلدين. فقد انتقدت برلين خصوصا اعتقال العديد من مواطنيها في تركيا، وبعضهم يحمل جنسية مزدوجة.

من جهتها، تتهم انقرة المانيا بالتساهل حيال الانفصاليين الاكراد وزعماء الانقلاب المفترضين، وتوترت الاوضاع الى درجة اتهم فيها الرئيس رجب طيب اردوغان المستشارة انغيلا ميركل بارتكاب “ممارسات نازية”.

بصفتها شريكا رئيسيا لبرلين خصوصا في ازمة اللاجئين، تتولى تركيا أيضا ادارة العديد من المساجد في المانيا. وقد تعرض مسجدان لاعمال تخريب منذ بدء العملية العسكرية ضد الاكراد في سوريا.

كما تبادلت المنظمات التمثيلية التركية والكردية في المانيا الاتهامات ونددت بنقل النزاع التركي الكردي الى هذا البلد.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية