مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

انقسامات دولية بسبب ازمة الروهينغا مع إعلان الصين دعم عملية الجيش البورمي

لاجئون من الروهينغا لدى وصولهم بلدة تكناف في بنغلادش الثلاثاء 12 ايلول/سبتمبر بعد عبورهم نهر ناف afp_tickers

..برزت انقسامات دولية الثلاثاء عشية اجتماع لمجلس الامن الدولي بشأن ازمة اللاجئين الروهينغا المتفاقمة في بورما، مع اعلان الصين مساندتها للعملية العسكرية التي انتقدتها واشنطن فيما وصفتها الامم المتحدة بانها “تطهير عرقي” وأجبرت 370 الفا من ابناء هذه الاقلية على النزوح الى بنغلادش المجاورة.

ويبدو أن التدخل الصيني يهدف الى قطع الطريق على اي محاولة لفرض عقوبات على بورما في مجلس الامن الذي يجتمع الاربعاء.

والصين كانت احدى الدول القليلة الاجنبية الصديقة للنظام العسكري السابق في بورما.

ووسعت بكين احتضانها لبورما في ظل حكومة اونغ سان سو تشي المدنية، في اطار استراتيجيتها الواسعة المتعلقة بالتجارة والطاقة والبنية التحتية لجنوب شرق آسيا.

بدأ النزوح الجماعي من ولاية راخين بغرب بورما بعد ان شن متمردون من الروهينغا هجمات على مواقع للشرطة في 25 آب/اغسطس مما أدى الى اطلاق الجيش عملية عسكرية تسببت في فرار ثلث الاقلية المسلمة.

وروى لاجئون فروا من أعمال العنف شهادات عن فظائع ارتكبها جنود وبوذيون احرقوا منازلهم وسووها بالارض.

ولا يمكن التأكد من تلك الروايات من مصادر مستقلة لتعذر الوصول الى ولاية راخين.

وتنفي حكومة بورما اي انتهاكات من قبل جيشها، بل تتهم المتمردين بإحراق الاف القرى ومنها العديد من قرى المسلمين.

لكن الضغط الدولي تزايد على بورما هذا الاسبوع مع اعلان المفوض السامي لحقوق الانسان لدى الامم المتحدة زيد رعد الحسين الاثنين ان “الوضع نموذجا كلاسيكيا عن عملية تطهير عرقي”.

واثارت الولايات المتحدة القلق ازاء اعمال العنف فيما أعلن مجلس الامن انه سيجتمع الاربعاء لمناقشة الازمة.

ويتزايد السخط على اونغ سان سو تشي التي كانت تلقى تأييدا من نشطاء حقوق الانسان، لكنها تواجه حاليا اتهامات من الدول الغربية التي احتفت بنيلها جائزة نوبل للسلام، بالتغاضي عن كارثة انسانية — بل حتى التحريض عليها–.

كما رأى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الثلاثاء أن حملة السلطات البورمية ضد مسلمي الروهينغا تعني “موت” جائزة نوبل للسلام، في هجوم حاد على اونغ سان سو تشي.

لكن بكين وجهت لها الثلاثاء عبارات اكثر تشجيعا اذ اعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ عن التأييد لجهود حكومتها “للحفاظ على السلام والاستقرار” في راخين.

وقال في مؤتمر صحافي “نأمل عودة النظام والحياة الطبيعية هناك في أقرب وقت ممكن”.

والروهينغا اقلية محرومة من الجنسية وتعاني منذ عقود من الاضطهاد في بورما البوذية في غالبيتها.

وقال المتحدث باسم مفوضية الامم المتحدة العليا للاجئين جوزف تريبورا ان حوالى 370 الف من الروهينغا لجأوا الى بنغلادش منذ 25 آب/اغسطس الماضي.

وقد يكون الرقم الحقيقي أعلى بكثير حيث ان اعدادا كبيرة من الفارين لم يصلوا المخيمات مما يصعب عملية احصائهم، بحسب الامم المتحدة التي اضافت ان 60 بالمئة منهم من الأطفال.

ومعظم اللاجئين بحاجة ماسة للغذاء والعناية الطبية والمأوى بعد السير لايام في التلال والادغال او التجرؤ على عبور النهر الفاصل بين الدولتين بمراكب متداعية تعرضهم للخطر.

وفي بيان في ساعة متأخرة الاثنين دافعت وزارة الخارجية البورمية عن الجيش لقيامه “بواجبه الشرعي لاستعادة الاستقرار” قائلا ان الجنود تلقوا الاوامر “بممارسة كل ضبط النفس المطلوب واتخاذ كافة التدابير لتجنب الخسائر الجانبية”.

ويأتي اجتماع مجلس الامن بناء على طلب بريطانيا والسويد وسط تزايد القلق إزاء اعمال العنف المستمرة.

واجتمع مجلس الامن خلف أبواب مغلقة في اواخر آب/اغسطس لمناقشة العنف، لكن دون التوصل لبيان رسمي.

– أوقفوا الاضطهاد –

قال المقرر الخاص للامم المتحدة حول حقوق الانسان في بورما ان أعمال العنف الاخيرة تسببت في مقتل اكثر من الف شخص، معظمهم من الروهينغا.

وتقول بورما عن عدد القتلى حوالى 430 غالبتيهم من “الارهابيين المتطرفين” من “جيش انقاذ روهينغا اراكان”.

وتضيف ان 30 الف شخص من اتنية الراخين والهندوس نزحوا في شمال راخين حيث تم تقليص برامج المساعدات بشكل كبير بسبب اعمال العنف.

وشكل نزوح الروهينغا عبئا على بنغلادش التي تعاني اصلا من أزمة انسانية، فيما يسعى عمال الاغاثة لتأمين الغذاء والمأوى لسيل يومي من اللاجئين المنهكين.

ومخيمات الامم المتحدة في منطقة كوكس بازار مكدسة اصلا بالروهينغا الذين فروا في موجات نزوح سابقة.

وتوفر لهم دكا ملجأ مؤقتا.

غير ان رئيسة وزراء بنغلادش شيخة حسينة التي زارت مخيما للروهينغا الثلاثاء، شددت على ان “حل” الأزمة بيد بورما.

وقالت خلال جولة تفقدية لمخيم في كوكس بازار “سنطلب من حكومة بورما وقف اضطهاد الناس الابرياء” بحسب موقع “بدنيوز24” المحلي الاخباري.

ودكا التي رفضت استيعاب الروهينغا بصورة دائمة، قالت ان لديها خططا لبناء مخيم كبير يستوعب ربع مليون لاجئ. لكن من غير الواضح بعد ما إذا كان اللاجئون سيتمكنون من العودة ومتى.

وتصاعدت سحب الدخان في الجانب البورمي من الحدود هذا الاسبوع رغم اعلان المتمردين الاحد وقفا لاطلاق النار من جانب واحد.

ولم يصدر عن الجيش البورمي رد مباشر رغم ان المتحدث الحكومي زاو هتاي كتب على تويتر “ليس لدينا سياسة للتفاوض مع الارهابيين”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية