مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اندونيسيا المختنقة بدخان حرائق الغابات تصلي من أجل المطر

مئات يؤدون صلاة الاستسقاء في اندونيسيا afp_tickers

أدى مئات الاندونيسيين الجمعة صلاة الاستسقاء وسط دخان الحرائق آملين بهطول الأمطار لتطفىء النيران المستعرة في الغابات ولتغسل الضباب السام الناتج منها والذي يغطي مساحات واسعة من البلاد.

وتنتشر في جزيرتي سومطرة وبورنيو في اندونيسيا ممارسات إشعال حرائق بشكل متعمد لتحويل الغابات الى أراض صالحة للزراعة والرعي، حيث يكافح رجال الإطفاء هناك على مدار الساعة في الغابات المتفحمة لمنع انتشار النيران بمساعدة المروحيات.

وغطى الدخان الكثيف مدينة بيكانبارو، العاصمة الأقليمية لسومطرة، ما جعل لون السماء داكنا هناك حتى خلال ساعات النهار في منطقة بات سكانها يخشون فيها على حالهم الصحية.

وقام نحو ألف شخص من سكان بيكانبارو ارتدى العديد منهم ملابس بيضاء واقنعة واقية بأداء صلاة الاستسقاء الجمعة في حقل مفتوح والضباب الكثيف يلفهم.

وقال رهماد أحد المشاركين في الصلاة “أصلي حتى يأتي المطر وتذهب هذه السحابة”.

وأضاف لفرانس برس “كان الأمر سيئا جدا خلال الشهر الماضي، لا استطيع التنفس بدون قناع. البعض من جيراني أصابهم مرض شديد”.

والجمعة يوم مقدس في اندونيسيا التي تضم أكبر غالبية مسلمة في العالم، وحيث تشكل الحرائق أزمة سنوية ازدادت سوءا هذا العام بسبب الطقس الجاف.

وقالت فاطمة الكريم البالغة 26 عاما والتي تركت بيكانبارو مع طفلها خوفا على صحتيهما “كنت خائفة جدا، طفلي ما زال في عامه الأول”.

وأضافت لفرانس برس عبر الهاتف من مكان آخر في سومطرة “السحابة ليست خانقة بل رائحتها ايضا مريعة (…) وكل صباح تزداد سوءا. ليس بالامكان الحصول على هواء نقي”.

وبدأت المخاوف الدولية تتنامى حول تأثيرات هذه الحرائق على المدى الطويل، وخصوصا أن الغابات المطرية تلعب دورا حيويا في حماية كوكب الأرض من التغيّر المناخي.

-“لم أكن يوما متعبا الى هذه الدرجة”

وقالت يولينار استاذة المدرسة وهي تسعل “الضباب يؤثر بي بشكل كبير. لا استطيع أن اتنفس أو ان افعل شيئا في الخارج كما هي العادة”.

وأضافت المرأة البالغة 45 عاما انها تأمل ان تعود قريبا الى مدرستها مع تلامذتها.

وقال حاكم منطقة كالمنتان الوسطى في جزيرة بورنيو، التي تتشاركها أندونيسيا مع ماليزيا وبروناي، إن نحو 3 آلاف و900 مدرسة ستغلق بشكل مزقت اضافة الى 9 آلاف أغلقت في سومطرة.

وقال مسؤولون في ماليزيا إن عشرات المدارس ستغلق الجمعة بشكل موقت في المنطقة التي تحيط بالعاصمة كوالالمبور التي يلفها الضباب.

وبالعودة الى سومطرة، قال هندري كوسناردي الذي كان من بين الآلاف من رجال الإطفاء الذين تم نشرهم لمكافحة الحرائق “نعمل بلا توقف”.

وأضاف الإطفائي الذي يتصبب عرقا “لم أشعر يوما بهذا التعب، لكني لست وحدي، الكل مرهق”.

وامتد الدخان السام الناتج من حرائق أندونيسيا الى ماليزيا متسببا بجدل دبلوماسي بين البلدين، كما أنذرت سنغافورة السكان بضرورة تخفيف نشاطاتهم في الخارج.

وتفاقمت الخلافات بعدما اتهمت وزيرة البيئة الماليزية يو بي ين هذا الاسبوع نظيرها الاندونيسي ب”النكران” لاصرار جاكرتا على ان حرائق ماليزيا تسببت بالضباب هناك.

وأعلنت إندونيسيا الجمعة أنها أغلقت عشرات المزارع التي تنتشر فيها الحرائق المتسببة بالدخان السام، وحذرت أصحابها، بما في ذلك الشركات التي تتخذ من ماليزيا وسنغافورة مقرا، بأنهم قد يواجهون تهماً جنائية في حال أظهر التحقيق أدلة على إحداث حرائق بشكل متعمد.

وتكافح جاكرتا لكبح الحرائق التي يستعر كثير منها تحت الأرض في طبقة غنية بالكربون لاحتوائها على فحم المستنقعات، علما بانه تم اعداد هذه المساحات الشاسعة لتكون صالحة للزراعة.

وقال رهماد في بيكانبارو “آمل أن يتوقف المزارعون والشركات عن إشعال هذه الحرائق”، مضيفا “انها كارثة من صنع الإنسان”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية