مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الهند تحمل مسلحين في باكستان مسؤولية هجوم اسفر عن مقتل 17 من جنودها

جندي هندي في نقطة مراقبة في كشمير afp_tickers

قتل 17 جنديا هنديا في هجوم استهدف قاعدة للجيش في القسم الهندي من اقليم كشمير فجر الاحد فيما حملت نيودلهي مسلحين يتخذون من باكستان مقرا لهم مسؤولية اسوأ هجوم تشهده هذه المنطقة المتنازع عليها منذ اكثر من عقد.

واقتحم المسلحون القاعدة قرب الحدود المرسومة بحكم الامر الواقع مع باكستان فجرا والقوا قنابل على الخيم والثكنات التي تؤوي العسكريين قبل ان يفتحوا النار بالاسلحة الرشاشة كما اعلن الجيش.

وتوعد رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي بمعاقبة المسؤولين عن الهجوم الذي وصفه بانه “مشين وجبان”.

وقال في تغريدة “ندين باشد العبارات الهجوم الارهابي الجبان في اوري. واطمئن الشعب الى ان المسؤولين عن الهجوم لن يفلتوا من العقاب”.

ولم تتبن اي جهة الهجوم لكن وزير الداخلية الهندي راجناث سينغ عبر عن خيبة امله من “دعم باكستان المستمر والمباشر للارهاب والمجموعات الارهابية”.

وقال سينغ على تويتر “باكستان دولة ارهابية ويجب تصنيفها كذلك وعزلها” مضيفا ان المسلحين “مدربون بشكل جيد جدا ومجهزون باسلحة بكميات كبرى”.

والهجوم من شأنه ان يزيد التوتر بشكل اضافي بين الدولتين الجارتين النوويتين نظرا للحصيلة الكبيرة واثر اسابيع من الاشتباكات الدامية بين سكان وقوات الامن في المنطقة الخاضعة لسيطرة الهند من كشمير.

وهجوم الاحد يعتبر من الهجمات الاكثر دموية ضد الجنود منذ بدء التمرد المسلح ضد الحكم الهندي في 1989. وقتل مسلحون 30 جنديا وعائلاتهم في هجوم انتحاري في كالوشاك في منطقة الهملايا في العام 2002.

واتهم الجنرال الهندي رانبير سينغ المكلف العمليات العسكرية مجموعة “جيش محمد” التي مقرها في باكستان، مذكرا بانه سبق ان ابلغ نظيره الباكستاني بانها تثير “قلقا كبيرا”.

وقال سينغ للصحافيين ان “الارهابيين الذين قتلوا (الاحد) كانوا جميعا اجانب، والمعلومات الاولى تفيد انهم ينتمون الى جيش محمد”.

وحملت الهند المجموعة نفسها مسؤولية هجوم على قاعدة جوية هندية خلف سبعة قتلى في البنجاب (شمال شرق) في كانون الثاني/يناير الفائت.

وقد هاجم المسلحون معسكرا لجيش المشاة ينتشر فيه مئات الجنود في بلدة اوري القريبة من الخط الفاصل مع الجزء الباكستاني من الاقليم فجر الاحد. وكانوا مسلحين بالقنابل اليدوية والاسلحة الرشاشة، بحسب ضابط في الجيش طلب عدم الكشف عن هويته.

وقتل اربعة مسلحين خلال الاشتباكات التي اندلعت خلالها النار في عدد من خيام الجنود وفق بيان للجيش الهندي.

واضاف البيان ان الهجوم اسفر عن “سقوط عدد كبير من الضحايا. نشيد بتضحية 17 جنديا استشهدوا” في الهجوم.

ونقل العديد من الجنود الجرحى جوا الى مستشفى سريناغار العسكري، بحسب ضابط في الجيش. ويتمركز عدد كبير من الجنود في اوري بعد انهاء مناوبتهم في الاقليم المضطرب.

في كانون الاول/ديسمبر 2014 شن المتمردون هجوما على معسكر في اورو خلف 11 قتيلا من عناصر الجيش والشرطة.

– مواجهات جديدة –

ونددت واشنطن بالهجوم مؤكدة التزامها “بالشراكة القوية مع الحكومة الهندية لمكافحة الارهاب” كما اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي.

يأتي الهجوم الجديد بعد تجدد العنف في كشمير الهندية التي تشهد اضطرابات دموية مستمرة منذ اكثر من شهرين، وسط احتجاجات للسكان ادت الى اشتباكات شبه يومية مع قوات الامن في اسوأ اعمال عنف منذ 2010.

وقتل 87 شخصا على الاقل واصيب الالاف في احتجاجات ضد الحكم الهندي سببها مقتل برهان واني احد زعماء المتمردين في اشتباك مع الجنود في الثامن من تموز/يوليو.

وتتعرض الحكومة لضغوط متزايدة بسبب ارتفاع عدد القتلى والجرحى خلال الاحتجاجات وبسبب استخدام قوات الامن طلقات الرش التي يمكن ان تصيب المتظاهرين بالعمى.

وتحدى الاف المتظاهرين حظر التجول المفروض في كشمير السبت للمشاركة في جنازة تلميذ عثر على جثته مليئة بالكرات المعدنية. ودارت على الاثر صدامات جديدة مع قوات الامن.

وتتنازع الهند وجارتها باكستان اقليم كشمير منذ استقلال البلدين عن الاستعمار البريطاني في 1947، وتزعم كل منهما احقيتها بالسيادة على الاقليم المضطرب الذي كان وراء حربين من ثلاث حروب بينهما.

ويبلغ عدد الجنود المنتشرين في كشمير نحو نصف مليون جندي.

وقتل الالاف في المعارك معظمهم من المدنيين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية