مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

انتخاب هادي البحرة رئيسا جديدا للائتلاف السوري المعارض

انتخب الائتلاف السوري المعارض اليوم الاربعاء هادي البحرة رئيسا جديدا له، خلفا لاحمد الجربا، بعد اجتماعات مطولة شهدت الكثير من التجاذبات بين اعضاء الائتلاف ودخلت على خطها ضغوط من دول عربية وغربية.

في نيويورك، ذكر دبلوماسيون ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عين الدبلوماسي الايطالي ستافان دي ميستورا خلفا للموفد الدولي الاخضر الابراهيمي الذي استقال في ايار/مايو.

على الارض، قتل اليوم عشرون عنصرا من تنظيم “الدولة الاسلامية” في غارات نفذها الجيش السوري على مواقع للتنظيم في محافظة الرقة بشمال البلاد، وفي تصعيد من جانب قوات النظام ضد التنظيم الجهادي.

وجاء في بيان للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية “انتخبت الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري خلال اجتماعها فجر اليوم هادي البحرة رئيساً للائتلاف”.

ومن ناحيته، اشاد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بانتخاب البحرة واكد ان “المملكة المتحدة سوف تواصل العمل بشكل وثيق مع الرئيس البحرة والاعضاء الاخرين في الائتلاف الوطني لمساعدتهم على تحقيق تطلعاتهم بسوريا ديموقراطية”.

وفي جلسة اخرى عقدت بعد الظهر، تم انتخاب نصر الحريري امينا عاما للائتلاف، وكل من محمد حسين قداح وعبد الحكيم بشار (ممثل الاكراد) ونورا الامير (مقعد المرأة) نوابا للرئيس.

وفاز البحرة المقرب من الجربا الذي انهى ولايتين متتاليتين من ستة اشهر على راس الائتلاف، ب62 صوتاً من أصل 116، مقابل 41 صوتاً لمنافسه موفق نيربية.

وهادي البحرة من مواليد دمشق العام 1959، درس الهندسة الصناعية في جامعة ويتشتا في الولايات المتحدة. وشغل مناصب ادارية عالية لمستشفيات ومؤسسات ضخمة في السعودية منذ 1987.

ساهم في تأسيس مجموعات دعم وتنسيق التواصل بين الداخل السوري ووسائل الإعلام منذ بدء الازمة في منتصف آذار/مارس 2011، كما ساهم في النشاط الإعلامي والإغاثي والسياسي للمعارضة السورية. انضم البحرة إلى الائتلاف الوطني السوري منذ أكثر من عام، وانتخب عضوا في الهيئة السياسية للائتلاف.

كان كبير مفاوضي الوفد المعارض الى مؤتمر جنيف2 في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير الذي تم برعاية الامم المتحدة بمشاركة وفد من الحكومة السورية، من دون ان تحقق المفاوضات تقدما يذكر على صعيد حل الازمة.

وسبقت الانتخابات تجاذبات واتصالات مكثفة بين اعضاء الائتلاف لتزكية انتخاب البحرة المدعوم من السعودية رئيسا وخالد خوجا المدعوم من قطر امينا عاما، في خطوة تعكس توافقا اقليميا بعد طول نزاع بين قطر والسعودية حول النفوذ والقرار. الا ان اصواتا ارتفعت داخل الائتلاف تطالب بعدم تهميش الدور السوري على حساب ترك الاطراف الخارجية تقرر مصير الائتلاف، ما دفع اعضاء من الائتلاف، وبينهم نيربية والحريري، الى الترشح. وقد فاز الحريري بالامانة العامة ب62 صوتا مقابل 50 لخوجا.

ونصر الحريري طبيب من مدينة درعا. ولد العام 1977. شارك في “الحراك الثوري” السلمي منذ بدايته، واعتقل أكثر من عشرين مرة بتهم التمويل وإضعاف الشعور القومي والتواصل مع قنوات معادية ومخابرات خارجية والتحريض. وهو عضو في الائتلاف الوطني.

وياتي هذا الانتخاب وسط تراجع لمقاتلي المعارضة على الارض نتيجة استمرار غياب التسليح النوعي وتردد الدول الغربية، وعلى راسها الولايات المتحدة التي تسلمت، كما يقول اعضاء في الائتلاف، خلال الاشهر الاخيرة ملف تسليح “القوى الثورية” في تامين هذا السلاح، في مواجهة قوات النظام التي تحظى بمساعدات عسكرية منتظمة من حلفيها روسيا وايران.

كما ياتي وسط تحديات جديدة متمثلة بتعاظم نفوذ “الدولة الاسلامية” التي تقاتلها كتائب المعارضة المسلحة منذ مطلع العام، ما يستنزف قواها اكثر. وقد اعلن تنظيم “الدولة الاسلامية” اخيرا بعد تمدده في مناطق شاسعة في غرب العراق وشماله وفي شمال سوريا وشرقها، اقامة “الخلافة الاسلامية” وعلى راسها زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي.

كما يعاني الائتلاف من فقدان الثقة به في اوساط واسعة من الناشطين والمقاتلين على الارض، ما ساهم في نشوء مجموعات عسكرية لا تعد ولا تحصى متنوعة الانتماءات والولاءات، تتبع من يقدم لها الدعم والتمويل لا سيما من جمعيات وشخصيات نافذة في الدول الخليجية.

واعلنت فرنسا الاربعاء “الدعم الكامل” للرئيس الجديد للائتلاف، مؤكدة انها ستواصل تقديم “المساعدات المدنية والعسكرية غير القاتلة” لها.

في الامم المتحدة، صرح دبلوماسيون الاربعاء ان نائب وزير الخارجية السابق ستافان دي ميستورا سيخلف الابراهيمي كبعوث للامم المتحدة لسوريا.

ولم تعلن الامم المتحدة التعيين رسميا بعد.

ميدانيا، قتل عشرون عنصرا من تنظيم “الدولة الاسلامية” في غارات نفذتها طائرات حربية تابعة للجيش السوري صباح الاربعاء على مقر تدريب لمقاتلي +الدولة الاسلامية+ عند احد اطراف مدينة الرقة.

واشار المرصد الى “تصعيد في الغارات من جانب قوات النظام على مواقع للدولة الاسلامية منذ الهجوم الذي شنه تنظيم +الدولة+” في العراق “واستيلائه على العديد من الآليات”.

ونادرا ما كان النظام يستهدف مواقع او مناطق واقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية قبل ذلك، بل كانت غاراته الجوية مركزة على مناطق سيطرة مقاتلي المعارضة السورية.

في محافظة حماة (وسط)، قتل 14 شخصا فجرا على ايدي مقاتلين معارضين في قرية خطاب، حسبما افاد الاعلام الرسمي السوري والمرصد السوري لحقوق الانسان. وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان بين القتلى اطفالا ونساء.

وذكر المرصد ان المقاتلين اتهموا الضحايا “بـالتعاون مع النظام”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية