مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

انتقال السفارة الاميركية الى القدس بين احتفالات الاسرائيليين وغضب الفلسطينيين

فلسطينيون يتظاهرون خارج المقر الجديد للسفارة الاميركية في القدس في 14 ايار/مايو 2018 afp_tickers

يعتبر الاسرائيليون ان افتتاح السفارة الاميركية في القدس يكرس الروابط القديمة بالمدينة المقدسة في حين يعتبره الفلسطينيون محاولة جديدة بتواطؤ اميركي لطردهم من المدينة التي يريدون ان تكون عاصمة لدولتهم المنشودة.

بدا حي جبل المكبر الفلسطيني، المتاخم لموقع السفارة والذي يشهد اشتباكات متكررة بين الفلسطينيين وقوات الامن الاسرائيلية، هادئا صباح الاثنين.

وقال حسين عويسات، مختار الحي لوكالة فرانس برس ان “انتقال السفارة لن يغير من واقع الاحتلال بل سيزيده شراسة”.

واكد عويسات “هذه ارضنا ولن نخرج منها سواء اقاموا السفارة او لا”.

والقدس في صلب النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين. وقد احتلت اسرائيل القدس الشرقية العام 1967، واعلنتها عاصمتها الابدية والموحدة في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة.

ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.

وكان اعلان ترامب في 6 كانون الاول/ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس، اثار غبطة الاسرائيليين وغضب الفلسطينيين.

واعتبر كثير من الفلسطينيين قرار ترامب بمثابة استفزاز.

وبدت البلدة القديمة في الشطر الشرقي المحتل من المدينة المقدسة هادئة الى حد ما صباح الاثنين، وكانت بعض المتاجر مفتوحة.

وقال علي جابر (53 عاما) وهو يقف امام المتجر الذي يعمل فيه ويراقب السياح بينما يحتسي قهوته “أشعر بالاهانة كعربي وباذلال غير مسبوق. الى متى سيدفعون قدما بالاحتلال؟ وما الذي يمكننا القيام به؟”.

واوردت نهاد ابو سنينة (32 عاما) وهي جالسة داخل محلها لبيع الملابس، انه في حال اندلعت تظاهرة في القدس احتجاجا على افتتاح السفارة فان “الشرطة الاسرائيلية لن ترحم من ناحية الغرامات او السجن. حتى ان الاطفال سيسجنون. حتى لو اندلعت تظاهرة (هنا) فسيكون هناك عقاب اشد”.

اما لؤي خليل (40 عاما) الذي يعمل في متجر لبيع التحف، فأكد ان وجود الفلسطينيين في المدينة المقدسة “نوع من الصمود”. وتابع “وجودي يربطني بالقدس”.

وأشار حامد (25 عاما) الى ان “نقل السفارة أمر صعب للغاية. القدس عربية وستبقى عربية للاسلام والمسيحيين وكل الديانات”.

واعتبر ان المبالغة الاسرائيلية في الاحتفالات تعكس عدم ثقة لدى الجانب الاسرائيلي خصوصا بعد يوم من “مسيرة توحيد القدس” التي احياها الاسرائيليون.

وتابع “هل انا مضطر كل عام للخروج لأقول للعالم ان لدي بيتا وهو ليس ملكهم”.

– غبطة اسرائيلية-

في الشطر الآخر من المدينة، امتلأت شوارع القدس الغربية بالاعلام الاميركية والاسرائيلية بينما شوهدت لافتات كتب عليها “ترامب أعِد لاسرائيل عظمتها” و”ترامب صديق لصهيون”.

وقالت ايليزا راك (31 عاما) التي تعيش في القدس منذ 12 عاما “هذا يوم خاص، ولكنني كنت سأفضل لو تم نقل السفارة على يد شخص ليس عنصريا ولا معاديا للمثليين”، في اشارة الى ترامب.

وعلى بعد امتار قليلة، جلس اسرائيليون على شرفات المقاهي او كانوا يتسوقون في احد الشوارع.

ورأى ياكوف كوهين الذي هاجر من الولايات المتحدة قبل 25 عاما “اشكك في المستقبل ولكن الدعم الاميركي لاسرائيل مهم” مؤكدا ان “هذا يوم تاريخي”.

اما افراهام بينامين (57 عاما) الذي يبيع قلنسوات يهودية تقليدية فاكد ان “هذه اخبار رائعة”.

ويبيع بنيامين قلنسوات كتب عليها “ترامب، ميك اميركا غريت أغين” (اجعل اميركا رائعة مرة اخرى) في اشارة الى شعار حملة ترامب الانتخابية، او قلنسوات عليها صورة لترامب مع شعار نجمة داود.

واضاف “هناك اشخاص يحبون ترامب وآخرون يكرهونه. لا يوجد اي شخص لا يكترث له. والشيء نفسه بالنسبة لقراره”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية