مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الولايات المتحدة تبدأ تشديد القيود على حدودها

الرئيس ترامب في البيت الابيض في 28 حزيران/يونيو 2017 afp_tickers

تسري ابتداء من الخميس القيود الجديدة على دخول الولايات المتحدة بموجب مرسوم الرئيس دونالد ترامب بشأن الهجرة، فيما تحاول ادارته تبديد الغموض بشأن مواضع تطبيقها.

بعد ثلاثة أيام على قرار المحكمة العليا في واشنطن إعادة العمل جزئيا بالمرسوم الأكثر إثارة للجدل بين إجراءات الرئيس الجمهوري، ما زالت اسئلة كثيرة عالقة.

فالمرسوم الذي يفترض أن يمنع دخول “ارهابيين أجانب” الى البلاد، يحظر دخول البلاد على مواطني ست دول ذات غالبية مسلمة (سوريا، ليبيا، ايران، السودان، الصومال، اليمن) لمدة 90 يوما وعلى اللاجئين من اي مكان لمدة 120 يوما.

لكن القضاة حدوا من نطاقه عبر حصر تطبيقه بالافراد الذين “لا يملكون علاقة ذات صدقية مع شخص او كيان في الولايات المتحدة”.

وشرح القضاة بأن من يأتي لزيارة فرد من “عائلته القريبة” سيجاز دخوله، وكذلك الطالب الذي يدخل جامعة أميركية او الموظف الذي وجد عملا في شركة محلية والاستاذ المدعو إلى مؤتمر في الولايات المتحدة.

وأثارت عبارة “علاقة ذات صدقية” ارتباك الخبراء القانونيين الذين تساءلوا كيف يمكن للاجىء سوري مثلا توفير إثباتات على صلة مسبقة له مع الولايات المتحدة.

وصدرت توضيحات في اللحظات الاخيرة قبل سريان الاجراءات عند الساعة 20,00 (00,00 ت غ الجمعة)، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

ففي برقية موجهة إلى شبكتها الدبلوماسية أوضحت الحكومة مقصدها بعبارة “عائلة قريبة”.

– “عائلة قريبة” –

تشمل هذه العبارة “الوالدين (والدا الزوج او الزوجة أيضا) والزوج او الزوجة والاطفال صغارا كانوا او بالغين، وزوج الابنة وزوجة الابن، والاخوة والاخوات، سواء كانوا أشقاء او لا”.

بالتالي يستثنى الجدان والأحفاد والأعمام والأخوال وابناء الاخوة والأعمام والخالات والخٌطاب وأزواج الاخوة.

على مستوى هيئات الاعمال والعلاقات المهنية يجب على “العلاقة ذات الصدقية” ان تكون “رسمية وموثقة شرط تشكلها في مسار معتاد، وليس لغرض النفاد من المرسوم”، بحسب الرسالة الدبلوماسية.

كما بدرت تساؤلات من سياح من الدول الست إن كان الحجز في فندق يكفي للحصول على تأشيرة دخول، فأجابت السلطات الاميركية بالنفي، حتى لو تم دفع ثمن الحجز.

وتوقع الخبراء تكثف الشكاوى المرفوعة بشأن تفسير المرسوم الذي اعادت المحكمة العليا تعريفه.

والاثنين كتب القاضي المحافظ كلارنس توماس ان القرار “سيولد سيلا من الدعاوى” في الفترة التي يحتاجها “الاطراف والمحاكم لتحديد التعريف الدقيق لـ+علاقة ذات صدقية+”.

وفيما قد يتواصل الجدل في قاعات المحاكم، يتوقع الخبراء ان يكون أثره محدودا نسبيا في المطارات.

– تجنب الفوضى –

من المؤكد ان السلطات الاميركية تسعى لتفادي تكرار الفوضى التي أثارها في 27 كانون الثاني/يناير الماضي تطبيق صيغة أولى لمرسوم الهجرة.

ففي تلك الفترة تعالت أصوات غاضبة حول العالم، ةشهدت المطارات الاميركية تظاهرات عفوية واسعة بعدما تعرض مسافرون وافدون للتوقيف المفاجئ والتهديد بالطرد.

وعرض محامون متطوعون وجمعيات الخميس المساعدة المجانية فيما أعلنت بعض الجمعيات عن تواجدها في المطارات.

وكانت الصيغة الاولى للمرسوم علقت في 3 شباط/فبراير بقرار قاض فدرالي، وكذلك نسختها المعدلة في اذار/مارس. وبرر القضاة قرارهم بان المرسوم يستهدف المسلمين بشكل تمييزي.

واعلنت المحكمة العليا الاثنين انها ستعقد جلسات في تشرين الاول/اكتوبر للنظر في القضية كاملة. لكن أجل الحظر يكون قد انتهى عندها، رغم امكانية تمديده اذا اعتبرت اجراءات التدقيق في هويات الوافدين ضعيفة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية