مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الولايات المتحدة تدشن سفارتها في القدس وصدامات توقع اكثر من 50 قتيلا

فلسطينيون ينقلون جريحا خلال المواجهات مع القوات الاسرائيلية قرب حدود غزة في 14 ايار/مايو. afp_tickers

دشنت الولايات المتحدة رسميا سفارتها في مدينة القدس الاثنين في خطوة مثيرة للجدل في حفل تضمن كلمة مصورة للرئيس الاميركي دونالد ترامب، بينما قتل 52 فلسطينيا على الاقل في مواجهات عنيفة اندلعت على الحدود عند قطاع غزة.

واندلعت المواجهات قبل ساعات من قيام وفد اميركي ومسؤولين اسرائيليين بتدشين السفارة الجديدة. واليوم هو الاكثر دموية منذ نهاية الحرب التي شنتها اسرائيل عام 2014 على قطاع غزة.

واعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في بيان “سقوط 52 شهيدا برصاص الاحتلال من بينهم سبعة اطفال وإصابة قرابة 2000 بجروح”.

وفي القدس، شارك مسؤولون اميركيون بينهم ابنة ترامب ايفانكا وزوجها جاريد كوشنر في حفل التدشين.

وقال ترامب في كلمة مصورة للحفل “املنا الاكبر هو للسلام” رغم ان خطوته تسببت باغضاب الفلسطينيين.

وبحسب ترامب فأن واشنطن “تبقى ملتزمة بشدة بالمساعدة على التوصل الى اتفاق سلام دائم”.

من جانبه، قال نتانياهو متوجها الى الرئيس الاميركي “الرئيس ترامب، عبر اعترافك بالتاريخ فأنك دخلت التاريخ” مؤكدا “نحن في القدس ونحن هنا لنبقى”.

وأكد وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الاثنين مجددا التزام الولايات المتحدة “بسلام عادل وشامل بين اسرائيل والفلسطينيين”.

ولم يشر البيان المقتضب لوزير الخارجية الى عشرات القتلى الفلسطينيين الذين سقطوا الاثنين برصاص الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة خلال تظاهرات احتجاج على نقل السفارة الاميركية الى القدس.

– مواجهات دامية-

على بعد عشرات الكيلومترات، اوقعت مواجهات الاثنين على الحدود بين قطاع غزة واسرائيل، 52 قتيلا ونحو الفي جريح.

وأعلن الجيش الاسرائيلي الاثنين ايضا شن غارة جوية على “خمسة اهداف ارهابية في مخيم للتدريب العسكري التابع لحركة حماس” شمال قطاع غزة.

وقال مراسلو فرانس برس ان الالاف الفلسطينيين تجمعوا في مناطق مختلفة على طول الحدود، وحاول عدد منهم الاقتراب من السياج الأمني وقاموا بالقاء الحجارة باتجاه الجنود الذين ردوا باطلاق النار.

واعلن الجيش الاسرائيلي بعد ظهر الاثنين ان “40 الف فلسطيني يشاركون حاليا في اعمال شغب عنف في 13 موقعا على طول السياج الامني مع قطاع غزة”.

واضاف البيان “يلقي المشاركون قنابل حارقة وعبوات ناسفة على السياج الامني وعلى القوات (الاسرائيلية) ويحرقون الاطارات ويلقون الحجارة. ويقومون بالقاء مواد مشتعلة بنية اشعال حرائق في اسرائيل والحاق الاذى بالقوات (الاسرائيلية)” مشيرا ان الجيش “يستخدم وسائل مكافحة الشغب والنار” للرد.

وندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاثنين ب”المجازر” في قطاع غزة، مؤكدا ان الولايات المتحدة “لم تعد وسيطا” في الشرق الاوسط بعد نقل سفارتها الى القدس.

واعرب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش عن “قلقه العميق” ازاء الوضع في غزة، بينما دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الاثنين الى “اقصى درجات ضبط النفس”.

ودعت فرنسا “جميع الافرقاء” الى تجنب “تصعيد جديد” في الشرق الاوسط.

وتتهم اسرائيل حركة حماس التي تسيطر على القطاع، باستخدام هذه المسيرات ذريعة للتسبب باعمال عنف. كما يقول الجيش الاسرائيلي انه لا يستخدم الرصاص الحي الا كحل اخير.

– “مذبحة رهيبة”-

يتزامن تدشين السفارة الاميركية مع الذكرى السبعين “لقيام دولة اسرائيل”، وفق التقويم الغريغوري.

وكذلك يصادف قبل يومن من الذكرى السبعين للنكبة، عندما تهجر او نزح أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948.

واتهمت الحكومة الفلسطينية الاثنين اسرائيل بارتكاب “مذبحة رهيبة” في قطاع غزة.

وتظاهر مئات من سكان القدس وعرب اسرائيل قبالة موقع السفارة الاميركية بمشاركة نواب عرب في الكنيست وقيادات من داخل اسرائيل وعشرات الناشطين من اليسار الاسرائيلي.

لكن الشرطة تعرضت بالضرب لاعضاء في الكنيست ونساء بحسب مراسلة ومصوري وكالة فرانس برس.

وتثير المبادرة الاميركية الاحادية الجانب غضب الفلسطينيين اذ تشكل تكريسا للموقف المنحاز بشكل واضح برأيهم للجانب الاسرائيلي والذي يتبناه ترامب منذ توليه منصبه في 2017، وتجاهلا لمطالبهم حول القدس.

واحتلت اسرائيل الشطر الشرقي من القدس عام 1967 ثم اعلنت العام 1980 القدس برمتها “عاصمة ابدية” في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.

وكان اعلان ترامب في 6 كانون الاول/ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس، اثار غبطة الاسرائيليين وغضب الفلسطينيين.

ولا تزال الاسرة الدولية تعتبر القدس الشرقية ارضا محتلة وانه من غير المفترض اقامة سفارات في المدينة طالما لم يتم البت في وضعها عبر التفاوض بين الجانبين المعنيين.

ويحاذي مبنى السفارة حي جبل المكبر بالقدس الشرقية المحتلة الذي يسكنه عدد من منفذي الهجمات المسلحة، بما فيها هجوم نفذ عام 2015 أسفر عن مقتل إسرائيليين، ومواطن اسرائيلي يحمل الجنسية الاميركية.

ولم يحدث القرار الاميركي بنقل السفارة حتى الان الاثر الذي كان ترجوه اسرائيل اذ لم تعلن سوى دولتان هما غواتيمالا وباراغواي انهما ستقومان بالامر نفسه.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية