مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اوباما يؤكد مقتل زعيم طالبان افغانستان والحركة تبحث عن خلف له

Mullah Akhtar Mansour swiftly consolidated power following a bitter Taliban leadership struggle over the past year afp_tickers

اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين ان غارة جوية اميركية في باكستان ادت الى مقتل الملا اختر منصور زعيم حركة طالبان الافغانية التي بدأت البحث عن قائد جديد لها.

واكدت افغانستان والولايات المتحدة وبعض كوادر طالبان مقتل الملا منصور في غارة السبت لطائرات اميركية من دون طيار. وقالت باكستان من جهتها انه يجب “التحقق” من هوية الشخص الذي قتل.

اما حركة طالبان التي لزمت الصمت، فسارعت الى الدعوة لانعقاد مجلس شورى من اجل اختيار خلف للملا منصور.

والاجتماع الذي بدأ مساء الاحد استؤنف الاثنين في مكان سري بسبب التهديدات المحتملة على المشاركين ولا يعرف بعد متى سيتخذ المجلس قراره.

وقال مصدر في حركة المتمرد لوكالة فرانس برس ان اعلان مقتل الملا منصور احدث “صدمة” بين قادة طالبان الموجودين في باكستان وقرر العديد منهم التواري عن الانظار او التوجه الى افغانستان.

واضاف المصدر ان “مجلس الشورى لا يزال منعقدا في منطقة لم تحدد ويتنقل بانتظام خشية استهدافه من قبل الطائرات الاميركية من دون طيار”.

وبحسب مصدرين في طالبان فان الملا يعقوب نجل الملا عمر الاوفر حظا لقيادة الحركة يليه سراج الدين حقاني المعاون السابق للملا منصور. وقال احد المصدرين ان يعقوب قد يصبح زعيم الحركة صوريا وحقاني عقلها المدبر.

– نجاحات عسكرية –

وقد تولى الملا منصور قيادة طالبان لاقل من عام بعد ان خلف الصيف الماضي مؤسس الحركة الملا عمر.

ورغم انه يعد من مهندسي جهود السلام، الا انه كان وراء اهم النجاحات العسكرية لطالبان في افغانستان منذ سقوط نظامها في 2001 خصوصا السيطرة لفترة وجيزة على مدينة قندوز في ايلول/سبتمبر 2015.

وقال اوباما ان مقتل الملا منصور يشكل “محطة مهمة في مجهودنا البعيد الامد لاعادة السلام والازدهار الى افغانستان”.

واضاف انه يرى في الملا منصور “زعيم منظمة واصل التخطيط ضد قوات الولايات المتحدة والتحالف وشن هجمات عليها، وشن حربا على الشعب الافغاني وانضم الى مجموعات متطرفة مثل القاعدة”.

كما ان الملا منصور رفض الجهود “من اجل الانخراط بشكل جدي في محادثات السلام ووقف العنف الذي يؤدي الى مقتل العديد من الابرياء الافغان من رجال ونساء واطفال”.

وتابع الرئيس الاميركي ان “على طالبان ان تغتنم هذه الفرصة لتتبع السبيل الوحيد الحقيقي لوضع حد لهذا النزاع: انضمامها الى الحكومة الافغانية في عملية مصالحة”.

وتحاول الولايات المتحدة ومعها الصين وافغانستان وباكستان التي تعد الراعية التاريخية لطالبان، منذ كانون الثاني/يناير تحريك عملية السلام بين كابول والحركة الاسلامية، بدون تحقيق اي نتائج عملية حتى الآن.

– عواقب غير معروفة –

واعادت الغارة التي شنت السبت وتعد اهم خرق اميركي للمجال الجوي الباكستاني منذ العملية التي ادت الى مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في 2011، خلط الاوراق.

لكن يبدو ان المحللين منقسمون حول عواقبها على مفاوضات السلام في افغانستان. ويرى البعض ان فصيلا في طالبان اكثر تأييدا للمفاوضات قد يبرز من مجلس الشورى.

ويرى آخرون على غرار الاخصائي في القضايا الامنية الباكستانية امتياز غول ان الغارة “وجهت ضربة قاسية” الى عملية السلام.

والعلاقات الاميركية-الباكستانية في مرحلة صعبة بعد شن هذه الغارة في ولاية بلوشستان التي كانت رسميا في منأى حتى الان من الضربات الجوية.

ودان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الغارة الاحد واعتبر انها “انتهاك لسيادتنا”. واضاف “ما كان يفترض ان تحصل”.

وتجاهل اوباما هذه الانتقادات واكد ان القوات الاميركية ستواصل التحرك على الاراضي الباكستانية. وقال “سنعمل على اهداف مشتركة مع باكستان حيث يجب منع الارهابيين الذين يهددون كل دولنا من اللجوء اليها”.

وقال المحلل غول ان “للولايات المتحدة ربما حساباتها الخاصة لكن هناك امكانية للوصول الى طريق مسدود وربما تكثيف العمليات العسكرية على الاراضي الافغانية في الاسابيع او الاشهر المقبلة”.

واضاف محذرا “سيكون لذلك ايضا عواقب مباشرة على باكستان كانعدام اكبر للاستقرار وتدفق متمردين وربما لاجئين على الحدود”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية